انتظار الامام الثاني عشر في الاخبار الشريفة
المؤلف:
آية الله السيد محسن الخرّازي
المصدر:
بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
الجزء والصفحة:
ج2، ص 162 - 167
2025-12-15
24
مسألة الانتظار وقد أكّد في الأخبار على انتظار الفرج وإليك بعضها :
عن ينابيع المودة عن مناقب الخوارزمي عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنين قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «أفضل العبادة انتظار الفرج» (1).
عن الاحتجاج ، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين ـ عليهما السلام ـ قال : «تمتد الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ والأئمة بعده ، يا أبا خالد ، إنّ أهل زمان غيبته القائلون بإمامته ، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كلّ زمان ؛ لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بالسيف ، اولئك المخلصون حقّا ، وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا ، وقال ـ عليه السلام ـ انتظار الفرج من اعظم الفرج» (2).
وعن الخصال الأربعمائة قال أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ «انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله ، فإنّ أحبّ الأعمال إلى الله عزوجل انتظار الفرج» (3).
وعن محاسن البرقي عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : «من مات منكم على هذا الأمر منتظرا له ، كان كمن كان في فسطاط القائم عليه السلام» (4) ، وعن محاسن البرقي أيضا ، عن عبد الحميد الواسطي قال : «قلت لأبي جعفر ـ عليه السلام ـ أصلحك الله ، والله لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الأمر ، حتى أوشك الرجل منّا يسأل في يديه ، فقال : يا عبد الحميد ، أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجا؟ بلى ، والله ليجعلن الله له مخرجا ، رحم الله عبدا حبس نفسه علينا ، رحم الله عبدا أحيا أمرنا قال : قلت : فإن مت قبل أن أدرك القائم ، فقال : القائل منكم إن أدركت القائم من آل محمّد نصرته كالمقارع معه بسيفه ، والشهيد معه له شهادتان» (5). ولعلّ المراد من ترك الأسواق هو ترك ما لا يليق بالمنتظر.
وعن إكمال الدين عن عمار الساباطي قال : «قلت لأبي عبد الله ـ عليه السلام ـ العبادة مع الإمام منكم المستتر في السرّ في دولة الباطل أفضل ، أم العبادة في ظهور الحق ودولته مع الإمام الظاهر منكم؟ فقال : يا عمّار ، الصدقة في السرّ والله أفضل من الصدقة في العلانية ، وكذلك عبادتكم في السرّ ، مع إمامكم المستتر في دولة الباطل أفضل لخوفكم من عدوّكم في دولة الباطل وحال الهدنة ، ممن يعبد الله في ظهور الحقّ مع الإمام الظاهر في دولة الحقّ ، وليس العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة مع الأمن في دولة الحق اعلموا أنّ من صلّى منكم صلاة فريضة وحدانا مستترا بها من عدوّه في وقتها فأتمّها ، كتب الله عزوجل له بها خمسة وعشرين صلاة فريضة وحدانية ، ومن صلّى منكم صلاة نافلة في وقتها فأتمّها كتب الله عزوجل له بها عشر صلوات نوافل ، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها عشرين حسنة ، ويضاعف الله تعالى حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ، ودان الله بالتقية على دينه ، وعلى إمامه وعلى نفسه ، وأمسك من لسانه ، أضعافا مضاعفة كثيرة إنّ الله عزوجل كريم.
قال : فقلت : جعلت فداك قد رغّبتني في العمل ، وحثثتني عليه ، ولكنّني أحبّ أن أعلم : كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام منكم الظاهر في دولة الحقّ ، ونحن وهم على دين واحد ، وهو دين الله عزوجل؟
فقال : إنّكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله ، وإلى الصلاة والصوم والحج وإلى كلّ فقه وخير ، وإلى عبادة الله سرا من عدوّكم مع الإمام المستتر ، مطيعون له ، صابرون معه، منتظرون لدولة الحق، خائفون على إمامكم وعلى أنفسكم من الملوك تنظرون إلى حقّ إمامكم وحقّكم في أيدي الظلمة، قد منعوكم ذلك ، واضطروكم إلى جذب الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة ربّكم والخوف من عدوكم، فبذلك ضاعف الله أعمالكم فهنيئا لكم هنيئا.
قال : فقلت جعلت فداك فما نتمنى إذا أن نكون من أصحاب القائم ـ عليه السلام ـ في ظهور الحق؟ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا من أعمال أصحاب دولة الحق.
فقال : سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله عزوجل الحقّ والعدل في البلاد ، ويحسن حال عامّة الناس ، ويجمع الله الكلمة ويؤلّف بين القلوب المختلفة ، ولا يعصى الله في أرضه ، وتقام حدود الله في خلقه ، ويردّ الحقّ إلى أهله ، فيظهروه حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق.
أما والله يا عمّار لا يموت منكم ميّت على الحال التي أنتم عليها إلّا كان أفضل عند الله عزوجل من كثير ممن شهد بدرا واحدا فابشروا» (6).
وعن إكمال الدين عن محمّد بن الفضيل عن الرضا ـ عليه السلام ـ قال: «سألته عن شيء من الفرج، فقال: أليس انتظار الفرج من الفرج؟ إنّ الله عزوجل يقول: «فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين» (7).
وعن إكمال الدين عن الرضا ـ عليه السلام ـ : «ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله تعالى : (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وقوله عزوجل : (فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) فعليكم بالصبر فإنّه إنّما يحبيء الفرج على اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم» (8).
وعن إكمال الدين، عن أبي إبراهيم الكوفيّ إلى أن قال : فقال لي أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ إلى أن قال : «المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه وبين يدي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يذبّ عنه» (9).
عن غيبة الشيخ الطوسي ـ قدس سره ـ عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم ، قالوا : يا رسول الله نحن كنّا معك ببدر واحد وحنين ، ونزل فينا القرآن ، فقال : إنّكم لو تحمّلوا لما حمّلوا لم تصبروا صبرهم» (10).
عن غيبة النعماني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ أنّه قال ذات يوم : «ألا اخبركم بما لا يقبل الله عزوجل من العباد عملا إلّا به ، فقلت : بلى فقال : شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، والإقرار بما أمر الله والولاية لنا ، والبراءة من أعدائنا ، يعني أئمة خاصّة والتسليم لهم ، والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم ، ثم قال : إنّ لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء ، ثم قال : من سرّ أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه فجدّوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة» (11) عن غيبة النعماني عن أبي بصير قال : «قلت لأبي عبد الله ـ عليه السلام ـ جعلت فداك متى الفرج؟ فقال : يا أبا بصير ، أنت ممن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه بانتظاره» (12).
وعن تفسير النعماني عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ أنّه قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «يا أبا الحسن ، حقيق على الله أن يدخل أهل الضلال الجنّة وإنّما عني بهذا المؤمنين الذين قاموا في زمن الفتنة على الائتمام بالإمام الخفيّ المكان ، المستور عن الأعيان ، فهم بإمامته مقرون ، وبعروته مستمسكون ، ولخروجه منتظرون موقنون غير شاكّين ، صابرون مسلمون وإنّما ضلّوا عن مكان إمامهم ، وعن معرفة شخصه» الحديث (13).
وعن إكمال الدين عن علي بن محمّد بن زياد قال : كتبت إلى أبي الحسن ـ عليه السلام ـ أسأله عن الفرج ، فكتب إليّ : «إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين فتوقعوا الفرج» (14).
وعن إكمال الدين عن أبي بصير قال : «قال الصادق جعفر بن محمّد ـ عليهما السلام ـ في قول الله عزوجل (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) قال : يعني يوم خروج القائم المنتظر منّا.
ثم قال ـ عليه السلام ـ : يا أبا بصير طوبى لشيعة قائمنا ، المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره اولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (15).
_____________
(1) المهدي : ص 211 الطبع الحديث.
(2) بحار الانوار : ج 52 ص 122.
(3) بحار الانوار : ج 52 ص 123.
(4) بحار الانوار : ج 52 ص 125.
(5) بحار الانوار : ج 52 ص 126.
(6) بحار الانوار : ج 52 ص 127 ـ 128.
(7) بحار الانوار : ج 52 ص 128.
(8) بحار الانوار : ج 52 ص 129.
(9) (10) بحار الانوار : ج 52 ص 129 و 130.
(11) بحار الانوار : ج 52 ص 140.
(12) بحار الانوار : ج 52 ص 142.
(13) بحار الانوار : ج 52 ص 144.
(14) بحار الانوار : ج 52 ص 150.
(15) بحار الانوار : ج 52 ص 149 ـ 150
الاكثر قراءة في الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة