الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تأثير اختلالات البدن على السلوك
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص138ـ140
28-1-2016
1821
إن الحالات المختلفة للإنسان كأبعاده الوجودية لها تأثير على جسمه وذهنه وروحه، كما انها تؤثر في بعضها البعض الآخر، وعند حدوث اي اختلال في احدها، فإنه يؤدي الى اختلال الأقسام الأخرى. فعندما يظهر في البدن تداخل واضطراب، أو نقص واختلال يصاب الإنسان بالعمى أو الصمم، ويتغير سلوكه. ومن الاختلالات المؤثرة في السلوك:ـ
1ـ النقص: الطفل المبتلى بنقص في احد أعضائه كالعمى أو الصمم، أو شلل في يده أو ساقه؛ تكون هيأته قبيحة ومخجلة في نظر الآخرين، جسمه نحيف، ضعيف البنية. ومن البديهي ان يكون سلوكه غير موزون.
فقد يكون سلوكه خشناً وعنيفاً، أو على العكس من ذلك يكون مستسلماً وخاضعاً لإرادة الآخرين وطلباتهم ومفاسدهم تحت اي تهديد أو تشجيع بسيط، أو قد يكون الطفل شخصاً معقداً ولا يعرف السكينة، يحاول دوماً اكتساب محبة الآخرين وعطفهم، أو الانتقام من الآخرين، التشاؤم من الحياة..
ولا شك ان الصعوبات التي يضعها الوالدان، واللوم الدائم له من قبل والدي الطفل أو الآخرين تعمل على تغذية بعض عيوبه لتزيد من تزلزله وعدم ثقته، وتجعل تصرفاته وسلوكه أكثر ابتعاداً عن المطلوب.
2ـ التعب والإرهاق: إن التعب وظهور حالة الانحطاط في البدن تؤدي الى ايجاد تصرفات غير موزونة، فمن يتعب بسبب استهلاك جسده، تتلف عضلاته. ومن لا ينام بشكل كافٍ ولا يستريح لا يمكنه ان يفكر بشكل صحيح ويتخذ القرارات الصائبة، أو يؤدي العمل بشكل حسن. بل يكثر الخطأ في قراراته وعدم الاتزان في تصرفه.
التعب والإرهاق قد يوجدان لدى الشخص حالة من العنف والعصبية، أو على العكس من ذلك حالة من التسليم والأسر والعبودية. وقد يوجد الإرهاق فراغاً أو خللاً دماغياً، يجعل المصاب عاجزاً عن تقييم عمله.
وأخيرا فإنه من البديهي والمسلّم به ان الشخص المرهق لن يكون شخصاً عادياً موزوناً.
3ـ المرض: إن وضع البدن من ناحية سلامته أو مرضه له آثاره على تصرفات الطفل، فالأطفال المرضى دوماً يصابون عادة بانحراف خلقي وعدم اتزان، مساحة توقعاتهم كبيرة، لجوجون، يطلبون عطفاً وحناناً مفرطاً، ويتدللون.
ومن الطبيعي ان تفقّد الطفل بشكل مفرط وزائد سيضر به، تماماً كما هي حالة إهماله وعدم تأمين حاجاته ورغباته. إن الاهتمام الزائد به وخاصة في فترة النقاهة تترك آثاراً سلبية عليه، وتجعل من تصرفه اللاموزون أكثر تأرجحاً.
الأمراض تترك أحياناً اثراً سلبياً على عقل الطفل وذكائه، وتشل نشاط الدماغ. فخلل بسيط أحياناً كانسداد طريق التنفس بسبب الزكام أو غيره يؤدي الى سوء خُلق وعدم اتزان في تصرفات الطفل، ولا بد من معرفة هذه الأمور بشكل جيد.
4ـ وضع المزاج والهضم: تشير الدراسات العلمية الى ان الوضع المزاجي للأفراد يؤثر في سلوكهم، فالطفل الذي يكون مزاجه وخروجه جافا لا يتصرف مثل الطفل السليم . كما ان وضع
الطفل الذي يعاني من اسهال دائم لا يكون مثل الطفل السليم.
فضعف المزاج، الاصفرار الدائم، القابلية الوراثية الناشئة عن أمراض متجذرة موروثة عن الأب أو الأم أو الاجداد، والتي تجعله مؤهلاً أكثر من غيره للإصابة بالأمراض؛ تجعل سلوك الطفل في حالة من عدم الإتزان الدائم، وتؤدي الى بروز السلوك السيء.
الأمر نفسه يكون بالنسبة للأطفال الذين يحبسون البول أو الخروج، ويمتنعون عن دخول الحمام، أو الأطفال المصابين بآلام قلبية وما شابه بسبب شراهتهم أو قلة طعامهم أو بسبب تناولهم لأغذية متضادة وغير متلائمة.