الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الإيحاءات المؤلمة
المؤلف: محمد تقي فلسفي
المصدر: الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة: ج2. ص364 ـ 365
26-7-2016
2384
يعتقد علماء النفس أن التشاؤم وليد جهل الإنسان وليس خطراً حقيقياً أو آفة واقعية، إنهم يقولون: إنه عبارة عن إيحاء مؤلم يؤدي إلى إضعاف الروح ويسيطر على قلب المعتقد به وفكره.
كذلك الأئمة: فإنهم لم يعتبروا التشاؤم حقيقة، ولكن إذا اعتقد به شخص واهتم به فإنه يصاب بالقلق والاضطراب ومن البديهي أن القلق والاضطراب عبارة عن حقيقة نفسية قد تؤدي الى أمراض ومشاكل كثيرة.
قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : (الطَّيرَة ليست بحقٍ)(1).
إن الحوادث المؤلمة التي تقع في بعض الأحيان تستند الى نظام معين في الكون، ولا علاقة لها بالتطّير أبداً. كذلك فإن سلوك بعض الأفراد وفساد اخلاقهم هو السبب في ظهور بعض العوارض والأمراض في حين أن الجهال ينسبونها الى التشاؤم والتطّير.
وكمثال على ذلك أذكر لكم قصة شاب كان قد خرج للنزهة في اليوم الثالث عشر من عيد نوروز (الذي يعتقد البعض بنحوسته ولذلك فإنهم يخرجون من البلدة فيه اتقاء لشره)! ، وقد أفرط في شرب الخمر الى درجة أنه فقد وعيه ولم يعد قادراً على المشي. وعند الغروب كان يعبر من بعض الشوارع فعثر بصخرة وسقط في حفرة للمجاري فتكسر فكه الأسفل وتهشمت أسنانه، فاجتمع الناس وأخرجوه من الحفرة وهم يقولون : إن نحوسة اليوم لصقت بهذا الشاب وأوقعته في هذه الحفرة! .
الحق أن العدد (13) لم يؤثر في وقوعه في هذه المشكلة ، بل إن المشكلة التي عرضت له ناشئة من إفراطه في تناول الخمر ...
لقد صرح القرآن الكريم بهذه النقطة النفسية المهمة عند التعرض لقصة موجزة ، فقد قام بعض الأفراد الإلهيين بالدعوة إلى الإصلاح في قرية من القرى. فعارضهم اهل القرية وكذّبوهم ، ثم ذكروا أنهم يتشاءمون من وجودهم بين ظهرانيهم:{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ}[يس: 18] ،فأجابهم هؤلاء:{طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ}[يس: 19]. أي لا تتشاءموا منا، بل يجب عليكم أن تتشاءموا من وجودكم وسلوككم وعقائدكم الباطلة.
_________________
1ـ نهج البلاغة ، شرح الفيض الاصفهاني ص 1264.