الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
علامات صاحب اليقين
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج1 , ص156-160
19-7-2016
2181
[قال النراقي :على الانسان] ألا يلتفت في أموره إلى غير اللّه سبحانه , و لا يكون اتكاله في مقاصده إلا عليه ، و لا ثقته في مطالبه إلا به , يتبرى عن كل حول و قوة سوى حول اللّه و قوته ، و لا يرى لنفسه و لا لأبناء جنسه قدرة على شيء و لا منشأية لأثر , و يعلم أن ما يرد عليه منه تعالى و ما قدّر له و عليه من الخير و الشر سيساق إليه أفتستوي عنده حالة الوجود و العدم , و الزيادة و النقصان و المدح و الذم , و الفقر و الغنى , و الصحة و المرض , و العز و الذل , و لم يكن له خوف و رجاء إلا منه تعالى , و السر فيه : أنه يرى الأشياء كلها من عين واحدة هو مسبب الأسباب , و لا يلتفت إلى الوسائط ، بل يراها مسخرة تحت حكمه قال الإمام أبو عبد اللّه (عليه السلام )! «من ضعف يقينه تعلق بالأسباب ، و رخص لنفسه بذلك ، و اتبع العادات و أقاويل الناس بغير حقيقة ، و السعي في أمور الدنيا و جمعها و إمساكها ، مقرا باللسان أنه لا مانع ولا معطي إلا اللّه ، و أن العبد لا يصيب إلا ما رزق و قسم له ، و الجهد لا يزيد في الرزق ، و ينكر ذلك بفعله و قلبه ، قال اللّه سبحانه :
{يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} [آل عمران : 167] .
و قال (عليه السلام ) ! «ليس شيء الا و له حد» قيل ! فما حد التوكل؟ قال ! «اليقين»، قيل ! فما حد اليقين؟ قال! «ألا تخاف مع اللّه شيئا».
و عنه (عليه السلام )! «من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضى الناس بسخط اللّه و لا يلومهم على ما لم يؤته اللّه فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص و لا ترده كراهية كاره ، و لو أن أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت».
(و منها) أن يكون في جميع الأحوال خاضعا للّه سبحانه.
خاشعا منه ، قائما بوظائف خدمته في السر و العلن ، مواظبا على امتثال ما أعطته الشريعة من الفرائض و السنن ، متوجها بشراشره إليه ، متخضعا متذللا بين يديه ، معرضا عن جميع ما عداه ، مفرغا قلبه عما سواء ، منصرفا بفكره إلى جناب قدسه ، مستغرقا في لجة حبه و أنسه و السر أن صاحب اليقين عارف باللّه و عظمته و قدرته ، و بأن اللّه تعالى مشاهد لأعماله و أفعاله مطلع على خفايا ضميره و هواجس خاطره ، و أن : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] , فيكون دائما في مقام الشهود لديه و الحضور بين يديه، فلا ينفك لحظة عن الحياء و الخجل و الاشتغال بوظائف الأدب و الخدمة ، و يكون سعيه في تخلية باطنه عن الرذائل و تحليته بالفضائل لعين اللّه الكالئة أشد من تزيين ظاهره لأبناء نوعه.
و بالجملة : من يقينه بمشاهدته تعالى لأعماله الباطنة و الظاهرة و بالجزاء و الحساب ، يكون أبدا في مقام امتثال أوامره و اجتناب نواهيه.
و من يقينه بما فعل اللّه في حقه من إعطاء ضروب النعم و الإحسان ، يكون دائما في مقام الانفعال و الخجل و الشكر لمنعمه الحقيقي.
و من يقينه بما يعطيه المؤمنين في الدار الآخرة من البهجة و السرور، و ما أعده لخلص عبيده مما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب أحد، يكون دائما في مقام الطمع و الرجاء.
و من يقينه باستناد جميع الأمور إليه سبحانه ، و بأن صدور ما يصدر في العالم إنما يكون بالحكمة و المصلحة و العناية الأزلية الراجعة إلى نظام الخير، يكون أبدا في مقام الصبر و التسليم و الرضا بالقضاء من دون عروض تغير و تفاوت في حاله.
و من يقينه بكون الموت داهية من الدواهي العظمى و ما بعده أشد و أدهى ، يكون أبدا محزونا مهموما.
و من يقينه بخساسة الدنيا و فنائها ، لا يركن إليها.
قال الصادق (عليه السلام ) في الكنز الذي قال اللّه تعالى : {كَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا } [الكهف: 82] «بسم اللّه الرحمن الرحيم : عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ، و عجبت لمن أيقن بالدنيا و تقلبها بأهلها كيف يركن إليها».
و من يقينه بعظمة اللّه الباهرة و قوته القاهرة ، يكون دائما في مقام الهيبة و الدهشة.
و قد ورد أن سيد الرسل ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) كان من شدة خضوعه و خشوعه للّه تعالى و خشيته منه تعالى بحيث إذا كان يمشي يظن أنه يسقط على الأرض.
و من يقينه بكمالاته الغير المتناهية و كونه فوق التمام، يكون دائما في مقام الشوق و الوله و الحب.
وحكايات أصحاب اليقين من الأنبياء و المرسلين و الأولياء و الكاملين في الخوف و الشوق و ما يعتريهم من الاضطراب و التغير و التلون و أمثال ذلك في الصلاة و غيرها مشهورة ، و في كتب التواريخ و السير مسطورة ، و كذا ما يأخذهم من الوله و الاستغراق و الابتهاج و الانبساط باللّه سبحانه.
و حكاية حصول تكرر الغشيات لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام ) في أوقات الخلوات و المناجاة و غفلته عن نفسه في الصلوات مما تواتر عند الخاصة و العامة.
وكيف يتصور لصاحب اليقين الواقعي باللّه و بعظمته و جلاله و باطلاعه تعالى على دقائق أحواله ، أن يعصيه في حضوره و لا يحصل له الانفعال و الخشية و الدهشة و حضور القلب و التوجه التام إليه عند القيام لديه و المثول بين يديه ، مع أنا نرى أن الحاضر عند من له أدنى شوكة مجازية من الملوك و الأمراء مع رذالته و خساسته أولا و آخرا يحصل له من الانفعال و الدهشة و التوجه إليه بحيث يغفل عن ذاته.
(و منها) أن يكون مستجاب الدعوات ، بل له الكرامات و خرق العادات , و السر فيه أن النفس كلما ازدادت يقينا ازدادت تجردا ، فتحصل لها ملكة التصرف في موارد الكائنات.
قال الإمام أبو عبد الصادق (عليه السلام) -: اليقين يوصل العبد إلى كل حال سني و مقام عجيب كذلك أخبر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه و آله ) من عظم شأن اليقين حين ذكر عنده أن عيسى بن مريم (عليه السلام ) كان يمشي على الماء ، فقال : لو زاد يقينه لمشى في الهوى».
فهذا الخبر دل على أن الكرامات تزداد بازدياد اليقين ، و أن الأنبياء مع جلالة محلهم من اللّه متفاوتون في قوة اليقين و ضعفه.