 
					
					
						اللّه سبحانه  لا يرى بالأبصار وإنما يعرف بآياته					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
						 المؤلف:  
						الشيخ ماجد ناصر الزبيدي					
					
						 المصدر:  
						التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
						 المصدر:  
						التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج 2، ص390-391.
						 الجزء والصفحة:  
						ج 2، ص390-391.					
					
					
						 2025-10-30
						2025-10-30
					
					
						 41
						41					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				اللّه سبحانه  لا يرى بالأبصار وإنما يعرف بآياته
قال تعالى : {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } [الأعراف : 143، 144].
 جاء في ( عيون الأخبار ) في خبر ابن الجهم أنه سأل المأمون الرضا عليه السّلام عن معنى قوله عزّ وجلّ : وَلَمَّا جاءَ مُوسى {لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي} الآية ، كيف يجوز أن يكون كليم اللّه موسى بن عمران ولا يعلم أن اللّه تعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال ؟ ، فقال الرضا عليه السّلام : إن كليم اللّه موسى بن عمران عليه السّلام علم أن اللّه تعالى عزّ أن يرى بالأبصار ، لكنه لما كلمه اللّه عزّ وجلّ وقربه نجيّا رجع إلى قومه فأخبرهم أن اللّه عزّ وجلّ كلمه وقربه وناجاه ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعت ، وكان القوم سبعمائة ألف رجل ، فاختار منهم سبعين ألفا ثم اختار منهم سبعة آلاف ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه ، فخرج بهم إلى طور سيناء ، فأقامهم في سفح الجبل وصعد موسى إلى الطور.
وسأل اللّه أن يكلمهم ويسمعهم كلامه فكلمه اللّه ، وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام. لأن اللّه عزّ وجلّ أحدثه في الشجرة وجعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه فقالوا لن نؤمن لك بأن الذي سمعناه كلام اللّه حتى نرى اللّه جهرة. فلما قالوا هذا القول العظيم ، بعث اللّه عزّ وجلّ عليهم صاعقة فأخذتهم بظلمهم فماتوا ، فقال موسى : يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا إنك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجاة اللّه عزّ وجلّ إياك فأحياهم اللّه وبعثهم معه.
فقالوا إنك لو سألت اللّه أن يراك تنظر إليه لأجابك وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته فقال موسى عليه السّلام : يا قوم إن اللّه لا يرى بالأبصار وإنما يعرف بآياته ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى تسأله ، فقال موسى : يا رب إنك قد سمعت مقالة بني إسرائيل وأنت أعلم بصلاحهم فأوحى اللّه إليه : يا موسى اسألني ما سألوك فلن أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسى : { رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ} وهو يهوي { فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} بآية من آياته { جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ }. يقول : رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ منهم بأنك لا ترى « 1 ».
وقال عليّ بن إبراهيم القميّ : أي أوّل من صدّق أنّك لا ترى ، فقال اللّه تعالى : { يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} فناداه جبرائيل : يا موسى ، أنا أخوك جبرائيل « 2 ».
_______________________
( 1 ) عيون أخبار الرضا : ج 1 ، ص 178 ، باب 15 ، التوحيد : ص 121 ، ح 24.
( 2 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 239.
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  التوحيد
					 الاكثر قراءة في  التوحيد					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة