أصحاب الاعراف
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص351-352.
2025-11-03
45
أصحاب الاعراف
قال تعالى : { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف : 46 - 49].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام عندما سئل عن قول اللّه عزّ وجلّ :
{وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ} « 1 ». « سور بين الجنّة والنار ، عليه محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعليّ والحسن والحسين وفاطمة وخديجة الكبرى عليهم السّلام ، فينادون :
أين محبّونا ؟ أين شيعتنا ؟ فيقبلون إليهم ، فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وذلك قوله عزّ وجلّ : {يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ} فيأخذون بأيديهم فيجوزون بهم الصراط ويدخلونهم الجنّة » « 2 ».
وقال الشيخ الطبرسي ، قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « الأعراف كثبان بين الجنّة والنار ، يقف عليها كلّ نبيّ وكلّ خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه ، كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده ، وقد سيق المحسنون إلى الجنّة ، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه : انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سيقوا إلى الجنّة ، فيسلّم عليهم المذنبون ، وذلك قوله : {وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ}.
ثمّ أخبر سبحانه أنّهم {لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ} يعني هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنّة وهم يطمعون أن يدخلهم اللّه إيّاه بشفاعة النبي والإمام ، وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار فيقولون : {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ثمّ ينادي أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء رجالا من أهل النار مقرعين لهم : {ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ} يعني : أهؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقّرونهم وتستطيلون بدنياكم عليهم ، ثمّ يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من اللّه لهم بذلك :
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ » « 3 ».
__________________
( 1 ) قال الشيخ الطبرسيّ : اختلفوا في المراد بالرجال هنا على أقوال - إلى أن قال - وقال أبو جعفر عليه السّلام : « هم آل محمد عليهم السّلام ، لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه » ( مجمع البيان : ج 4 ، ص 652 ). وجاء في الكافي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : عن أصحاب الأعراف : « قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ، فإن أدخلهم النار فبذنوبهم ، وإن أدخلهم الجنّة فبرحمته ». ( الكافي : ج 2 ، ص 281 ، ح 1 ).
( 2 ) مختصر بصائر الدرجات : ص 53. وقال أبو جعفر عليه السّلام عن الأعراف : « صراط بين الجنة والنار ، فمن شفع له الإمام منّا - من المؤمنين والمذنبين - نجا ، ومن لم يشفع له هوى » ( نفس المصدر السابق ، ص 52 ).
( 3 ) مجمع البيان : ج 4 ، ص 653.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة