الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تنمية الذهن
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص145ـ147
2-1-2017
2614
يتلخص عمل الذهن في تنضيج الفكر والتجريد والتعميم والمقارنة، فيمكنه تعميم أمر ما وهو بهذا التعميم يمتطي جادة الصواب بطريقة مغلوطة.
إن الذهنيات المتفتحة يمكنها ان تكون منطلقاً لأفكار سامية ومحفزاً للإبداع والابتكار والتخطيط الصحيح والبرمجة الدقيقة، وبدونها لا يمكن التفاؤل بحياة فاعلة وقيّمة لبني البشر.
إن العاجز عن التحليل والتمييز بين الأمور الحسنة في ذهنه والمتمادي في تخيلاته وظنونه وغير القادر على تقييم أو نقد موضوع حسن لن يمكنه الإفلات من آثار وإفرازات تقييماته وتصرفاته الخاطئة أو الفرار منها. كما ان الخامل ذهنياً ومن لا يستطيع الوقوف على الحقائق أو كنه الأمور بسرعة لن يكون قادراً على تخطي الأمور بسهولة وبالتالي يكون مفتقراً للتصرف المناسب والمتزن.
ـ ضرورة تنمية الذهن :
من هذا المنطلق كانت تنمية وتربية الذهن أو بعبارة ادق (تأهيل الذهن) واحداً من واجبات ومهام المربين من الوالدين والمعلمين.
ينبغي تربية الذهن بحيث يكون بالمستوى المطلوب في التفكير والمقارنة والموازنة والفهم وكذلك في الاستيعاب والنقد والفصل بالحق والاستدلال بالمنطلق.
إن التسرع في الأمور وإطلاق الادعاءات الفارغة وإصدار الاحكام غير المناسبة والقرارات غير الصائبة وتقبل الأمور بصورة تقليدية و.. كل هذه النقاط ترتبط بنضج الذهن، ولو استطعنا ان نعيد تنظيمه فإن هذه الأبعاد غير الصحيحة ستتلاشى أيضاً.
من جهة أخرى فإن تنمية الذهن ينبغي الاهتمام بها من جانبين:
1ـ إن الذهن محل الفكر ومركز الشعور والإحساس، وحياتنا مرتبطة به الى حد كبير.
2ـ الذهن مركز القيادة بالنسبة لحركة الإنسان ونشاطه ومنه يتضح ان كانت حركة الإنسان هادفة ام لا.
ـ على مسار تنمية الذهن :
لا بد في مسيرة تنمية الذهن من تخطي ثلاث مراحل..
أـ مرحلة التخريب: نسعى في هذه المرحلة الى التخلص من كل ما هو خطأ وغير صحيح من ذهن المرء سواء أكانت صنمية كرسها خياله أو أوهاماً واهية تكدست فيه، وتحقيق ذلك يكون عبر تخطئة الأفكار المكرسة من خلال الاستدلال والمنطق المتين والاستفادة من لغة المحاورة والمناظرة والتفاهم.
بـ مرحلة التطهير: نسعى في هذه المرحلة الى إزالة ومحو العادات السيئة والاستدلالات المغلوطة والاستعارات الركيكة والتخوف في غير محله من ذهن الشخص وبحيث لا يبقى شيء من الأفكار الملوثة، على أن يتم الأمر بموافقة الشخص نفسه.. وبعبارة أخرى ينبغي له الوثوق بأن ما يحمله في ذهنه غير صحيح وعليه تركه.
جـ مرحلة البناء: نسعى في هذه المرحلة الى تثبيت النقاط الإيجابية والقيّمة وهذا يمكن تحقيقه عبر تعليمه المواضيع القيّمة وتلقينه بالمضامين الرفيعة.