الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
مراتب اليقين
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج1 , ص160-164
19-7-2016
1742
أن اليقين جامع جميع الفضائل و لا ينفك عن شيء منها ، ثم له مراتب : (أولها) علم اليقين ، و هو اعتقاد ثابت جازم مطابق للواقع , و هو يحصل من الاستدلال باللوازم و الملزومات ، و مثاله اليقين بوجود النار من مشاهدة الدخان.
(وثانيها) عين اليقين ، و هو مشاهدة المطلوب و رؤيته بعين البصيرة و الباطن ، و هو أقوى في الوضوح و الجلاء من المشاهدة بالبصر، و إلى هذه المرتبة أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله! «لم أعبد ربا لم أره» بعد سؤال ذعلب اليماني عنه (عليه السلام) ! أرأيت ربك؟.
و بقوله (عليه السلام): «رأى قلبي ربي».
وهو إنما يحصل من الرياضة و التصفية و حصول التجرد التام للنفس ، و مثاله اليقين بوجود النار عند رؤيتها عيانا ، و (ثالثها) حق اليقين ، و هو أن تحصل وحدة معنوية و ربط حقيقي بين العاقل و المعقول ، بحيث يرى العاقل ذاته رشحة من المعقول و مرتبطا به غير منفك عنه و يشاهد دائما ببصيرته الباطنية فيضان الأنوار و الآثار منه اليه ، و مثاله اليقين بوجود النار بالدخول فيها من غير احتراق.
وهذا إنما يكون لكمل العارفين باللّه المستغرقين في لجة حبه و أنسه ، المشاهدين ذواتهم بل سائر الموجودات من رشحات فيضه الأقدس ، و هم الصديقون الذين قصروا أبصارهم الباطنة على ملاحظة جماله و مشاهدة أنوار جلاله.
و حصول هذه المرتبة يتوقف على مجاهدات شاقة و رياضيات قوية ، و ترك رسوم العادات و قطع أصول الشهوات ، و قلع الخواطر النفسانية و قمع الهواجس الشيطانية ، و الطهارة عن أدناس جيفة الطبيعة ، و التنزه عن زخارف الدنيا الدنية ، و بدون ذلك لا يحصل هذا النوع من اليقين و المشاهدة :
و كيف ترى ليلى بعين ترى بها سواها و ما طهرتها بالمدامع
ثم فوق ذلك مرتبة يثبتها بعض أهل السلوك و يعبرون عنه (بحقيقة حق اليقين و الفناء في اللّه و هو أن يرى العارف ذاته مضمحلا في أنوار اللّه محترقا من سبحات وجهه ، بحيث لا يرى استقلالا و لا تحصيلا أصلا ، و مثاله اليقين بوجود النار بدخوله فيها و احتراقه منها.
ثم لا ريب في أن اليقين الحقيقي النوراني المبرئ عن ظلمات الأوهام و الشكوك و لو كان من المرتبة الأولى لا يحصل من مجرد الفكر و الاستدلال ، بل يتوقف حصوله على الرياضة و المجاهدة و تصقيل النفس و تصفيتها عن كدورات ذمائم الأخلاق و صدأها ، ليحصل لها التجرد التام فتحاذي شطر العقل الفعال ، فتتضح فيها جلية الحق حق الاتضاح.
و السر أن النفس بمنزلة المرآة تنعكس إليها صور الموجودات من العقل الفعال و لا ريب في أن انعكاس الصور من ذوات الصور إلى المرآة يتوقف على تمامية شكلها و صقالة جوهرها و حصول المقابلة و ارتفاع الحائل بينهما و الظفر بالجهة التي فيها الصور المطلوبة ، فيجب في انعكاس حقائق الأشياء من العقل إلى النفس :-
ولولا هذه الأسباب المانعة للنفوس عن إفاضة الحقائق اليقينية إليها ، لكانت عالمة بجميع الأشياء المرتسمة في العقول الفعالة ، إذ كل نفس لكونها أمرا ربانيا و جوهرا ملكوتيا فهي بحسب الفطرة صالحة لمعرفة الحقائق ، و لذا امتازت عن سائر المخلوقات من السماوات و الأرض و الجبال ، و صارت قابلة لحمل أمانة اللّه التي هي المعرفة و التوحيد ، فحرمان النفس عن معرفة أعيان الموجودات إنما هو لأحد هذه الموانع ، و قد أشار سيد الرسل (صلى اللّه عليه و آله و سلم) الى مانع التعصب و التقليد بقوله (صلى اللّه عليه و آله و سلم) «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه و يمجسانه و ينصرانه» ، و إلى مانع كدورات المعاصي و صدأها بقوله ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) -: «لو لا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات و الأرض».
فلو ارتفعت عن النفس حجب السيئات و التعصب و حاذت شطر الحق الأول تجلت لها صورة عالم الملك و الشهادة بأسره ، إذ هو متناه يمكن لها الإحاطة به ، و صورة عالمي الملكوت و الجبروت بقدر ما يتمكن منه بحسب مرتبته ، لأنهما الإسرار الغائبة عن مشاهدة الأبصار المختصة بإدراك البصائر، و هي غير متناهية ، و ما يلوح منها للنفس متناه ، و إن كانت فى نفسها و بالإضافة إلى علم اللّه سبحانه و غير متناهية ، و مجموع تلك العوالم يسمى ب (العالم الربوبي) ، إذ كل ما في الوجود من البداية إلى النهاية منسوب إلى اللّه سبحانه ، و ليس في الوجود سوى اللّه سبحانه و أفعاله و آثاره ، فالعالم الربوبي و الحضرة الربوبية هو العالم المحيط بكل الموجودات ، فعدم تناهية ظاهر بين ، فلا يمكن للنفس أن تحيط بكله ، بل يظهر لها منه بقدر قوتها و استعدادها.
ثم بقدر ما يحصل للنفس من التصفية و التزكية و ما يتجلى لها من الحقائق و الأسرار، و من معرفة عظمة اللّه و معرفة صفات جلاله و نعوت جماله تحصل لها السعادة و البهجة و اللذة و النعمة في نعيم الجنة ، و تكون سعة مملكته فيها بحسب سعة معرفته باللّه و بعظمته و بصفاته و أفعاله ، و كل منها لا نهاية له.
و لذا لا تستقر النفس في مقام من المعرفة , و البهجة و الكمال و التفوق و الغلبة تكون غاية طلبتها ، و لا تكون طالبة لما فوقها.
وما اعتقده جماعة من أن ما يحصل للنفس من المعارف الإلهية و الفضائل الخلقية هي الجنة بعينها فهو عندنا باطل ، بل هي موجبة لاستحقاق الجنة التي هي دار السرور و البهجة.
و منها : الشرك و هو أن يرى في الوجود مؤثرا غير اللّه سبحانه ، فإن عبد هذا الغير- سواء كان صنما أو كوكبا أو إنسانا أو شيطانا - كان شرك عبادة ، و إن لم يعبده و لكن لاعتقاد كونه منشأ أثر أطاعه فيما لا يرضي اللّه فهو شرك طاعة و الأول يسمى بالشرك الجلي ، و الثاني يسمى بالشرك الخفي ، و إليه الإشارة بقوله تعالى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف : 106] , و كون الشرك أعظم الكبائر الموبقة و موجبا لخلود النار مما لا ريب فيه ، و قد انعقد عليه إجماع الأمة ، و الآيات و الأخبار الواردة به خارجة عن حد الإحصاء.