الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
السفر
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص169ــ177
2025-10-05
11
للسفر آداب لا بد من مراعاتها لتكون الرحلة سعيدة مفعمة بالذكريات الطيبة. انتظمت أحاديث وروايات هذا الفصل ضمن محاور خمسة هي: فوائد السفر، آداب السفر، وجوب الرفقة في السفر، إدارة الرحلة الجماعية، المسافر وتبادل الزيارات.
فوائد السفر
قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه):
... وَسَافِرْ فَفِي الْأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدَ تَفَرُّجُ هَمْ وَاكْتِسَابُ مَعِيشَةٍ
وَعِلْمٌ وَآدَابٌ وَصُحْبَةُ مَاجِد...(1).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثَلاثُ دَعَوَاتِ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكٍّ فِيهِنَّ: دَعْوَةٌ المَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ(2).
قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): لا يَخْرُجِ الرَّجُلُ فِي سَفَرٍ يَخَافُ فِيهِ عَلَى دِينِهِ وَصَلاتِهِ(3).
آداب السفر
الدعاء والصدقة: كَانَ (صلى الله عليه وآله) إِذَا سَافَرَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ المُنْقَلَبِ وَسُوءِ الْمُنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالمَالِ وَالْوَلَدِ(4).
كان أمير المؤمنين (سلام الله عليه) يدعو بهذا الدعاء عند السفر: ... اللَّهُمَّ أَنتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَأَنْتَ الْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ وَلا يَجْمَعُهُمَا غَيْرُكَ؛ لِأَنَّ الْمُسْتَخْلَفَ لا يَكُونُ مُسْتَصْحَباً وَالمُسْتَصْحَبُ لا يَكُونُ مُسْتَخْلَفَاً(5).
وجاء في فقه الرضا (سلام الله عليه): إِذَا أَرَدْتَ الخُرُوجَ إِلَى الْحَجَّ... وَاجْمَعْ أَهْلَكَ وَصَلَّ رَكْعَتَيْنِ وَمَجّدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَصَلَّ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) وَارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى اللَّهُ تَعَالَى وَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ دِينِي وَنَفْسِي وَمَالِي وَأَهْلِي وَوُلْدِي وَجَمِيعَ جِيرَانِي وَإِخْوَانِنَا الْمُؤْمِنِينَ الشَّاهِدَ مِنَّا وَالْغَائِبَ عَنَّا(6).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): افتتحْ سَفَرَكَ بِالصَّدَقَةِ وَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِي....(7).
أوقات السفر: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عَلَيْكُمْ بِالدَّلجَةِ، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لَا تُطْوَى بِالنَّهَارِ(8).
وكرة (صلى الله عليه وآله) رُكُوبَ الْبَحْرِ فِي هَيَجَانِهِ(9).
وروي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: نَهَى رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً إِذَا جَاءَ مِنَ الْغَيْبَةِ حَتَّى يُؤْذِنَهُم(10).
وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: مَنْ كَانَ مُسَافِراً فَلْيُسَافِرُ يَوْمَ السَّبْتِ، فَلَوْ أَنَّ حَجَراً زَالَ عَنْ جَبَلٍ فِي يَوْمِ السَّبْتِ لَرَدَّهُ اللَّهُ إِلَى مَكَانِهِ...(11).
مستلزمات السفر: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مِنْ شَرَفِ الرَّجُلِ أَنْ يُطَيِّبَ زَادَهُ إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرِهِ(12)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: زَادُ المُسَافِرِ الْحُدَاءُ وَالشَّعْرُ مَا كَانَ مِنْهُ لَيْسَ فِيهِ خَناً(13).
وقال الراوي: أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله) كَانَ إِذَا سَافَرَ حَمَلَ مَعَهُ خَمْسَةَ أَشْيَاءَ: الْمَرْآةَ وَالمُكْحُلَةَ وَالْمذْرَى [المدرى](14) وَالسَّوَاكَ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى وَالْمِقَرَاضَ؛ كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) إِذَا سَافَرَ يَصْحَبُ مَعَ نَفْسِهِ الْمُشْطَ وَالسَّوَاكَ وَالمَكْحُلَةَ(15).
وعن أبي عبد الله الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: فِي وَصِيَّةٍ لُقْمَانَ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ سَافِرُ بِسَيْفِكَ وَخُفْكَ وَعِمَامَتِكَ وَخِبَائِكَ وَسِقَائِكَ وَإِبْرَتِكَ وَخُيُوطِكَ وَمُخْرَزكَ، ثم تَزَوَّدْ مَعَكَ الأَدْوِيَة التي تَنْتَفِعُ بِهَا أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ...(16).
وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: ... أَمَّا الَّتِي فِي السَّفَرِ فَكَثْرَةُ الزَّادِ وَطِيبُهُ وَبَذْلُهُ مَنْ كَانَ مَعَكَ وَكِتُمَانُكَ عَلَى الْقَوْمِ أَمْرَهُمْ بَعْدَ مُفَارَقَتِكَ إِيَّاهُمْ وَكَثْرَةُ الْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَا
يُسْخِطُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ...(17).
الوداع: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا خَرَجَ أحدُكُمْ إِلى سَفَرٍ فَلْيُوَدِّعْ إِخْوانَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ لَهُ فِي دُعَائِهِم البَرَكَةَ(18).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): وَدِّعُوا أَخَاكُمْ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لِلشَّاخِصِ أَنْ يَمْضِي وَلِلْمُشَيِّعِ مِنْ أَنْ يَرْجِعُ ...(19).
دعاء عند الوداع: شَيَّعَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) جَعْفَرَ الطَّيَّارَ ما وَجَهَهُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَزَوَّدَهُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ الْطفْ بِهِ فِي تَيْسِيرِ كُلَّ عَسِيرٍ، فَإِنَّ تَيْسِيرَ الْعَسِيرِ عَلَيْكَ يَسِيرٌ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. أَسْأَلُكَ لَهُ الْيُسْرَ وَالْمُعَافَاةَ الدَّائِمَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ(20).
كَانَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) إِذَا وَدَّعَ مُسَافِراً أَخَذَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ الصَّحَابَةَ وَأَكْمَلَ لَكَ الْمُعُونَةَ وَسَهَّلَ لَكَ الْحُزُونَةَ وَقَرَّبَ لَكَ الْبَعِيدَ وَكَفَاكَ المُهِمَّ وَحَفِظَ لَكَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ وَوَجَّهَكَ لِكُلِّ خَيْرٍ، عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ اسْتَوْدِعِ اللَّهَ نَفْسَكَ سِرْ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ(21).
الاستراحة في منازل الطريق: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِذا كُنْتُمْ فِي سَفَرٍ فَأَقِلُوا المكث في المنازِلِ(22).
وعن أبي جعفر الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه): إِذَا سِرْتَ فِي أَرْضِ حَصْبَةٍ فَارْفُقْ بِالسَّيْرِ وَإِذَا سِرْتَ فِي أَرْضِ مُجْدِيَةٍ فَعَجِّلْ بِالسَّيْرِ(23).
تماثل القدرة المالية لرفاق السفر: عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى مَكَّةَ نَيْفاً وَعِشْرِينَ رَجُلاً فَكُنْتُ أَذْبَحُ لهُمْ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ شَاة، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (سلام الله عليه) قَالَ: وَاهَا يَا حُسَيْنُ! وَتُذِلُّ الْمُؤْمِنِينَ. قُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ تَذْبَحُ هُمْ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ شَاةٌ قُلْتُ: يَا مَوْلايَ وَاللَّهُ مَا أَرَدْتُ بِذلِكَ إِلَّا الله. فَقَالَ: أَمَا كُنتَ ترى أنَّ فِيهِم مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَ فَعَالَكَ فَلا تَبْلُغُ مَقْدُرَتُهُم ذلك فَتَقَاصَرُ إِلَيْهِ نَفْسُهُ؟ فَقُلْتُ: يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَلا أَعُودُ(24).
وقال الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه): إِذَا صَحِبْتَ فَاصْحَبْ نَحْوَكَ وَلَا تَصْحَبَنَّ مَنْ يَكْفِيكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ(25).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): اصْحَبْ مَنْ تَتَزَيَّنُ بِهِ وَلَا تَصْحَبْ مَنْ يَتَزَيَّنُ بِكَ(26)، وعَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (سلام الله عليه): يَخْرُجُ الرَّجُلُ مَعَ قوم مَيَاسِيرَ وَهُوَ أَقَلُّهُمْ شَيْئاً، فَيُخْرِجُ الْقَوْمُ النَّفْقَةَ وَلَا يَقْدِرُ هُوَ أَنْ يُخْرِجَ مِثْلَ مَا أَخْرَجُوا فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ يُذِلُّ نَفْسَهُ، لِيَخْرُجْ مَعَ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ(27).
ملاحظة: مغزى هذه الرواية أنّ على الإنسان قدر الإمكان أن يسافر مع من يماثله في القدرة المالية.
قصر مدة السفر: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ سَفَرَهُ فَلْيُسْرِعِ الإِيَابَ إِلَى أَهْلِهِ(28).
هدايا السفر: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): إِذَا سَافَرَ أَحَدُكُمْ فَقَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ بِمَا تَيَسَّرَ وَلَوْ بِحَجَرٍ...(29).
لا بدّ من رفيق السفر
في وَصِيَّةِ رَسُول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (سلام الله عليه): لا تَخْرُجْ فِي سَفَرٍ وَحْـدَكَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ...(30).
وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله)... فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله ... الرَّفِيقَ ثُمَّ
السَّفَرَ(31).
وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: ألا أنبئكم بشر الناس؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسول الله! قال: مَنْ سَافَرَ وَحْدَهُ...(32).
وقال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): لا تَصْحَبَنَّ فِي سَفَرِكَ مَنْ لَا يَرَى لَكَ مِنَ الْفَضْلِ عَلَيْهِ كَمَا تَرَى لَهُ عَلَيْكَ(33).
إدارة الرحلة الجماعية
اختيار مدير الرحلة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ(34).
وقال الراوي: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله (سلام الله عليه): إِنَّكَ سَتَصْحَبُ أَقْوَامًا فَلَا تَقُولَنَّ انْزِلُوا هَاهُنَا وَلَا تَنْزِلُوا هَاهُنَا، فَإِنَّ فِيهِمْ مَنْ يَكْفِيكَ(35).
تقسيم النفقات: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مِنَ السُّنَّةِ إِذَا خَرَجَ الْقَوْمُ فِي سَفَرٍ أَنْ يُخْرِجُوا نَفَقَتَهُمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَطْيَبُ لِأَنْفُسِهِمْ وَأَحْسَنُ لِأَخْلاقِهِمْ(36).
المداراة: وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: مَا اصْطَحَبَ اثْنَانِ إِلَّا كَانَ أَعْظَمُهُمَا أَجْراً وَأَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَرْفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ(37).
وروي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ لَابْنِهِ: يَا بُنَيَّ!... كُنْ لِأَصْحَابِكَ مُوَافِقاً إِلَّا فِي مَعْصِيَةِ الله ...(38).
وقال (سلام الله عليه) أيضاً: [من آداب السفر]... وَحُسْنِ الْخُلُقِ وَحُسْنِ الصَّحَابَةِ لمِنْ صَحِبَكَ وَكَظْمِ الْغَيْظِ ...(39).
وروي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه) صَاحَبَ رَجُلاً ذِمِّيّاً(40)، فَقَالَ لَهُ الذِّمِّيُّ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا عَبْدَ اللهِ؟ قَالَ: أُرِيدُ الْكُوفَةَ، فَلَما عَدَلَ الطَّرِيقُ بِالذَّمِّيِّ عَدَلَ مَعَهُ أَمِيرُ المؤْمِنِينَ (سلام الله عليه)... فَقَالَ لَهُ الذِّمِّيُّ: لِمَ عَدَلْتَ مَعِي وَقَدْ عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه): هَذَا مِنْ تَمَامِ حُسْنِ الصُّحْبَةِ أَنْ يُشَيِّعَ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ هُنَيْئَةٌ إِذَا فَارَقَهُ وَكَذَلِكَ أَمَرَنَا نَبِيّنَا، فَقَالَ لَهُ الذِّمِّيُّ: هَكَذَا قَالَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ الذِّمِّي: لا جَرَمَ أَنَّمَا تَبِعَهُ مَنْ تَبِعَهُ لِأَفْعَالِهِ الْكَرِيمَةِ، فَأَنَا أُشْهِدُكَ أَنِّي عَلَى دِينِكَ، وَرَجَعَ الذُّمِّيُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ((سلام الله عليه)، فَلَمَّا عَرَفَهُ أَسْلَم(41).
الخدمة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) سَيِّدُ الْقَوْمِ خَادِمُهُمْ فِي السَّفَرِ(42).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (سلام الله عليه) لا يُسَافِرُ إِلَّا مَعَ رِفْقَةٍ لَا يَعْرِفُونَهُ وَيَشْتَرِطُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونَ مِنْ خَدَمِ الرِّفْقَةِ...(43).
السخاء والمروءة: قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): وَأَمَّا مُرُوءَةُ السَّفَرِ فَبَذْلُ الزَّادِ وَقِلَّةُ الْخِلافِ عَلَى مَنْ صَحِبَكَ وَكَثْرَةُ ذِكْرِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ مَصْعَدٍ وَمَهْبَطَ وَنُزُولٍ وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ(44)؛ وكذلك قال (سلام الله عليه): [في السفر] أَكْثِرِ التَّبسم في وُجُوهِهِمْ وَكُنْ كَرِيماً عَلَى زَادِكَ(45) وقال (سلام الله عليه) أيضاً:... وَاغْلِبُهُمْ بِثَلَاثٍ: بِطُولِ الصَّمْتِ وَكَثْرَةِ الصَّلَاةِ وَسَخَاءِ النَّفْسِ بِمَا مَعَكَ مِنْ دَابَّةٍ أَوْ مَالٍ أَوْ زَادٍ(46).
مراعاة المرضى والعجزة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِذَا كُنْتُمْ فِي سَفَرٍ فَمَرِضَ أَحَدُكُمْ فَأَقِيمُوا عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ(47)؛ وكذلك قال (سلام الله عليه): سِيرُوا سَيْرَ أَضْعَفِكُمْ(48).
صون حرمة رفاق السفر: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): مُرُوءَةُ السَّفَرِ... تَرْكُ الرّوَايَةِ عَلَيْهِمْ إِذَا أَنْتَ فَارَقْتَهُم(49)، كذلك قال (سلام الله عليه): لَيْسَ مِنَ المُرُوءَةِ أَنْ يُحَدِّثَ الرَّجُلُ بِمَا يَلْقَى فِي السَّفَرِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرِّ(50).
المسافر وتبادل الزيارات
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِ إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَنْ يُعْلِمَ إِخْوَانَهُ وَحَقٌّ عَلَى إِخْوَانِهِ إِذَا قَدِمَ أَنْ يَأْتُوهُ(51).
وروى الإمام الحسن العسكري (سلام الله عليه) إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَمّا جَاءَهُ جَعْفَرُ بن أبي طالبٍ مِنَ الحَبَشَةِ قَامَ إِلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ خُطْوَةً وَعَانقَهُ وَقَبّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ... وَبَكَى فَرَحاً بِرُؤْيَتِهِ(52).
وروي أيضاً:... كَانَ [رسول الله صلى الله عليه وآله] إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ اسْتَقْبَلَ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ (سلام الله عليهما) فَأَخَذَهُمَا إِلَيْهِ(53).
______________________________
(1) الديوان المنسوب لأمير المؤمنين (سلام الله عليه)، ص 139؛ مستدرك الوسائل، ج8، ص 115.
(2) النوادر، ج 5، ص 5.
(3) کتاب الخصال، ص 630.
(4) مصباح المتهجد، ص 674 - 675.
(5) نهج البلاغة خطبة رقم 46.
(6) فقه الرضا (سلام الله عليه) ص 215، مستدرك الوسائل، ج8، ص 121.
(7) الكافي، ج 4، ص 283.
(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 1، ص 34.
(9) الفقيه، ج 3، ص 557.
(10) المحاسن، ص 377.
(11) الكافي، ج 8، ص 143.
(12) الكافي، ج8، ص303.
(13) الجعفريات، ص158؛ مستدرك الوسائل، ج8، ص213.
(14) وسائل الشيعة، ج 11، ص 426.
(15) مكارم الأخلاق، ص 252.
(16) الأمان، ص 54.
(17) الفقيه، ج 2، ص 294.
(18) الجامع الصغير، ج 1، ص89.
(19) الفقيه، ج 2، ص 275.
(20) مكارم الأخلاق، ص 249.
(21) الفقيه، ج 2، ص 276.
(22) الجامع الصغير، ج 1، ص 129.
(23) الفقيه، ج 2، ص 290.
(24) مستطرفات السرائر، ج 1، ص 578.
(25) الكافي، ج 4، ص 286.
(26) الفقيه، ج 2، ص278.
(27) الكافي، ج 4، ص 287.
(28) الفقيه، ج 2، ص 300.
(29) تفسير العياشي، ج 1، ص 277.
(30) الكافي، ج 8، ص 303.
(31) الجعفريات، ص 164؛ مستدرك الوسائل، ج 8، ص 209.
(32) الفقيه، ج 2، ص 277.
(33) الكافي، ج 4، ص 286.
(34) الجامع الصغير، ج 1، ص89.
(35) المحاسن، ص 364.
(36) الفقيه، ج 2، ص278.
(37) الكافي، ج 2، ص 120.
(38) الكافي، ج 8، ص 303.
(39) الفقيه، ج 2، ص 527.
(40) أهل الذمّة: مصطلح فقهي إسلامي يقصد به أهل الكتاب وأتباع الديانات الأخرى الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي أو في البلاد ذات الأغلبية المسلمة.
(41) الكافي، ج 2، ص 670.
(42) مكارم الأخلاق، ص 251؛ بحار الأنوار، ج 73، ص273.
(43) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 145.
(44) كتاب الخصال، ص 54.
(45 و 46) الكافي، ج 8، ص 348.
(47) قرب الإسناد، ص 64؛ وسائل الشيعة، ج 11، ص 458.
(48) عوالي اللئالي، ج1، ص 284.
(49) تحف العقول، ص 374.
(50) الفقيه، ج 2، ص 274.
(51) الكافي، ج 2، ص 174.
(52) كتاب الخصال، ص 484.
(53) إعلام الورى بأعلام الهدى، ص 124.
الاكثر قراءة في التربية النفسية والعاطفية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
