الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
صون النفس وحرمة الإضرار بها
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص89ــ93
2025-10-05
21
الإنسان مخلوق الله وخليفته وأمينه، خُلق لحياة محورها الله في جميع علاقاته وفقاً لما تنطق به الآية الكريمة {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]، ولذلك فهو بحاجة إلى جسم سليم يوظفه لهذه الحياة والعبودية، لأن تمتعه بالسلامة التامة بمثابة القاعدة التي تقوم عليها نشاطاته في حياته المادية والروحية والتي وصفها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في حديث شريــف بـ «النعمتان المجهولتان»(1)؛ فمما لا شك فيه أنّ أحد عوامل استقرار الحياة والعبودية لله التمتع بجسم وروح سليمين؛ من هنا يحكم العقل والنقل معاً بوجوب المحافظة على جسم سليم ونفس مطمئنة، ولا يجيزان أن يعرّض الإنسان عامداً جسمه وروحه للأذى والضرر حتى في أثناء مواجهته المحن والأحزان، وعدّا ذلك الإضرار من المحرمات(2).
هناك مجموعة من الأحاديث والروايات التي أولت موضوع صـون النفس والمحافظة على الجسم وعدم الإضرار بـه أهمية خاصة، وأكدت على ضرورة المحافظة على صحتها وسلامتها، لدرجة أنّ بعض تلك الروايات وصف أعضاء البدن بأنها أمانة أودعها الله الإنسان، وقد ذكر الله تعالى أن صيانة الأمانة من أهم الخصوصيات التي تميز المؤمن والمصلّي الحقيقي: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المعارج: 32]. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ... وَالسَّمْعُ اَمَانَةٌ وَالْبَصَرُ أَمَانَةٌ وَالنِّسَانُ أَمَانَةٌ وَالْقَلْبُ أَمَانَةٌ وَلَا إِيمَانَ لَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ(3).
أهمية صون النفس والمحافظة على سلامتها
قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): يَا عَلِيُّ! مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ لِغَيْرِ اللَّهِ(4) سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، فَقَالَ عَلي (سلام الله عليه): لِغَيْرِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ مَنْ تَرَكَهَا صِيَانَةٌ لِنَفْسِهِ يَشْكُرُهُ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ(5).
وفي حديث شريف آخر: نهى رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) أَنْ يُبَاتَ عَلَى سَطْحِ غَيْرِ محجر(6)، كما خاطب (صلى الله عليه وآله) أبا ذر بقوله: ... خَذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِسُقْمِكَ...(7)؛ وكذلك (صلى الله عليه وآله): مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَعِنْدَهُ ثَلاثُ فَقَدْ تَمَّتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ فِي الدُّنْيَا:
مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى مُعَافَى فِي بَدَنِهِ آمِناً في سَرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَإِنْ كَانَتْ عِنْدَهُ الرَّابِعَةُ فَقَدْ تَمَتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَهُوَ الإِسْلامُ(8)، وأيضاً روي قوله (صلى الله عليه وآله): الْأَمْنُ وَالْعَافِيَةُ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ(9).
وقال الإمام علي أمير المؤمنين (سلام الله عليه): شَيْئَانِ لا يَعْرِفُ فَضْلَهُما إِلَّا مَنْ فَقَدَهُمَا: الشَّبَابُ وَالْعَافِيَةُ(10). وفي تفسيره للآية المباركة {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77] يقول (سلام الله عليه): لا تَنسَ صحتك...(11)، وقال (سلام الله عليه) أيضاً في تفسير الآية {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8]: الصَّحَةُ....(12).
طبعاً، النعمة الكبرى بلا شك هي ولاية أولياء الله، كما ذكر الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) في ذيل الآية الشريفة بقوله: نَحْنُ مِن النَّعِيم(13).
كما قال الإمام الصادق (سلام الله عليه) أيضاً: الْعَافِيَةُ نِعْمَةٌ خَفِيَّةٌ إِذَا وُجِدَتْ نُسِيَتْ وَإِذَا فُقِدَتْ ذُكِرَت(14)؛ وقال (سلام الله عليه): خمسٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَتَهَنَّا بِالْعَيْشُ: الصحة ...(15).
عوامل السلامة
الاهتمام بطريقة الأكل والملاحظات الصحية: قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مَنْ أَكَلَ الطَّعَامَ عَلَى النَّقَاءِ وَأَجَادَ الطَّعَامَ تَمَضُّغَاً وَتَرَكَ الطَّعَامَ وَهُوَ يَشْتَهِيهِ وَلَمْ يَحْبِسِ الْغَائِطَ إِذَا أَتَى لَمْ يَمْرَضُ إِلَّا مَرَضَ الْمُوْتِ(16).
وفي وصيته (سلام الله عليه) لولده الإمام الحسن (سلام الله عليه) قال: أَلا أُعَلِّمُكَ أَرْبَعَ خصَالٍ تَسْتَغْنِي بِهَا عَنِ الطِّبِّ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: لَا تَجْلِسْ عَلَى الطَّعَامِ إِلَّا وَأَنْتَ جَائِعٌ وَلَا تَقُمْ عَنِ الطَّعَامِ إِلَّا وَأَنْتَ تَشْتَهِيهِ وَجَرِّدِ الْمُضْغَ وَإِذَا نِمْتَ فَاعْرِضْ نَفْسَكَ عَلَى الْخَلاءِ، فَإِذَا اسْتَعْمَلْتَ هَذَا اسْتَغْنَيْتَ عَنِ الطَّب(17).
وقال الإمام الرضا (سلام الله عليه): لَوْ أَنَّ النَّاسَ قَصَّرُوا فِي الطَّعَامِ لَاسْتَقَامَتْ أَبدانهم(18)، ونقل عن المعصوم (سلام الله عليه) قوله: مَنْ قَلَّ طَعَامُهُ صَحَّ بَدَنُهُ وَصَفَا قَلْبُهُ..(19).
وقال رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله): العِدَةُ حَوْضُ الْبَدَنِ وَالْعُرُوقُ إِلَيْهَا وَارِدَةٌ، فَإِذَا صَحْتُ المَعِدَةُ صَدَرَتْ الْعُرُوقُ بِالصّحْةِ وَإِذَا سَقِمَتْ المَعِدَةُ صَدَرَتْ الْعُرُوقُ بالسقم(20). وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: المَعِدَةُ بَيْتُ كُلّ دَاءِ وَالْحِمْيَةُ رَأْسُ كُلِّ دَوَاءٍ فَأَعْطِ نَفْسَكَ مَا عَوَّدْتَهَا(21).
وقال الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه): المعِدَةُ بَيْتُ الدَّاءِ(22).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اخْتِنُوا أَوْلادَكُمْ في السَّابِعِ، فَإِنَّهُ أَطْهَرُ وَأَسْرَعُ لِنَبَاتِ اللَّحْمِ ...(23).
السفر: قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): سَافِرُوا تَصِحُوا...(24).
وقال الإمام زين العابدين (سلام الله عليه): حُجُوا وَاعْتَمِرُوا تَصِحَ أَجْسَامُكُمْ...(25).
قيام الليل: وعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أنه قال: قِيَامُ اللَّيْلِ مَصَحَّةُ الْبَدَنِ...(26).
السكوت: وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه)... السُّكُوتُ سَلامَةٌ...(27).
فالسكوت في المواضع التي تنتفي فيها الضرورة للكلام مدعاة للراحة النفسية، كما يقي السكوت في بعض الحالات من العواقب غير المحمودة مثل الخصومة والعداوة التي تعرّض سلامة الإنسان للخطر.
________________________
(1) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : نِعْمَتَان مَجْهُولَتَانِ: الأمْنُ وَالْعَافِية (روضة الواعظين، ص 472).
(2) لا يجوز اللطم والخدش وَجَزُ الشَّعْرِ (العروة الوثقى، ج 2، ص 131) ... لحرمةِ الإِضْرَارِ بالنفس... (العروة الوثقى، ج 4، ص 424).
(3) موسوعة أحاديث اهل البيت (سلام الله عليهم)، ج 8، ص370.
(4) قصد القربة إلى الله هو شرط مسبق لبعض التكاليف الشرعية كالصلاة والصوم، بينما ينتفي هذا الشرط في واجبات أخرى كثيرة (كفاية الأصول، ج1، ص 72)؛ كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك المحرمات وترك الشراب.
(5) الفقيه، ج 4، ص 353؛ مكارم الأخلاق، ص 433.
(6) الكافي، ج 6، ص 530.
(7) الأمالي، الطوسي، ص 526.
(8) الكافي، ج 8، ص 148.
(9) الجامع الصغير، ج 1، ص 477.
(10) غرر الحكم، ص 324.
(11) الأمالي الصدوق، ص228.
(12) إرشاد القلوب، ص38.
(13) الأمالي، الطوسي، ص 272.
(14) الفقيه، ج 4، ص 406.
(15) المحاسن، ص9.
(16) مكارم الأخلاق، ص 146.
(17) كتاب الخصال، ص 229؛ وسائل الشيعة، ج 24 ، ص 245.
(18) مكارم الأخلاق، ص 362.
(19) الدعوات، ص 77.
(20) كنز العمال، ج 10، ص 38.
(21) طب النبي (صلى الله عليه وآله)، ص 19.
(22) مكارم الأخلاق، ص 362.
(23) مكارم الأخلاق، ص 230.
(24) الفقيه، ج 2، ص 265.
(25) الدعوات، ص 76.
(26) تهذيب الأحكام، ج 2، ص 121.
(27) تحف العقول، ص 223.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
