الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
وجوب دفع المهر
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 157 ــ 159
2025-10-15
23
بعد التباحث بين الأسرتين أو الخطيبين يتعين عليهم التوصل إلى اتفاق حول الصداق وفقاً للقواعد الشرعية بنحو لا يكون في الأمر أفراط ولا تفريط.
وبطبيعة الحال، كلما أبدي التسامح في المهر وكان عند حد الاعتدال كان مبعثاً لمزيد من رضا الباري تعالى، وقد أكد ائمة المسلمين على عدم التعنت في مسألة المهر بغية التمهيد لتزويج الابناء والبنات بيسر وسهولة.
على الأسر ان لا تتصور بأن غلاء المهر يعد سبباً في استحكام الحياة الزوجية واستمرارها، فما أكثر النساء من ذوات المهر الغالي قد عدن إلى بيوت آبائهن بخفي حنين تخيم عليهن الذلة وفقدن ما كن به من استقرار روحي.
عليكم الاعتماد في هذه الأمور على فضل الله ورحمته، والاحتراز عن كل ما من شأنه إثارة المتاعب والشعور بالصغار والمهانة لدى أحد الطرفين.
وإذا ما اتفقوا على المهر وجرى تحديد مقداره بعد موافقة الطرفين الرئيسيين، أي العريس والعروس، عند اجراء صيغة العقد يتعين على الزوج دفع نصف مبلغ المهر فيما يؤجل النصف الآخر كدين في عنقه إلى ما بعد الزواج والدخول بالزوجة، أما إذا دفعه أثناء إجراء عقد النكاح حينذاك تبرأ ذمته وتكون الزوجة قد حصلت على حقها شرعاً وقانوناً.
على الشباب الالتفات إلى أن دفع المهر واجب ويحرم الامتناع عن ادائه. ان وجوب دفع المهر يعد حقيقة ورد التصريح بها في القرآن الكريم في الآيات: { لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ * وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 236، 237] و {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 241]، والآية {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 4]، والآية {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [القصص: 27، 28]، والآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 49]، مما لا يفسح المجال امام أي كان لإجحاف المرأة حقها في هذا المجال وغيره من المجالات.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زانٍ، يقول الله عز وجل يوم القيامة: عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم توف بعهدي وظلمت أمتي فيؤخذ من حسناته فيدفع اليها بقدر حقها، فاذا لم تبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثه للعهد إن العهد كان مسؤولاً) (1).
ويقول الامام الصادق (عليه السلام): (السراق ثلاثة: مانع الزكاة، ومستحل مهور النساء، وكذلك من استدان ولم ينوِ قضاءه) (2).
وعن الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ان الله تعالى غافر كل ذنب إلا من جحد مهراً أو اغتصب أجيراً أجره، أو باع رجلاً حرا) (3).
وقال الصادق (عليه السلام): (أقذر الذنوب ثلاثة: قتل البهيمة، وحبس مهر المرأة، ومنع الأجير أجره) (4).
وقد تواترت التوصيات من لدن ائمة المسلمين إلى النساء فيما إذا رأين الاجواء مناسبة للتنازل عن المهر لأزواجهن فلا يتقاعس عن الارتقاء إلى هذه المرتبة الاخلاقية السامية التي تنم عن الجود والكرم والسخاء والعظمة.
في رواية عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال: (ما من امرأة تصدقت على زوجها بمهرها قبل أن يدخل بها الا كتب الله لها بكل دينار عتق رقبة، قبل يا رسول الله فكيف الهبة بعد الدخول؟ قال: انما ذلك من المودة والالفة) (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ البحار: طبعة مؤسسة الوفاء: ج 100، ص 349.
2ـ المصدر السابق.
3ـ المصدر السابق: ص 350 ـ 351.
4ـ المصدر السابق: ص 351.
5ـ المصدر السابق.
الاكثر قراءة في الزوج و الزوجة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
