عبد الكريم الزّين.
المؤلف:
الشيخ جعفر السبحاني.
المصدر:
موسوعة طبقات الفقهاء
الجزء والصفحة:
ج 14 – القسم 1/ص359.
30-7-2016
2674
عبد الكريم الزّين (1284- 1360 ه) عبد الكريم بن حسين (أبو خليل) بن سليمان بن علي آل الزّين الخزرجي الأنصاري، العاملي، كان فقيها إماميا، عالما كبيرا، أديبا، شاعرا مطبوعا.
ولد في جبع سنة أربع و ثمانين و مائتين و ألف، و تعلّم في بلدته، و درس بها و بمدرسة موسى آل شرارة في بنت جبيل.
و قصد النجف الأشرف سنة (1305 ه)، فاختلف إلى حلقات بحث أكابر الفقهاء، مثل: محمد طه آل نجف، و محمد كاظم الخراساني، و آقا رضا الهمداني، و عبد اللّه المازندراني، و فتح اللّه المعروف بشيخ الشريعة الأصفهاني، و نال مرتبة عالية في الفقه، و درجة علمية رفيعة، و قرض الشعر، و تصدى للتدريس، و اشتهر أمره في حقلي العلم و الأدب.
عاد إلى وطنه سنة (1323 ه)، فسكن قرية جبشيت، و قام بمسؤولياته الإسلامية من الإمامة و الهداية و الإرشاد، و سمت مكانته، و أصبح من علماء جبل عامل المشاهير، و كان- كما يقول واصفوه- زاهدا، طاهر الذيل، عفّ النفس، قوّالا بالحق، و لفرط صراحته كان يتحاشاه الكثيرون.
توفّي سنة- ستين و ثلاثمائة و ألف.
و ترك من الآثار: رسالة في الفقه، رسالة في السفور و الحجاب، رسالة في الأصول، رسالة في تفنيد كتاب مباحث المجتهدين لنقولا يعقوب غبريل، الرد على الوهابية في تحريمهم بناء القبور، رسالة في التوحيد، رسالة في المفوضة و الجبرية، أدعية النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و الأئمة عليهم السّلام، مواعظ أهل البيت عليهم السّلام و حكمهم البالغة، الرحمة في الطب و الحكمة، شرح لامية العرب للشّنفري، و ديوان شعر.
قال في قصيدة، يمدح بها أحد الأعلام:
|
حلّقت في أفق المعالي سابقا
|
|
و كبا عدوّك لليدين و للفم
|
|
عزم كمصقول الغرار و همّة
|
|
علياء تهزأ في مناط الأنجم
|
|
رأي يريك الغيب في جنباته
|
|
كالصبح يطلع في السرار الأقتم
|
|
كم خطبة غرّا و موقف حكمة
|
|
لك في القلوب نوافذ كالأسهم
|
|
يعنو اللبيب لها و يمضي حاسد
|
|
في مهجة حرّى و أنف مرغم
|
|
يرضى و يغضب للإله، و غيره
|
|
يرضى و يغضب للدّنا و الدّرهم
|
قلت (حيدر البغدادي): ولي في تعداد مزايا علم آخر هو المرجع الميداني الشهيد السيد محمد الصدر (الصدر الثاني) قصيدة، منها:
|
أين الذي يشدو فيطرب أمة
|
|
و يشدّ فيها عزمها و كفاحها
|
|
أين الذي يتلو أهازيج العلا
|
|
في بقعة عشق الأمير بطاحها
|
|
و تلفّع الكفن الأبيّ مناهضا
|
|
زيف الطغاة و حقدها و سفاحها «1»
|
|
و أذاب قلبا بالعواطف زاخرا
|
|
ليذيب من طيّ القلوب جراحها
|
|
و دعا إلى سبل السلام بحكمة
|
|
فأضاء في حلك الدّجى مصباحها
|
|
و طوى على حبّ الجهاد ضلوعه
|
|
فشأى، و حاز من الخصال ملاحها
|
|
فالمرء أكرم ما تراه إذا ارتدى
|
|
رهج المعارك، و استظلّ صفاحها
|
|
و وفى لنهج الصادقين، و لم يزغ
|
|
عنهم، و ألجم نفسه و طماحها
|
______________________________
(1) كان قدّس سرّه يرتدي الكفن، و هو يؤمّ الجماهير في صلاة الجمعة بمسجد الكوفة.
الاكثر قراءة في العلماء من القرن الرابع إلى القرن الخامس عشر الهجري
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة