كل شيء هالك الا وجهه ما هو الوجه؟
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص108 -109
2025-09-14
304
قال تعالى: { وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88]
{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} القمي المخاطبة للنبي (صلى الله عليه وله وسلم) والمعنى للناس وهو قول الصادق (عليه السلام) ان الله بعث نبيه باياك اعني واسمعي يا جارة لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) انما عني بذلك وجه الله الذي يؤتى منه.
وفي التوحيد عن الباقر (عليه السلام) ان الله عز وجل اعظم من ان يوصف بالوجه لكن معناه كل شيء هالك الا دينه والوجه الذي يؤتى منه.
أقول: يعني بالوجه الذي يؤتى منه الذي يهدي العباد الى الله تعالى والى معرفته من نبي أو وصي أو عقل كامل بذلك وفيّ فانه وجه الله الذي يؤتى الله منه وذلك لأن الوجه ما يواجه به والله سبحانه انما يواجه به عباده ويخاطبهم بواسطة نبي أو وصي أو عقل كامل.
وفي التوحيد عن الصادق (عليه السلام) قال كل شيء هالك الا من اخذ طريق الحق وعنه (عليه السلام) من اتى الله بما امره من طاعة محمد والأئمة صلوات الله عليهم من بعده فهو الوجه الذي لا يهلك ثم قرء ومن يطع الرسول فقد اطاع الله.
وفي الكافي عنه (عليه السلام) ما في معناه والمراد ان كل مطيع لله ولرسوله متوجه الى الله فهو باق في الجنان ابد الآبدين وهو وجه الله في خلقه به يواجه الله تعالى عباده ومن هو بخلافه فهو في النيران مع الهالكين وقراءة الآية اشارة الى ان طاعته للرسول توجه منه الى الله والى وجهه وتوجه من الله تعالى الى خلقه وهو السبب في تسميته وجه الله واضافته إليه.
وفي التوحيد عنه (عليه السلام) نحن وجه الله الذي لا يهلك.
وعنه (عليه السلام) الا وجهه قال دينه وكان رسول الله (صلى الله عليه وله وسلم) وامير المؤمنين (عليه السلام) دين الله ووجهه وعينه في عباده ولسانه الذي ينطق به ويده على خلقه ونحن وجه الله الذي يؤتى منه لن نزال في عباده ما دامت لله فيهم رؤية
قيل وما الرؤية قال الحاجة فإذا لم يكن لله فيهم حاجة رفعنا إليه وصنع بنا ما احب.
والقمي عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية قال فيفنى كل شيء ويبقى وجه الله أعظم من ان يوصف ولكن معناه كل شيء هالك الا دينه ونحن الوجه الذي يؤتى منه لن نزال في عباده.
اجل وأعظم من ذلك وانما وفي الاحتجاج عن امير المؤمنين (عليه السلام) المراد كل شيء هالك الا دينه لأن المحال ان يهلك منه كل شيء ويبقى الوجه هو وذكر مثل ما في التوحيد يهلك من ليس منه الا ترى انه قال كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ففصل بين خلقه ووجهه.
أقول : وورد في حديث آخر عنهم : ان الضمير في وجهه راجع الى الشيء وعلى هذا فمعناه ان وجه الشيء لا يهلك وهو ما يقابل منه الى الله وهو روحه وحقيقته وملكوته ومحل معرفة الله منه التي تبقى بعد فناء جسمه وشخصه والمعنيان متقاربان وربما يفسر الوجه بالذات وليس بذلك البعيد له الحكم القضاء النافذ في الخلق واليه ترجعون للجزاء بالحق قد سبق ثواب قراءة هذه السورة في آخر سورة الشعراء.
الاكثر قراءة في التوحيد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة