الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
لا محبوب حقيقة الا اللّه
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج3 , ص141-146
19-7-2016
2066
[قال النراقي :] لا مستحق للحب غير اللّه سبحانه ، و لا محبوب بالحقيقة عند ذوي البصائر الا هو، و لو كان غيره تعالى قابلا للحب و موضعا له فانما هو من حيث نسبته إليه تعالى فمن أحب غيره تعالى لا من حيث نسبته اليه ، فذلك لجهله و قصوره في معرفة اللّه ، و كيف يكون غيره سبحانه من حيث هو، لا من جهة انتسابه إليه، مستحقا للحب ، و هو في نفسه مع قطع النظر عنه تعالى و عن انتسابه إليه ليس الا العدم ، و العدم كيف يصلح للحب ، فينبغي ان يكون حبه لعموم الخلق بعموم النسبة ، اي من حيث أنها منه تعالى و آثاره ، و معلولاته واضوائه و اظلاله ، و لخصوص بعض الخواص الذين لهم خصوصية نسبة إليه تعالى كالحب و الانس ، و المعرفة ، و الاطاعة لخصوص النسبة أيضا.
ومما يوضح المطلوب : ان جميع أسباب الحب مجتمعة في حق اللّه تعالى ، و لا توجد في غيره حقيقة ، و وجودها في حق غيره و هم و تخيل و مجاز محض لا حقيقة له.
اما السبب الأول - اعني محبة النفس : فمعلوم ان وجود كل أحد فرع لوجود ربه و ظل له ، و لا وجود له من ذاته ، بل هو من حيث ذاته ليس محض و عدم صرف ، فوجوده و دوام وجوده و كمال وجوده من اللّه و باللّه و إلى اللّه ، فهو الموجد المخترع له ، و هو المبقى له ، و هو المكمل لوجوده بايجاد صفات الكمال فيه ، فهو صرف العدم لولا فضل اللّه عليه بالايجاد ، و هالك بعد وجوده لو لا فضله عليه بالابقاء ، و ناقص بعد بقائه لولا فضله عليه بالتكميل ، فليس في الوجود شيء له قوام بنفسه الا القيوم المطلق الذي هو قائم بذاته و مقوم لغيره.
وحينئذ ، فمحبة كل شيء لنفسه ترجع إلى محبة ربه ، و ان لم يشعر المحب به ، و كيف يتصور ان يحب الإنسان نفسه و لا يحب ربه الذي به قوام نفسه؟ , مع ان من أحب الظل أحب بالضرورة الأشجار التي بها قوام الظل ، و من أحب النور أحب لا محالة الشمس التي بها قوام النور، و كل ما في الوجود بالإضافة إلى قدرة اللّه تعالى كالظل بالإضافة إلى الشجر و النور بالإضافة إلى الشمس ، اذ الكل من آثار قدرته ، و وجوده تابع لوجوده ، كما ان وجود الظل تابع لوجود الشخص ، و وجود النور تابع لوجود الشمس ، بل هذا المثال انما هو للتفهم ، و بالإضافة إلى اوهام العوام ، حيث يتوهمون ان الظل و النور تابعان للشخص والشمس و فايضان عنهما ، و عند التحقيق ليس الظل و النور أثرين للشخص و الشمس و موجودين بهما بل هما فائضان من اللّه تعالى ، موجودان به بعد حصول الشرائط ، كما ان أصل الشخص و الشمس وشكلهما وصورتهما وسائر صفاتهما منه تعالى و اما السبب الثاني ، و الثالث اعني الالتذاذ و الإحسان ، سواء كان متعديا إلى المحب أم لا : فمعلوم انه لا لذة و لا إحسان الا من اللّه تعالى ، و لا محسن سوى اللّه ، فانه خالق الإحسان و ذويه ، و فاعل أسبابه و دواعيه و كل محسن فهو حسنة من حسنات قدرته و حسن فعاله ، و قدرة من بحار كماله و أفضاله.
واما الرابع - اعني الحسن و الجمال و الكمال : فلا ريب في انه تعالى هو الجميل بذاته و الكامل بذاته ، و هو الجمال الخالص ، و الكمال المطلق ، و حقيقتهما منحصرة به تعالى ، و ما يوجد في غيره تعالى من الجمال و الكمال لا يخلو عن شوائب الخلل و النقصان ، اذ النقص شامل لجميع الممكنات وانما تتفاوت في درجات النقص.
وقد عرفت ان الجمال المعنوي أقوى من الجمال الصوري ، و من كان من أهل البصيرة و الكمال يكون حبه للجمال الباطن المعنوي أكثر و أقوى من حبه للجمال الصوري ، وحقيقة الجمال المعنوي الذي هو وجوب الوجود ، وكمال العلم و القدرة ، و الاستيلاء على الكل ، و استناد الجميع إليه ، منحصر باللّه تعالى ، فإذا كان الجمال المشوب بالنقص محبوبا ، فكيف لا يكون الجمال الخالص البحت الذي لا يتصور جمال فوقه محبوبا ، بل المحبوب حقيقة ليس الا هو.
على ان كل جميل بالجمال الظاهر الصوري ، او بالجمال الباطن المعنوي ، رشحة من رشحات جماله ، و كل كامل فكماله فرع كماله ، فكل من أحب جميلا أحب خالقه وما أحب أحدا غير اللّه تعالى ، لكنه احتجب عنه تحت وجوه الاحباب و استار الأسباب ، هذا مع ان عمدة جمال المخلوقين انما هو علمهم باللّه و بصفاته و افعاله ، و قدرتهم على الصلاح نفوسهم بازالة الرذائل والخبائث الشهوية المانعة عن التقرب إلى اللّه تعالى ، و باتصافهم بمعالي الصفات و شرائفها المقربة إلى اللّه ، وعلى إصلاح عباد اللّه بالارشاد و السياسة ، و معلوم ان هذه الأمور اضافات إلى اللّه سبحانه ، فحبها يرجع إلى حبه تعالى.
واما الخامس - اعني المناسبة الخفية والمجانسة المعنوية : فلا ريب في ان للنفس الناطقة الإنسانية مناسبة مجهولة خفية مع باريها و موجدها ، اذ هي شعلة من شعلات جلاله ، و بارقة من بوارق جماله ، و لذا قال اللّه سبحانه : {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء : 85] , و قال : {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة : 30].
اذ لم يستحق آدم خلافة اللّه لا بتلك المناسبة ، و بهذه المناسبة ينقطع العبد إلى ربه ، و يعرفه عند ابتلائه بمصيبة و بلية ، و هذه المناسبة لا تظهر ظهورا تاما إلا بالمواظبة على النوافل بعد احكام الفرائض ، كما قال اللّه تعالى : «لا يزال العبد يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و لسانه الذي ينطق به».
وهذا موضع تزل فيه الاقدام ، حتى وقع قوم في التشبيه الظاهر، و آخرون في الحلول و الاتحاد و أهل الحق الذين انكشفت لهم استحالة التشبيه و الاتحاد ، و فساد طرفي التفريط و الإفراط ، و اتضحت لهم حقيقة السر، و عرفوا تلك المناسبة و استقاموا عليها : هم الاقلون.
ثم من المناسبة الظاهرة التي بين العبد و بين ربه هو قرب العبد من اللّه في الصفات الربوبية و الأخلاق الإلهية : كالعلم ، و البر، و الإحسان ، و اللطف ، و إفاضة الخير و الحرمة على الخلق ، و إرشادهم إلى الحق الى غير ذلك من الصفات الإلهية ، و لذا قيل : تخلقوا باخلاق اللّه. ولا ريب في ان ذلك يقرب العبد إلى اللّه ، و يصيره مناسبا له.
واما العلية و المعلولية فالامر فيه ظاهر، و باقي الأسباب أسباب ضعيفة نادرة ، اعتبارها في حق اللّه نقص.
وقد ظهر مما ذكر : أن أسباب الحب بجملتها متظاهرة في حق اللّه تعالى تحقيقا لا مجازا ، و في أعلى الدرجات لا ادناها , ثم كل من يحب أحدا من الخلق بسبب من هذه الأسباب يتصور ان يحب غيره لمشاركته إياه في السبب.
والشركة نقصان في الحب ، لا يتصف أحد بوصف محبوب إلا و يوجد شريك له فيه ، و اللّه سبحانه هو الذي لا يشاركه غيره في اوصاف الكمال و الجمال ، لا وجودا و لا امكانا ، فلا جرم لا يكون في حبه شركة ، فلا يتطرق إليه نقصان ، كما لا تتطرق الشركة و النقصان إلى اوصاف كماله ، فهو المستحق لاصل المحبة و كمالها ، و لا متعلق للمحبة إلا هو، إلا انه لا يعرف ذلك إلا العارفون من أوليائه و احبائه ، كما قال سيد الشهداء (عليه السّلام) في دعاء عرفة بقوله : «و أنت الذي ازلت الاغيار عن قلوب احبائك ، حتى لم يحبوا سواك ، و لم يلجأوا إلى غيرك».