علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
التطوّرات السياسيّة.
المؤلف: كمال السيّد.
المصدر: ذلك الشيخ الوقور (الشيخ محمد بن يعقوب الكليني).
الجزء والصفحة: ص 19 ـ 23.
2024-03-20
753
من المحتمل جدًّا أن يكون الكليني في مدينة الكوفة أبان حكومة المعتضد المعروف بـ«السفّاح الثاني» الذي حكم الدولة العبّاسيّة بالحديد والنار؛ وكان يشرف على حفلات التعذيب الوحشيّة والاستجواب والتحقيق في القضايا الأمنيّة الخطيرة، خاصّة التي تمسّ أمن النظام؛ والمعتضد هو حفيد الطاغية المتوكّل أنشأ جهازاً سريًّا للاغتيالات قبل تسنّمه الخلافة بعشرين سنة تقريباً وهو المتّهم الأوّل باغتيال رئيس الوزراء عبيد الله بن يحيى بن خاقان سنة 263 هـ ـ 876 م في حادث سير مفتعل! (1).
والمعتضد هو من تشير إليه المدوّنات لدى الشيعة الإماميّة بأنّه وجّه بعض رجاله إلى سامراء لاغتيال الإمام المهدي في سنة 275 هـ ـ 889 م ولذلك تشير بعض الكتب التاريخيّة إلى سنة 275 هـ بأنّه العام الذي دخل فيه الامام المهدي المنتظر «سرداباً في دار أبيه بسامراء ولم يخرج منه» (2).
وقد عاصر الكليني زهاء أربعين ثورة عصفت بالدولة العبّاسيّة وكان أخطرها ثورة الزنوج في جنوب العراق والتي استمرّت زهاء 15 عاماً راح ضحيّتها نصف مليون إنسان!
وقد استغلّ بعض الطموحين الظلم الذي يصبّه أصحاب الاقطاعيّات على الزنوج الافارقة الذين يعملون باستصلاح الأراضي وحماية النظام العبّاسي للإقطاعيّين ففجّر ثورة عارمة عنيفة ورفع شعار المساواة بين المسلمين وادّعى انّه ينتسب إلى أهل البيت (عليهم السلام) ووعد العبيد بالحريّة.
وقد انضمّ الأعراب في البوادي إلى الثورة خاصّة من أبناء الجنود العرب الذين تمّ طردهم من المؤسّسة العسكريّة في عهد المعتصم واحلال العناصر التركية بدلهم!
وقد هدّدت الثورة أمن الدولة واستنزفت موردها غير انّ «الموفّق» (والد المعتضد) قائد الجيوش العبّاسيّة والحاكم العسكري في الدولة تمكّن في عام 270 هـ ـ 884 م من عبور نهر دجلة واختراق جميع التحصينات والموانع المائيّة واحتلال عاصمة التمرّد «المختارة».
على انّ فلول الافارقة العبيد الهاربين سوف يصلون إلى البحرين ومعهم بعض الأعراب وتبدأ ارهاصات لاندلاع ثورة اُخرى هي ثورة «القرامطة» التي رفعت شعارات مناهضة للظلم والاستبداد السياسي وتمكّنوا من إنشاء دولتهم في البحرين سنة 286 هـ ـ 899 م وقد بدأ نفوذهم بالتنامي بسرعة مثيرة وسنجدهم يقومون باحتلال الحجاز والتقدّم نحو الشام ومحاصرة دمشق لاحتلالها كما يهاجمون الكوفة أيضاً!
وقد تبنّى القرامطة بعض أفكار الخوارج إلّا أنهم رفعوا راية الفرقة الإسماعيليّة التي تنادي بإمامة إسماعيل بن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) وانتقالها إلى ابنه محمّد، فتمكّنوا من اقامة دولتهم في القطيف والبحرين واليمن ودخلوا في صراع مع الفاطميّين فهاجموا الشام، كما خاضوا حروباً في المناطق العراقيّة للإطاحة بالنظام العبّاسي وانتزاع الخلافة (3).
وفي مدينة بغداد تفاقم تيار متشدّد جدّاً هو تيار الحنابلة وبدأ محاولاته في فرض أفكاره وآرائه بالقوّة والتحكّم بالحياة الثقافيّة والاجتماعيّة.
وكانت الطائفة الشيعيّة تعاني الكثير من الممارسات في ظل نظام قمعي يعتبرهم قواعد للدولة الزيديّة التي قامت في شمال إيران وباتت تهدّد أمن الدولة العبّاسيّة.
وفي هذه الفترة كان الشيعة وبخاصّة الزعامات الدينيّة والشخصيّات العلميّة تعيش حالة مكثفة من التقيّة؛ لذلك لا نجد أثراً ولا مؤشّراً يساعد على القول في وجود علاقة أو اتّصال بين الكليني وبين أيّ من السفراء الأربعة.
وسنجد ما يشير إلى أنّ فكرة وجود الامام المهدي الغائب ليست واضحة لدى الشيعة بحيث اّن بعض علماء الشيعة في سنة 283 هـ ـ 896 م يقوم بالتحقيق في هذا الموضوع واجراء حوار مع السيّدة حكيمة بنت الامام محمّد الجواد في المدينة المنوّرة فأقنعته بوجود الامام الثاني عشر (4).
وفيما كان القرامطة ينشرون الخوف في أنحاء البلاد الإسلاميّة كان الحنابلة ينشرون الرعب في مدينة بغداد.
__________________
(1) تاريخ الطبري حوادث سنة 247 هـ.
(2) وفيات الأعيان ج 4 ص 176؛ الأعلام ج 6 ص 309.
(3) أحداث تاريخ الاسلامي ج 2 المجلّد الأوّل ص 34 ـ 35.
(4) كمال الدين، الشيخ الصدوق ج 501، الحديث 27؛ موسوعة التاريخ الاسلامي، الشيخ هادي اليوسفي الغروي ج 7 ص 536.