x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

اثبات الصانع

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : التوحيد : صفات الله تعالى : الصفات الجلالية ( السلبية ) :

الله ليس في مكان ولا جهة ولا حيز

المؤلف:  ابن ميثم البحراني

المصدر:  قواعد المرام في علم الكلام

الجزء والصفحة:  ص 70

25-10-2014

783

ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻻ ﺟﻬﺔ ﻭﻻ ﺣﻴﺰ، ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻜﺮﺍﻣﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ: ﺛﻢ ﺯﻋﻤﺖ ﺍﻟﻬﻴﺼﻤﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﻩ، ﻭﺯﻋﻤﺖ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﺔ ﺃﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪﺍ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻬﻴﺼﻤﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻛﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺠﺴﻤﺔ.

ﻟﻨﺎ ﻭﺟﻮﻩ:

(ﺍﻷﻭﻝ) ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﺨﻞ ﻋﻦ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻛﺬﻟﻚ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﻓﻸﻥ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻛﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﺃﻭ ﻛﻮﻧﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺇﻣﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﻓﻬﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻭﻻ ﺧﻠﻮ ﻟﻠﻜﺎﺋﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻣﺮ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ، ﻓﻸﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺨﻞ ﻋﻦ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻟﻜﺎﻥ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﺮ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﻛﻞ ﺣﺎﺩﺙ ﻣﻤﻜﻦ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﻤﻜﻦ. ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻒ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺟﻬﺔ ﺃﻭ ﺣﻴﺰ ﻻﺳﺘﺤﺎﻝ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺑﺪﻭﻧﻪ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻛﺬﻟﻚ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺰ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻦ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻭﺷﻜﻞ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﺳﺘﻐﻨﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺘﺎﻥ ﺟﻠﻴﺘﺎﻥ. ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻔﺘﻘﺮﺍ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ. ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻒ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺃﻧﻪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺴﻄﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻛﺮﻳﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺃﺳﻔﻞ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺑﺎﻟﻌﻜﺲ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻓﻮﻕ ﻟﻜﺎﻥ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﻮﻗﺎ ﻟﻘﻮﻡ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺃﺳﻔﻞ ﻟﻘﻮﻡ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺄﺑﺎﻩ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﻭﻳﻨﻜﺮﻩ. ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺰ ﻭﺟﻬﺔ، ﻭﻛﻞ ﺣﻴﺰ ﻭﺟﻬﺔ ﻟﻪ ﻓﻬﻲ ﺟﻬﺔ ﻓﻮﻕ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻸﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻛﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺎﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻛﺎﻟﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺃﻭ ﻣﺒﺎﻳﻨﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻬﺔ. ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ، ﻓﺎﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻣﺎ ﺳﺎﺭ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻛﺎﻟﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺃﻭ ﻣﺒﺎﻳﻦ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﺠﻬﺔ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻓﻜﺎﻥ ﺫﺍ ﺟﻬﺔ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻠﻮﺟﻬﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻬﺔ ﻓﻮﻕ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻓﻴﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻓﻮﻕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻀﺮﻉ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻓﻄﺮﺗﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻓﻮﻕ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻓﻬﻮ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻫﻤﺔ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، ﻭﻗﻮﻟﻪ : {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] ، ﻭﻗﻮﻟﻪ : {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50].

(ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ) ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ " ﻛﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺎﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻛﺎﻟﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺃﻭ ﻣﺒﺎﻳﻨﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻬﺔ "، ﻭﻇﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻫﻬﻨﺎ ﻗﺴﻤﺎ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺎﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻻ ﻣﺒﺎﻳﻨﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻬﺔ، ﻓﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ.

ﻭﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻤﻴﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﻓﻴﻬﻤﺎ. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ " ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺟﻬﺔ ﻓﻮﻕ " ﺳﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺧﻄﺎﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻧﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻓﻮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻮﻗﺎ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻓﻬﻲ ﺗﺤﺖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﺸﺮﻑ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻓﻮﻕ ﻓﻠﻴﺪﻝ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﺗﺤﺖ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺎﺭﺿﺎ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻭﻫﻮ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﻴﻦ، ﺃﻭ ﻧﻄﺮﺣﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻭﻫﻮ ﺧﻠﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﻴﻦ، ﺃﻭ ﻧﺮﺟﺢ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻓﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﻠﻮ ﻛﺬﺑﻨﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻟﺰﻡ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻌﺎ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺛﻢ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺃﻭ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﻋﻠﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻨﻘﻮﻝ:

ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻗﺪ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﺸﻌﺮﺓ ﺑﺜﺒﻮﺗﻬﺎ ﻟﻪ، ﻓﻴﺠﺐ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻔﻮﻳﻀﻬﺎ. ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﻭﺿﺒﻄﻬﺎ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ.