النعم المعنوية / الصلاة
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 287 ــ 289
2025-10-22
29
لقد من الله سبحانه على الانسان بنعمٍ لا يقوى على معرفة قدرها وأهميتها أحد سواه جلت قدرته، وذلك كي يحيا الانسان طاهراً زاكياً نقياً.
وبعض هذه النعم يتمثل في العقل والكتاب والنبوة والامامة والعلماء ومجموعة الآثار المترتبة على هذه المناهل وتتجلى بصورة مجموعة من المسائل العقائدية العملية والأخلاقية.
ـ ان الصلاة بشكل صحيح وبحضور قلب ليست الواجب الوحيد الذي يتحمله رب الأسرة، بل ان القرآن الكريم يرى بأن الله تعالى قد وضع مسؤولية تعليم أبناء الأسرة على عاتقه ايضاً، ويتعين عليه الأخذ بيد عياله نحو رحاب الصلاة بأسلوب لطيف وتشجيهم لإداء هذه الفريضة السامية.
قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
ونقرأ في القرآن الكريم أن مما امتاز به اسماعيل (عليه السلام) أمره اهله بالصلاة.
وكان يأمر أهله بالصلاة: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55].
كما نقرأ ان ابراهيم (عليه السلام) دعا الله سبحانه أن يجعله وذريته ممن اقام الصلاة.
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم: 40].
وفي روايات عديدة عبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الصلاة بانها قرة عينه (1).
وقال الامام الصادق (عليه السلام): (.... ما من شيء بعد المعرفة يعد هذه الصلاة) (2).
وقال علي (عليه السلام): (أوصيكم بالصلاة وحفظها فإنها خير العمل وهي عمود دينكم) (3).
وقد وصف القرآن الكريم الصلاة بانها تنهى عنها القبائح ظاهرها وباطنها: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
وقال الامام الباقر (عليه السلام): (وان أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها).
ان تضييع الصلاة والاستخفاف بها او ترك هذه العبادة الكبرى أحد اسباب الحرمان من شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) والخزي يوم القيامة وحلول اللعنة الالهية والحرمان من دخول الجنة (4).
علينا الاهتمام بصلاتنا وصلاة اهلينا لئلا يشكونا إلى الله في المحشر ويضجون إلى الله قائلين: لو كنا قد دعينا إلى الصلاة لأجبنا، فخلو صحائفنا من الصلاة انما هو تقصير الأزواج والآباء أولاً، ومن بعده وقع التقصير منا، الهنا فخذ بحقنا منهم وأدخلهم في لعنتك واذقهم ضعفين من العذاب لأنهم هم الذين صدونا عن الصلاة نتيجة غفلتهم عنها!!
أن الأطفال يعدون مصورين ماهرين، اذ انهم يقلدون كل ما يمارسه الكبار من تصرفات وأخلاق وحركات، فإذا ما اقمتم الصلاة وصمتم وقرأتم القرآن وتحليتم بدماثة الأخلاق والمودة وابديتم الوقار والتأديب، فإنهم يقلدونكم في ورد في رواية: مر عيسى بن مريم (عليه السلام) يقبر يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب، فقال: يا رب مررت بهذا القبر عام أول وهو يعذب، ومررت به العام وهو ليس يعذب، فأوحى الله جل جلاله اليه: يا روح الله قد أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً وأوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه (5).
فيا أيها الأحبة! ان تربية الذرية الصالحة الذين يصبحون من أهل العبادة والبر لا تدر المنفعة في الدنيا فحسب بل أن منافعها تمتد إلى البرزخ ويوم القيامة، فلا تغفلوا عن هذه التجارة الرابحة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ البحار: ج 77، ص 77.
2ـ المصدر السابق: ج 69، ص 406.
3ـ المصدر السابق: ج 82، ص 209.
4ـ المصدر السابق: ج 83، ص 9 ـ 19.
5ـ الوسائل: ج 16، ص 338، طبعة آل البيت (عليهم السلام).
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة