مجرى النهر
المؤلف:
د. محمد خميس الزوكة
المصدر:
جغرافية النقل
الجزء والصفحة:
ص 155 ـ 157
2025-11-05
49
تتزايد أهمية النهر الملاحية بقدر توافر السمات التالية في المجرى:
1ـ الخلو من العقبات الطبيعية :
مثل المنخفضات والخوانق المندفعات واختلاف منسوب المياه والجنادل والشلالات التي تعيق الملاحة النهرية وتقلل من صلاحية المجرى الملاحة في المسافات التي تتواجد فيها مثل هذه العقبات مما يحتم ضرورة تكرار عمليات الشحن والتفريغ بين المسافات الصالحة للملاحة.
ومكن التقدم التكنولوجى من التغلب على مثل هذه العقبات بتعميق المجرى فى نطاقات المخاضات ، واقامة الأهوسة في نطاقات اختلاف منسوب المياه والتي تعمل على رفع الصنادل والوحدات الملاحية من المستويات المنخفضة الى المستويات المرتفعة وبالعكس ، وشق مجاري ملاحية صناعية تمتد على احدى جانبي المجرى لتخطى نطاقات المندفعات والجنادل والشلالات.
2ـ الاستقامة :
حيث تقلل استقامة المجرى من طول الخط الملاحي مما يخفض نسبيا تكلفة النقل ، كما تقضي هذه الخاصية على ظاهرة تراكم الرواسب النهرية التي تحدث كثيرا عند المنحنيات، وأحيانا يتم التغلب على تعدد منحنيات المجرى عن طريق مد قنوات مستقيمة المجرى تتجاوز المنحنيات لتكون طريقا ملاحيا مستقيما يقلل من المسافة والوقت ويخفض من التكلفة كما حدث في بعض الأجزاء من مجرى نهر الراين في أورها.
3ـ الاتساع والعمق :
يحدد هذا العامل أبعاد المجرى الملاحى وبالتالي يحدد كل من أبعاد الوحدات النهرية العاملة والمسافة التي تستطيع السفن أن تقطعها عند صعودها لمجرى النهر ، فعلى سبيل المثال كان لاتساع مجرى نهر الامازون وعمقه وخاصة فى نطاقيه الأدنى والأوسط تأثير مباشر في توغل السفن المحيطة ذات الغاطس الكبير حتى مدينة مناؤس Mnaus الواقعة على بعد 1600 كم تقريبا من مصب النهر ، كما تستطيع الوحدات الملاحية التي تتراوح بين الصغيرة والمتوسطة أن تتوغل في مجرى النهر غربا حتى مدينة ايكويتس في بيرو .
ولنفس السبب تستطيع السفن الكبيرة التي يبلغ متوسط حمولتها 3000 طن أن تتوغل في نهر الراين حتى مدينة بازل السويسرية تقريبا ، كما تستطيع السفن المحيطة أن تتوغل في مجرى نهر السانت لورانس حتى مدينة مونتريال على بعد 1600 كم تقريبا من خط الساحل وأدى اتساع مجرى نهر اليانجتسي وعمقه الكبير الى توغل السفن المحيطة ذات الغاطس الكبير حتى مدينة اتشانج Ishang الواقعة على بعد 1800 كم تقريبا من مصب النهر ، ولنفس السبب تستطيع السفن الالية الكبيرة أن تصعد في مجرى نهر ايراوادى فى بورما الى مسافة 1500 كم تقريبا من خط الساحل.
4ـ الطول :
يفضل أن يكون المجرى الصالح للملاحة طويلا حتى تطول المسافة الفاصلة بين عمليتي الشحن والتفريغ مما يقلل من تكلفة النقل النهرى والعكس صحيح اذ يؤدي قصر المسافات الصالحة للملاحة في مجرى النهر إلى تكرار عمليتي الشحن والتفريغ مما يرفع من تكلفة عملية النقل وهو ما يحدث في بعض أنهار العالم التي تتسم بتقطع وقصر المسافات الصالحة للملاحة من مجراها ، كما هي الحال بالنسبة لنهر النيل جنوبي مصر وشمالي السودان حيث تمتد الجنادل في ستة نطاقات متقطعة ، ونهر ماجد لينا الذي يكثر في مجراه وجود بعض العقبات الطبيعية المتمثلة في المندفعات والحواجز الرملية مما أدى الى تقطع وقصر أطوال المسافات الصالحة للملاحة وهي أمور تعمل على ارتفاع تكاليف النقل النهري.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة