صان الحجر معبد بطليموس الرابع
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج15 ص 396 ــ 397
2025-11-01
40
عثر الأثري «مونتيه» (1) في خلال الحفائر التي قام بها في «صان الحجر» على بقايا مبنًى أقامه الملك «بطليموس الرابع» وهذا المبنى يقع مباشرة بعد المعبد الذي أقامه الملك «أبريز» على أنقاض مبنًى آخر … وعلى الرغم من أن مبنى «بطليموس الرابع» لم يبق منه شيء قائم في مكانه، إلا أنه أمكن تحديد أبعاده؛ فواجهة هذا المعبد (أو القصر) يبلغ طولها على أقل تقدير 37 مترًا، وطول كلٍّ من جانبيه الشرقي أو الغربي يبلغ على أقل تقدير 30 مترًا، وهذا المبنى قد أقيم على قاعدة من الرمل يحيط بها سور من اللبنات.
والواقع أن المبنى نفسه لم يبق منه شيء، وليس لدينا إلا الأساس الذي بدوره قد استُعمل فيما بعد بمثابة محجر، ولكن عندما نظفت رقعة المعبد ظهر أن قطع الأحجار التي صُنِعت ترجع إلى عهد الدولة القديمة، وقد اتضح من فحص قطعتين منها أن النقوش التي عليها تمثلان جزءًا من العيد «سد» أي العيد الثلاثيني، والظاهر أنهما من عهد الملك «نوسررع» أحد ملوك الأسرة الخامسة، ولا نزاع في أن ملوك هذه الأسرة كانوا يحفلون في هذه البلدة بالعيد الثلاثيني على الرغم من أن المكان الذي كان يُقام فيه هذا العيد هو مدينة «منف» عاصمة الملك. هذا، وقد وُجِدت بعض نقوش تدل على أن هذا الملك كان مهتمًّا بعبادة «ديونيسوس» كما أشرنا إلى ذلك من قبل، والواقع أن ودائع الأساس التي وُجِدت في زوايا هذا المبنى لم يبق منها إلا التي في الزاوية الشمالية الشرقية، وكذلك التي في الزاوية الشمالية الغربية، ويحتوي على عدة قطع أثرية غاية في الأهمية أثبتت أن الذي أقام هذا المبنى هو «بطليموس الرابع» وهي كالآتي:
(1) ودائع الزاوية الشمالية الشرقية: لوح من الذهب أبعاده 72 × 30 مليمترًا، وقد نُقِش عليه سطران بالهيروغليفية جاء فيها:
ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وارث الإلهين المحسنين، المختار من «بتاح» وسر كارع، تمثال «آمون» الحي) ابن رع (بطليموس العائش أبديًّا محبوب «إزيس») ومحبوب الإلهة «موت»، والإله «خنسو» الطفل، الإلهين المتحابين «فيلادلفوس» والإلهين اللذين يحبان والدهما.
وهذا المتن وُجِد مكررًا على لوحين من القاشاني أبعادهما 97 × 39 و95 × 41 مليمترًا، وكذلك على لوح من القاشاني، ولوح من مادة حمراء رشيقة أبعادها: 57 × 36 و59 × 34 مليمترًا.
والمفهوم أن الطُغْراءات هي «لبطليموس فيلوباتور» الذي وُضِع هنا تحت حماية الإلهة «موت» والإله «خنسو الطفل»، وكانا يقدسان كثيرًا في «تانيس» منذ عهد الملك «بسوسنيس»، ويُلحَظ هنا أنه قد أشير إلى عبادة «بطليموس الثاني» وزوجه «أرسنوي الثانية»، وكذلك إلى «بطليموس الرابع» وزوجه بوصفهما إلهين، ولم يُشَر هنا إلى «بطليموس الأول» وزوجه «برنيكي»؛ وذلك لأن عبادتهما لم تكن قد فُرِضت رسميًّا بصورة عامة.
هذا ووُجد، فضلًا عما ذكر، زوج من الصناجات من القاشاني الأزرق الباهت، وقطعتان من الحجر الرملي، وقالب من المرمر، وآخر من اللازورد، وثالث من الفيروز، ورابع من الكورنالين. كما وُجِد قالبان من غرين النيل، وقالب من الصمغ، ولوحة من الفضة، ولوحة من البرنز، ولوحة من المعدن، وصحن من البرنز، وكأس من البرنز، وحوض من الطين المحروق، وثلاث طاسات من القاشاني الملون، ومِقَص وعدد كبير من الآلات المصنوعة من البرنز والحديد، وهذه الودائع، محفوظة بالمتحف المصري الآن.
(2) ودائع الركن الشمالي الغربي: تحتوي هذه الودائع أولًا على لوحة من الذهب تشبه السابقة، وعلى أربعة ألواح من القاشاني نُقِش عليهما المتن الذي ذكرناه في الودائع الأولى؛ هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأشياء تشبه التي وُجِدت في الودائع السابقة: زوج من الصناجات، ولوحات وأحواض وكئوس وآلات من الحديد ومن البرنز، وكل هذه قد صُنِعت في هيئة نماذج صغيرة، وهذه المجموعة موجودة في متحف «اللوفر»؛ أي إن الآثار التي كُشِفت من هذه الودائع قُسِّمت مناصفة!
........................................
1- P. Montet. Tanis Douze de Fouilles dans une Capitale oubliée du Delta Egyptien. P. 207–211.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة