الفساد الإداري في العراق في فترة الاحتلال المغولي
المؤلف:
صباح عبد الكاظم شبيب الساعدي
المصدر:
دور السلطات العامة في مكافحة ظاهرة الفساد الإداري في العراق
الجزء والصفحة:
ص 26-27
2025-10-26
38
احتل هولاكو بغداد عام 1258م ، وقتل ودمر ونهب الممتلكات والأموال، وكان السقوط بغداد في أيدي المغول اثر كبير على نفوس الناس، فقد كانت عاصمة الدولة الإسلامية لأكثر من خمسمائة سنة، وبسقوطها أصيبت النفوس وسرقت الأموال وانتشر الفساد، وتحول العراق إلى ولاية من ولايات الإمبراطورية الايلخانية، ورغم ما راه العامة من ظلم على أيدي الأمراء العباسيين إلا أن سيطرة الأجنبي كانت أكثر ظلماً . وقد أسس هولاكو حكومة مركزية تحت حكم أمير مغولي، وكان الفســــــاد منتشراً في هذه الفترة بشكل كبير، والحكومة الفعلية للمتنفذين والأمراء دون الملوك والسلاطين، وكان النزاع بينهم مستمراً وغالباً ما يصل إلى الاقتتال الأمر الذي يؤدي إلى الخراب ويقضي على حسن الإدارة والنظام وتولي الأشرار والجهال، وبسبب ذلك حدثت مجاعة عام 1285، ووصلت الأمور إلى حد تزييف العملة(1).
كانت إدارة الإمبراطورية الايلخانية مركزية، ويتمتع حاكم العراق بدرجة من الاستقلال في إدارة شؤونه مقابل تقديم المال اللازم إلى خزينة الإمبراطور وإرسال القوات العسكرية له في حالات الحرب ولكن هذا الاستقلال لم يكن كاملاً لأن الإمبراطور كان يزور العراق ويقضي الشتاء في ربوعه في بعض الأحيان، كما كان يرسل مشرفاً يستقصي شؤونه عن كتب ويرفع إليه تقريرا عنه. إن سلطة الايلخان غير محدودة، وله حق قتل من يريد ولم تكن للشعب حقوق بل كانت عليهم واجبات أهمها الطاعة ودفع الضرائب المتنوعة، ومن أهم سمات حكومة العراق في ذلك العهد عدم الاستقرار والفساد (2)
ورغم بعض الإصلاحات التي قام بها الايلخان السابع غازان محمود (1295 - 1303) ميلادي الذي أصبح الإسلام في عهده الدين الرسمي للدولة، ألا أن هذه الإصلاحات كانت وقتية ومحدودة الأثر، واستمر الأمن مضطرباً واستمرت البلاد منهوكة القوى لما أصابها من خراب، ثم تعاقبت عدة أقوام على احتلال وحكم العراق نتيجة للصراع الدائر بينهم مثل الجلائريون وتيمور والقرة قوينلو والآق قوينلو والصفويون، حتى انتهى الأمر إلى العثمانيين، ولا يمكن الحديث عن إصلاح أو تنظيم إداري خلال هذه الفترات، بل كان عدم الاستقرار والفوضى والفساد هي السائدة (3)
__________
1- انظر: عباس العزاوي تاريخ العراق بين احتلالين، ج1، منشورات الشريف الرضي، مطبعة بغداد، 1935، ص 180.
2- أنظر : د. صالح محمد العابد ود. عماد عبد السلام رؤوف العراق بين احتلالين المغولي والصفوي، موسوعة العراق في التاريخ، ص 550
3- د. صالح محمد العابد ود. عماد عبد السلام رؤوف المصدر السابق ص 552 . وانظر د. علي الوردي، دراسة في طبيعة المجتمع العراقي مؤسسة السيدة معصومة ط1 1426هـ ص 127.
الاكثر قراءة في القانون الاداري
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة