الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
التلازم بين الخوف و الرجاء
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج1 , ص280 -283.
11-10-2016
2264
الرجاء ارتياح القلب لانتظار المحبوب ، و هو يلازم الخوف ، إذ الخوف عبارة عن التألم من توقع مكروه ممكن الحصول ، و ما يمكن حصوله يمكن عدم حصوله أيضا ، و ما كان حصوله مكروها كان عدم حصوله محبوبا ، فكما أنه يتألم بتوقع حصوله يرتاح ليتوقع عدم حصوله أيضا ، فالخوف عن شيء وجودا يلزمه الرجاء عدما ، و عنه عدما يلزمه الرجاء وجودا.
وقس عليه استلزام الرجاء للخوف ، فهما متلازمان ، و إن أمكن غلبة أحدهما نظرا إلى كثرة حصول أسبابه.
و إن تيقن الحصول أو عدمه لم يكن انتظارهما خوفا و رجاء ، بل سمي انتظار مكروه أو انتظار محبوب.
ثم كما أن الخوف من متعلقات قوة الغضب ، و أن الممدوح منه من فضائلها ، لكونه مقتضى العقل و الشرع ، و باعثا للعمل من حيث الرهبة ، فكذا الرجاء متعلق بها و من فضائلها ، لكونه مقتضاهما و باعثا للعمل من حيث الرغبة.
إلا أن الخوف لترتبه على ضعف القلب يكون أقرب إلى طرف التفريط ، و الرجاء لترتبه على قوته يكون أقرب إلى طرف الإفراط ، و إن كان كلاهما ممدوحين.
ثم لا بد أن يحصل أكثر أسباب حصول المحبوب حتى يصدق اسم الرجاء على انتظاره ، كتوقع الحصاد ممن ألقى بذرا جيدا في أرض طيبة يصلها الماء.
وأما انتظار ما لم يحصل شيء من أسبابه فيسمى غرورا و حماقة ، كتوقع من ألقى بذرا في أرض سبخة لا يصلها الماء.
وانتظار ما كان أسبابه مشكوكة يسمى تمنيا ، كما إذا صلحت الأرض و لا ماء.
وتفصيل ذلك : أن الدنيا مزرعة الآخرة ، و القلب كالأرض ، و الإيمان كالبذر، و الطاعات هي الماء الذي تسقى به الأرض ، و تطهير القلب من المعاصي و الأخلاق الذميمة بمنزلة تنقية الأرض من الشوك و الأحجار و النباتات الخبيثة ، و يوم القيامة هو وقت الحصاد.
فينبغي أن يقاس رجاء العبد (المغفرة) برجاء صاحب الزرع (التنمية) ، و كما أن من ألقى البذر في أرض طيبة ، و ساق إليها الماء في وقته ، و نقاها الشوك و الأحجار، و بذل جهده في قلع النباتات الخبيثة المفسدة للزرع ، ثم جلس ينتظر كرم اللّه و لطفه مؤملا أن يحصل له وقت الحصاد مائة قفيز مثلا ، سمى انتظاره رجاء ممدوحا ، فكذلك العبد إذا طهر أرض قلبه عن شوك الأخلاق الردية و بث فيه بذر الإيمان بماء الطاعات ، ثم انتظر من فضل اللّه تثبيته إلى الموت و حسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة ، كان انتظاره رجاء حقيقيا محمودا في نفسه.
وكما أن من تغافل عن الزراعة و اختار الراحة طول السنة ، أو ألقى البذر في أرض سبخة مرتفعة لا ينصب إليها ماء ، و لم يشتغل بتعهد البذر و إصلاح الأرض من النباتات المفسدة للزرع ، ثم جلس منتظرا إلى أن ينبت له زرع يحصده ، سمي انتظاره حمقا و غرورا.
كذلك من لم يلق بذر الإيمان في أرض قلبه ، أو ألقاه فيه مع كونه مشحونا برذائل الأخلاق منهمكا في خسائس الشهوات و اللذات ، و لم يسق إليها ماء الطاعات ، ثم انتظر المغفرة ، كان انتظاره حمقا و غرورا.
وكما أن من بث البذر في أرض طيبة لا ماء لها ، و جلس ينتظر مياه الأمطار حيث لا تغلب الأمطار، و إن لم يمتنع أيضا ، سمي انتظاره تمنيا.
كذلك من ألقى بذر الإيمان في أرض قلبه ، و لكنه لم يسق إليه ماء الطاعات و انتظر المغفرة بلطفه و فضله ، كان انتظاره تمنيا.
فإذن ، اسم (الرجاء) إنما يصدق على انتظار محبوب تمهدت جميع أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد ، و لم يبق إلا ما ليس يدخل تحت اختياره ، و هو فضل اللّه تعالى بصرف القواطع و المفسدات.
فالأحاديث الواردة في الترغيب على الرجاء و في سعة عفو اللّه و جزيل رحمته و وفور مغفرته ، إنما هي مخصوصة بمن يرجو الرحمة و الغفران بالعمل الخاص المعد لحصولهما وترك الانهماك في المعاصي المفوت لهذا الاستعداد.
فاحذر أن يغرك الشيطان و يثبطك عن العمل و يقنعك بمحض الرجاء و الأمل , و انظر إلى حال الأنبياء و الأولياء و اجتهادهم في الطاعات و صرفهم العمر في العبادات ليلا و نهارا ، أما كان يرجون عفو اللّه و رحمته؟ بلى و اللّه! إنهم كانوا أعلم بسعة رحمة اللّه و أرجى لها منك و من كل أحد ، و لكن علموا أن رجاء الرحمة من دون العمل غرور محض و سفه بحت فصرفوا في العبادات أعمارهم و قصروا على الطاعات ليلهم و نهارهم.