1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

الإنسان والمسؤولية

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  دور الأب في التربية

الجزء والصفحة:  ص13-18

13-12-2016

2226

إن الهدفية هي من سمات الخلق الذي يقوم على القانون والنظام، فكل شيء له نظام معين. وتكشف دراسات الباحثين والمحققين في شرق هذا العالم وغربه وبوضوح انه لا توجد اية ظاهرة بدون قانون وحساب، ولم يخلق أي كوكب او كائن حي دون قاعدة او نظام.

فمثلاً تخضع حركة النجوم التي تبعد عنا مسافات تقدر بالسنوات الضوئية لضوابط معينة. ويبدو انها ملتزمة بعدم الانحراف والابتعاد عن مسيرها وعن تفاصيل البرنامج المرسوم لها ابداً.

وتكتشف هذه الظواهر من خلال التزامها بأنظمتها الخاصة والدقيقة، عن الهدفية والسير نحو التكامل. وندرك نحن ايضاً من خلال هذا القانون والنظام الدقيق اننا لم نخلق عبثاً ولم نوجد صدفة، بل ان الذي خلق هذا الوجود هو الذي خلقنا.

ـ دائرة الخلق  :

فدائرة الخلق واسعة جدا وليس لها حدود معينة. والدليل على سعتها ان المسافة بين كوكبين لمجرتين مختلفتين تقاس بالسنوات الضوئية. ويقال ان كل ثانية من هذه السنوات تعادل 300 الف كيلومتر ! فما اكثر النجوم التي اندثرت وانفنت منذ سنوات عديدة لكن ضوءها لم يصل الينا حتى الآن؟! وما اكثر الظواهر التي خلقت حديثا لكننا لا نعلم بها ولا يمكننا الالمام بها؟!

فعالم الوجود هذا لا يقتصر على زقاقنا ومدينتنا وبلدنا، وبالنتيجة على كرتنا الأرضية والقمر والنجوم فقط، بل يقف خلق هذا الوجود عالم واسع جداً لا يمكننا ان نتصوره ابدا فكيف بإدراكه ولمسه؟!

وتختلف الظواهر فيما بينها كثيرا وقد ذكر مثلاً 500 الف نوع من الحشرات تقريبا تعيش على سطح الكرة الارضية عدا تلك التي لم يتم التعرف عليها لحد الان. وما اكثر النباتات والحيوانات التي لم تدخل كتب وتصانيف العلماء؟!

ـ الإنسان والعالم :

يمثل الانسان ظاهرة فريدة من بين هذا العدد الواسع من الظواهر. وقد قيل الكثير عن تاريخ خلقه وظهوره على هذه الكرة الأرضية.

فالإنسان هو الانسان لكنه مخلوق على صور عديدة بحيث تصل الاختلافات من الخلق بين البشر بمستوى الاختلاف بين الانسان والحيوان.

انظروا إلى الأقوام العديدة والوجوه المختلفة والألوان واللغات والصفات والعادات والثقافات وستدركون عندها مدى التنوع و الاختلاف.

قارنوا بين الانسان والحيوانات المختلفة لتشاهدوا أوجه الشبه والاختلاف بينهما. وقد اطلق البعض على الانسان تسمية الحيوان الناطق او الحيوان الضاحك او الحيوان السياسي لشدة الشبه بين الاثنين.

ولكن أين الانسان وأين الحيوان؟ انهما عالمان منفصلان عن بعضهما البعض ولكل منهما خصوصياته في مجال العقل والفكر والاسلوب والمسؤولية.

فالإنسان هو الذي اوجد كل هذا الابداع، والحيوان لا يمكنه ان يتعدى ما تأمره غريزته ابداً.

ـ قيمة الانسان  :

للإنسان قيمة كبرى ومنزلة عظيمة. وجاء في القرآن الكريم :

[وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا][الاسراء 70]وكرمه الخالق ايضاً. ويمكنه ان يترقى ليكون خليفة الله في الأرض الذي سجدت له الملائكة.

وفتح الخالق جل وعلا الطريق أمام الانسان ليتكامل، ولم يوفر هذه الامكانية لمخلوقاته الأخرى. ويمكنه ان يسمو ويرتفع من اسفل سافلين إلى اعلى عليين. ويرتبط هذا بقابليته ومستوى بنائه ورشده.

حدد الماديون قيمة الانسان ووصفوه بانه ثروة مادية للمجتمع. ولكن الالهيين ذكروا إضافة إلى ذلك بانه يمتلك مقاما معنوياً بحيث يكون قادراً على تغيير الفرد والمجتمع. واهتم الإسلام كثيراً بالإنسان وقيمته الوجودية، ولا يمكن المقارنة بينه وبين منزلة السماء والعرش. ولا تعرف هذه القيمة الا الجنة، وجاء عن الامام الحسين (عليه السلام) في وصية له انه ينبغي على الانسان ان لا يبيع نفسه الا بثمن مقداره الجنة.

ـ العقل واهميته :

إن قيمة الانسان وأهميته تعود إلى عقله، والعقل وسيلة للتمييز بين الحق والباطل، والخير والشر. ويهتدي الانسان بواسطة نور العقل إلى طريقه.

والعقل جسر للوصول إلى الكمال، ويعبد الله جل وعلا به وبهدايته، وهو الوسيلة لنيل الجنة والسعادة الأبدية. وجاء في الحديث الشريف عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) ان الخالق جل وعلا قال للعقل لما خلقه : ((بك اعاقب وبك أثيب)).

وهكذا تبرز قيمة الانسان ومنزلته ومقامه من خلال عقله. ويقوم العقل بكبح جماح الاهواء عندما تريد ان تسرق ارادة الانسان، ويحدد العقل اخيراً مصير الانسان ليكون من أصحاب الجنة او النار.

ـ مسؤولية الانسان :

الانسان كائن عاقل ومسؤول ومكلف بسبب عقله ولا يمكنه التهرب من ذلك. وسبب هذه المسؤولية هو الفهم، اذ يمكنه الفصل والقضاء في الحوادث والظروف المختلفة وادراك الامور.

وتنبع مسؤولية الانسان من أعماقه ولا يمكنه أن يرفضها، فهو يدرك في باطنه انه لا يوجد أي عمل أو سلوك دون حساب، ولا يمكنه العيش كيفما يشاء أو ينساق خلف الأحداث والوقائع المختلفة مهما كانت خصوصياتها.

وجاء في القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى أن الانسان لن يترك وشانه ولن يعامل كما الحيوان وهذا ما ندركه جميعاً. وقد وصف الانسان بانه صاحب عهد مع خالقه :{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ...}[يس60] ومسؤول في الوقت نفسه [وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ][الصافات 24][ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا][الاسراء36] وتدل ظواهر الامور ان هذه المسؤولية ثقيلة للغاية ولا يمكن للإنسان الاستهانة بها.

ـ ضرورة وعي المسؤولية :

لكن الشيء المهم هو ان نعي هذه المسؤولية وحدودها وابعادها في حياتنا الفردية والاجتماعية، وحري بنا ايضا ان ندرك مسؤوليتنا في يومنا هذا والوظيفة التي ستغطي على الوظائف الأخرى.

نعم، ان ما نفهمه من الإسلام هو ان السعادة تكمن في ادراك الانسان في كل زمان لمسؤولياته ووظيفته وان يعلم بالذي عليه ان يفعله في يومه حتى يتحرك ويتقدم بوعي. فالمسؤوليات والوظائف تتغير مع مرور الأزمان، اذ قد تجب الدعوة مثلا احياناً والجهاد في احيان اخرى، او الصراخ والسكوت في فترات أخرى.

كما يجب علينا ونحن نمارس مسؤوليتنا، ان نعي الجوانب الخاصة بالدين وقيمه والتفاسير المتعددة وغير ذلك حتى يمكننا اتخاذ المواقف المناسبة حيال الوقائع المختلفة. وينبغي اتباع أساليب وطرق مناسبة. وأخيرا استخدام العقل الذي سيرشدنا في فهمنا ويعيننا على انجاز وظائفنا بأفضل وجه.

ـ دائرة المسؤولية  :

إن دائرة مسؤولية الانسان واسعة جداً، فهي تتسع من جانب بمستوى عروج الانسان وسموه وتتحدد من جانب اخر بمقدار استعداده وامكانياته؛ وتكبر دائرة المسؤولية كلما زادت كفاءة الانسان ولياقته، ويضاعف التكليف كلما زادت امكاناته. تمثل قدرتنا واستطاعتنا من المسائل التربوية المهمة، اذا ليس بمقدور الجميع العمل كما كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله). ولا يمكن الاستهانة بأدوارنا في الوقت نفسه ايضا واحتقار انفسنا. ولا بد من الأخذ بنظر الاعتبار مستوى الادراك والفهم والقابلية والاستعداد في الثواب والعقاب. وان يكون المبدأ في قبوله اية مسؤولية هو عدم استصغار انفسنا والاستفادة من طاقاتنا وقدراتنا بأقصى ما يمكن.

وتشمل المسؤولية انفسنا ايضاً ((قو انفسكم))((عليكم انفسكم)) وأهلينا ((واهليكم ناراً)) ثم مجتمعنا وامتنا والبشرية جمعاء ((كنتم خير امة اخرجت للناس)) ولا بد من المضي بوعي وفهم في جميع هذه الموارد والالتزام والتنفيذ.

ثمة ضمانات عديدة تسهل للإنسان تطبيق هذه المسؤولية وتنفيذها عملياً واهمها :

1- الضمير الانساني الذي يستقر في اعماق الانسان، ويقوم بتأنيب الشخص متى ما انحرف وتعدى الحدود المرسومة له فيقف كالسد امامه.

2-  قابلية التمييز بين الحق والباطل ويقوم به العقل الذي يتعرف على حسنات الامور وسيئاتها فيجعلنا نقف بعيدا عن الخسة والدناءة ونقدر جهود الآخرين ونشترك معهم في المسؤولية ونستفيد من خدماتهم دون انتظار للأجر.

3- اعتقاد الانسان بالحساب والكتاب والثواب والعقاب وهذا ما تؤمن به اغلب الأديان.

4-  الشعور فطرياً بقيمة أداء المسؤولية وقداستها وينطبق هذا على الجميع وهو بمثابة الدافع الداخلي للإنسان ويجب عليه أن يهتم به.

5- الإشراف والمراقبة الاجتماعية التي تفرض على الانسان التحرك وبذل الجهد واداء الوظائف الاجتماعية كما الآخرين.

بشكل عام فان ما ذكرناه يوفر الأرضية ويحدد مسار أداء المسؤولية وتنفيذها ويفرض على الانسان التفكير بصورة سليمة والتخطيط بشكل احسن.

ـ الثواب و العقاب :

يمثل الثواب والعقاب والإيمان بها اهم العوامل التي تدفع الانسان نحو العمل والنشاط واداء مسؤوليته. فالعقل يقضي بعدم التساوي بين العامل بمسؤولية والتارك لها، اذ سيثاب الأول ويعاقب الثاني حتماً.

ويدرك الانسان فطريا ان الخالق الذي خلقه قد وضع له ضوابط وقوانين تحدد تصرفاته حتى لا تكون عبثاً؛ وثمة ارضية عقلية للثواب والعقاب يؤمن بها العقلاء.

فالاعتقاد والتصديق بهما، بانهما يمثلان قوة تنفيذية جيدة لتحديد مسار العمل. كما وانهما يمثلان

ايضا جانبا من نتيجة العمل وتجسده بينما تمثل المكافاة والعقوبة الجانب الاخر الاني (الدنيوي) منه. وهذا كله يرتبط بنوع التعامل مع أوامر الباري جل وعلا.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي