1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : النحو : كاد واخواتها (أفعال المقاربة) :

افعال المقاربة

المؤلف:  الاشموني

المصدر:  شرح الاشموني على الألفية

الجزء والصفحة:  ج1/ ص133- 139

17-10-2014

2069

اعلم أن هذا الباب يشتمل على ثلاثة أنواع من الفعل: أفعال المقاربة وهي ثلاثة: كاد وكرب وأوشك، وضعت للدلالة على قرب الخبر. وأفعال الرجاء وهي أيضاً ثلاثة: عسى وحرى واخلولق. وضعت للدلالة على رجاء الخبر. وبقية أفعال الباب للدلالة على الشروع في الخبر وهي أنشأ وطفق وأخذ وجعل وعلق، فتسمية الكل أفعال مقاربة من باب التغليب (كَكَانَ)في العمل (كَادَ وعَسَى لَكِنْ نَدَرْ غَيْرُ) جملة فعل (مُضَارِع لِهَذَيْنِ) وأخواتهما من أفعال الباب (خَبَرْ) فلذلك افترقا ببابين، وغير جملة المضارع المفرد كقوله:

فَأَبْتُ إلَى فَهْمٍ وَمَا كِدْتُ آبِيَا
وقوله:
 لاَ تُكْثِرَنَّ أَنّي عَسِيْتُ صَائِمَا
وأما: {فطفق مسحاً بالسوق} (ص: 33)، فالخبر محذوف أي يمسح مسحاً. والجملة الاسمية كقوله:
 وَقَدْ جَعَلَتْ قَلُوصُ بَنِي زِيَادٍ                    مِنَ الأَكْوَارِ مَرْتَعُهَا قَرِيْبُ
وجملة الماضي كقول ابن عباس رضي الله عنهما: فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً (وَكَوْنُهُ) أي كون المضارع الواقع خبراً (بِدُوْنِ أن) المصدرية (بَعْدَ عَسَى نَزْرٌ) أي قليل ومنه قوله:
 عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيْهِ                يَكُوْنُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيْبُ
(وَكَادَ الأمْرُ فِيْهِ عُكِسَا) فاقترانه بأن بعدها قليل كقوله:
 كَادَتِ الْنَفْسُ أنْ تَفِيْظَ عَلَيْهِ
وقوله:
أَبَيْتُمْ قَبُوْلَ السِّلْمِ مِنَّا فَكِدْتُمُو                 لَدَى الْحَرْبِ أنْ تُغْنُو الْسُّيُوْفَ عَنِ الْسَّلِّ
وأنشد سيبويه:
 فَلَمْ أرَ مِثْلَهَا خُبَاسَةً وَاجِدِ                      فَنَهْنَهْتُ نَفْسِي بَعْدَمَا كِدْتُ أَفْعَلَهْ

ص133

وقال أراد بعدما كدت أن أفعله، فحذف أن وأبقى عملها. وفيه إشعار باطراد اقتران خبر كاد بأن، لأن العامل لا يحذف ويبقى عمله إلا إذا اطرد ثبوته (وَكَعَسَى) في العمل والدلالة على الرجاء (حَرَى وَلكِنْ جُعِلاَ خَبَرُهَا حَتْمَاً بِأَنْ مُتَّصِلاً) نحو حرى زيد أن يقوم، ولا يجوز حرى زيد يقوم (وَأَلْزَمُوْا اخْلَوْلَقَ، أنْ مِثْلَ حَرَى) فقالوا أخلولقت السماء أن تمطر، ولم يقولوا اخلولقت تمطر (وَبَعْدَ أَوْشَكَ انْتِفَا أَنْ نَزُرَا) أي قل، والكثير الاقتران بها كقوله:
وَلَوْ سُئِل الْنَّاسُ التّرَابَ لأَوْشَكُوْا              إذَا قِيْلَ هَاتُوا أَنْ يَمَلُّوْا وَيَمْنَعُوْا
ومن التجرد قوله:
 يُوْشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ             فِيْ بَعْضِ غِرَّاتِهِ يُوَافِقُهَا
(وَمِثْل كَادَ فِيْ الأَصَحِّ كَرَبَا) بفتح الراء ونقل كسرها أيضاً، يعني أن إثبات أن بعدها قليل ومنه قوله:
 قَدْ بُرْتَ أوْ كَرَبْتَ أَنْ تَبُوْرَا                لَمَّا رَأَيْتَ بَيْهَسَاً مَثْبُوْرَا
وقوله:
سَقَاهَا ذَوُوْ الأحْلاَمِ سَجْلاً عَلَى الظَّمَا               وَقَدْ كَرَبَتْ أعْنَاقُهَا أنْ تُقَطَّعَا
والكثير التجرد ولم يذكر سيبويه غيره. ومنه قوله:
 كَرَبَ الْقَلْبُ مِنْ جَوَاهُ يَذُوبُ             حِيْنَ قَالَ الوُشَاةُ هِنْدٌ غَضُوْبُ
(وَتَرْكَ أَنْ مَعَ ذِي الشُّرُوْعِ وَجَبَا) لما بينهما من المنافاة لأن أفعال الشروع للحال وأن للاستقبال (كَأَنْشَأَ السَّائِقُ يَحْدُوْ وَطَفِقْ) زيد يعدو بكسر الفاء وفتحها، وطبق بالباء أيضاً و (كَذَا جَعَلْتُ) أتكلم (وَأَخَذْتُ) أقرأ (وَعَلِقْ) زيد يسمع. ومنه قوله:
أرَاكَ عَلِقْتَ تَظْلِمْ مَنْ أجَرْنَا              وَظُلْمُ الْجَارِ إذْلاَلُ الْمُجِيْرِ

ص134

تنبيهات: الأول عد الناظم في غير هذا الكتاب من أفعال الشروع هب وقام، نحو هب زيد يفعل، وقام بكر ينشد. الثاني إذا دل دليل على خبر هذا الباب جاز حذفه ومنه الحديث «من تأنى أصاب أو كاد ومن عجل أخطأ أو كاد». الثالث يجب في المضارع الواقع خبراً لأفعال هذا الباب غير عسى أن يكون رافعاً لضمير الاسم وأما قوله:
 وَأَسْقِيْهِ حَتَّى كَادَ مِمَّا أَبُثُّهُ              تُكَلِّمْنِي أحْجَارُهُ وَمَلاَعِبُهْ
وقوله:
 وَقَدْ جَعَلْتُ إذَا مَا قُمْتُ يُثْقِلُنِي             ثَوْبِي فَأَنْهَضُ نَهْضَ الْشَّارِبِ الْثَملِ
فأحجاره وثوبي بدلان من اسمي كاد وجعل. وأما عسى فإنه يجوز في المضارع بعدها خاصة أن يرفع السببي كقوله:
 وَمَاذَا عَسَى الحَجَّاجُ يَبْلُغُ جَهْدُهُ            إذَا نَحْنُ جَاوَزْنَا حَفِيْرَ زِيَادِ
روي بنصب جهده ورفعه، ولا يجوز أن يرفع ظاهراً غير سببي وأما قوله:
عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيْهِ             يَكُوْنُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيْبُ
فإن في يكون ضمير الاسم والجملة بعد خبر كان (وَاسْتَعْمَلُوْا مُضَارِعَاً لأَوْشَكَا) كما رأيت وهو أكثر استعمالاً من ماضيها (وَكَادَ لاَ غَيْرُ) أي دون غيرهما من أفعال الباب، فإنه ملازم لصيغة الماضي (وَزَادُوْا مُوْشِكَاً) اسم فاعل من أوشك معملاً عمله كقوله:
 فَمُوْشِكَةٌ أرْضُنَا أَنْ تَعُوْدَا             خِلاَفَ الأنِيْسِ وَحُوْشَاً يَبَابَا
وقوله:
 فَإِنَّكَ مُوْشِكٌ ألاَّ تَرَاهَا                  وَتَعْدُوْ دُوْنَ غَاضِرَةَ الْعَوَادِي
وهو نادر:
تنبيهان: الأول أثبت جماعة اسم الفاعل من كاد وكرب، وأنشدوا على الأول قوله:
 أَمُوْتُ أَسًى يَوْمَ الرِّجَامِ وَإِنَّني             يَقِيناً لَرَهْنٌ بِالَّذِيْ أَنَا كَائِدُ
وعلى الثاني قوله:
 أَبُنَيَّ إِنَّ أَبَاكَ كَارِبُ يَوْمِهِ               فَإذَا دُعِيْتَ إلَى الْمَكَارِمِ فَاعْجَلِ

ص135

والصواب أن الذي في البيت الأول كابد بالباء الموحدة كما جزم به ابن السكيت في شرح ديوان كثير، اسم فاعل من المكابدة غير جار على فعله إذ القياس مكابد.

قال ابن سيد كابده مكابدة وكباداً قاساه، والاسم كابد كالكاهل والغارب، وإن كارباً في البيت الثاني اسم فاعل من كرب التامة نحو قولهم كرب الشتاء أي قرب كما جزم به الجوهري وغيره. الثاني حكى الأخفش طفق يطفق كضرب يضرب، وطفق يطفق كعلم يعلم. وسمع أيضاً: أن البعير ليهرم حتى يجعل إذا شرب الماء مجه (بَعْدَ عَسَى) و (اخْلَوْلَقَ) و (أَوْشَكَ قَدْ يَرِدْ غِنًى بِأَنْ يَفْعَلَ) أي يستغني بأن والمضارع (عَنْ ثَانٍ) من معموليها (فُقِدْ) وتسمى حينئذٍ تامة نحو: {وعسى أن تكرهوا شيئاً} (البقرة: 216)، واخلولق أن يأتي، وأوشك أن يفعل، فأن والمضارع في تأويل اسم مرفوع بالفاعليةمستغنى به عن المنصوب الذي هو الخبر. وهذا إذا لم يكن بعد أن والمضارع اسم ظاهر فإن كان نحو عسى أن يقوم زيد فذهب الشلوبين إلى أنه يجب أن يكون الاسم الظاهر مرفوعاً بيقوم وأن ويقوم فاعل عسى وهي تامة لا خبر لها، وذهب المبرد والسيرافي والفارسي إلى تجويز ذلك، وتجويز وجه آخر وهو أن يكون الاسم الظاهر مرفوعاً بعسى اسماً لها، وأن والمضارع في موضع نصب خبراً لها متقدماً على الاسم، وفاعل المضارع ضمير يعود على الاسم الظاهر، وجاز عوده عليه متأخر التقدمة في النية، وتظهر فائدة الخلاف في التثينة والجمع والتأنيث فتقول على رأيه عسى أن يقوم الزيدان، وعسى أن تقوم الهندات، وعسى أن تطلع الشمس، بتأنيث تطلع وتذكيره وعلى رأيهم يجوز ذلك ويجوز عسى أن يقوما الزيدان وعسى أن يقوموا الزيدون وعسى أن يقمن الهندات وعسى أن تطلع الشمس بتأنيث تطلع فقط وهكذا أوشك واخلولق.

ص136

تنبيه: يتعين الوجه الأول في نحو عسى أن يضرب زيد عمراً فلا يجوز أن يكون زيد اسم عسى لئلا يلزم الفصل بين صلة أن ومعمولها وهو عمراً بأجنبي وهو زيد، ونظيره قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} (الإسراء: 79)، (وَجَرِّدَنْ عسى) وأختيها اخلولق وأوشك من الضمير واجعلها مسندة إلى أن يفعل كما مر (أَوِ ارْفَعْ مُضْمَرَاً بِهَا) يكون اسمها وأن يفعل خبرها (إذَا اسْمٌ قَبْلَهَا قَدْ ذُكِرَا) ويظهر أثر ذلك في التثنية والجمع والتأنيث، فتقول على الأول الزيدان عسى أن يقوما والزيدون عسى أن يقوموا، وهند عسى أن تقوم، والهندان عسى أن يقوما، والهندات عسى أن يقمن. وهكذا اخلولق وأوشك هذه لغة الحجاز. وتقول على الثاني الزيدان عسيا، والزيدون عسوا، وهند عست، والهندان عستا، والهندات عسين. وهكذا اخلولق وأوشك. وهذه لغة تميم.
تنبيهان: الأول ما سوى عسى واخلولق وأوشك من أفعال الباب يجب فيه الإضمار، تقول الزيدان أخذا يكتبان وطفقا يخصفان، ولا يجوز أخذ يكتبان وطفق يخصفان. الثاني اختلف فيما يتصل بعسى من الكاف وأخواتها نحو عساك وعساه فذهب سيبويه إلى أنه في موضع نصب حملاً على لعل كما حملت لعل على عسى في اقتران خبرها بأن كما في الحديث «فلعل بعضكمأن يكون ألحن بحجته من بعض» وذهب المبرد والفارسي إلى أن عسى على ما كانت عليه من رفع الاسم ونصب والذي كان خبراً جعل الخبر، لكن الذي كان اسماً جعل خبراً اسماً. وذهب الأخفش إلى أن عسى على ما كانت عليه إلا أن ضمير النصب ناب عن ضمير الرفع كما ناب عنه في قوله:
 يا ابْنَ الْزّبَيْرِ طَالَمَا عَصَيْكَا            وَطَالَمَا عَنَّيْتَنَا إِلَيْكَا
وكما ناب ضمير الرفع عن ضمير النصب وضمير الجر في التوكيد نحو رأيتك أنت، ومررت بك أنت، وهذا ما اختاره الناظم قال ولو كان الضمير المشار إليه في موضع نصب كما يقول سيبويه والمبرد لم يقتصر عليه في مثل:
 يَا أبَتَا عَلَّكَ أَوْ عَسَاكَا

ص137

لأنه بمنزلة المفعول، والجزء الثاني بمنزلة الفاعل، والفاعل لا يحذف، وكذا ما أشبهه انتهى. وفيه نظر (وَالْفَتْحَ والْكَسْرَ أَجِزْ فِي الْسِّيْنِ مِنْ) عسى إذا اتصل بها تاء الضمير أو نوناه كما في (نَحْوِ عَسَيْتُ) وعسينا وعسين (وَانْتِقَا الْفَتْحِ زُكِنْ) انتقا بالقاف مصدر انتقى الشيء أي اختاره وزكن علم أي اختيار الفتح علم لأنه الأصل وعليه أكثر القراء في قوله تعالى: {فهل عسيتم} (محمد: 22) وقرأ نافع بالكسر.
خاتمة: قال في شرح الكافية قد اشتهر القول بأن كاد إثباتها نفي ونفيها إثبات حتى جعل هذا المعنى لغزاً:
أَنْحَوِيَّ هَذَا الْعَصْرِ مَا هِي لَفْظَةٌ           جَرَتْ فِي لِسَانَيْ جُرْهُمٍ وَثَمُوْدِ
إذَا اسْتُعْمِلَتْ فِي صُوْرَةٍ الْجَحْدِ أَثْبَتَتْ            وَإِنْ أَثْبَتَتْ قَامَتْ مَقَامَ جُحُوْدِ
ومراد هذا القائل كاد. ومن زعم هذا فليس بمصيب بل حكم كاد حكم سائر الأفعال، وأن معناها منفي أذا صحبها حرف نفي وثابت أذا لم يصحبها. فإذا قال قائل كاد زيد يبكي فمعناه قارب زيد البكاء، فمقاربة البكاء ثابتةونفس البكاء منتف، وإذا قال لم يكد يبكي فمعناه لم يقارب البكاء، فمقاربة البكاء منتفية، ونفس البكاء منتف انتفاء أبعد من انتفائه عند ثبوت المقاربة، ولهذا كان قول ذي الرمة:
 إذَا غَيَّرَ الْنَأيُ الْمُحِبِّيْنَ لَمْ يَكَدْ              رَسِيْسُ الْهَوَى مِنْ حُبِّ مَيَّةَ يَبْرَحُ

ص138

صحيحاً بليغاً لأن معناه إذا تغير حب كل محب لم يقارب حبي التغير، وإذا لم يقاربه فهو بعيد منه، فهذا أبلغ من أن يقول لم يبرح لأنه قد يكون غير بارح وهو قريب من البراح بخلاف المخبر عنه بنفي مقاربة البراح. وكذا قوله تعالى: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} (النور: 40)، هو أبلغ في نفي الرؤية من أن يقال لم يرها لأن من لم ير قد يقارب الرؤية بخلاف من لم يقارب. وأما قوله تعالى {فذبحوها وما كادوا يفعلون} (البقرة: 71)، فكلام تضمن كلامين مضمون كل واحد منهما في وقت غير وقت الآخر. والتقدير فذبحوها بعد أن كانوا بعداء من ذبحها غير مقاربين له. وهذا واضح والله أعلم.

ص139

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي