رياح الفون أو رياح الشينوك
المؤلف:
جيرل ووكر
المصدر:
سيرك الفيزياء الطائر
الجزء والصفحة:
ص614
2025-09-07
546
«فون» هو الاسم الشائع الذي يُطلق على الرياح الجافة الدافئة التي تهب أسفل المنحدرات الجبلية. رُصِدَ هذا النوع من الرياح في الأصل في جبال الألب؛ حيث يمكن لرياح الفون أن تهب فجأةً وتُذيب المنحدرات الثلجية وتبخرها بصورة هائلة في الولايات المتحدة، يُطلق على هذا النوع من الرياح التي تهب على المنحدرات الشرقية لجبال روكي اسم «رياح الشينوك»، نسبةً إلى قبيلة الشينوك في مثال صارخ رفعت رياح الشينوك، التي هبت على مناطق هارف بمونتانا درجة الحرارة من سالب 12 إلى 6 درجات مئوية (أو من 11 درجة فهرنهايت إلى 42 درجة فهرنهايت) في ثلاث دقائق تقريبا. فما الذي يُسبب هبوب رياح الفون أو الشينوك؟
الجواب: رغم أن العديد من العوامل التي تسهم في تكوين هذه الرياح لم تُعرَف بالكامل بعد، فقد جرى تحديد بعضها. في حالة رياح الشينوك، يجفُ الهواء أثناء تحركه من المحيط الهادئ إلى جبال روكي ثم لأعلى على الجانب المواجه للرياح من جبال روكي، من خلال تكثيف معظم بخار مائه. يُطلِقُ هذا التغير من الحالة السائلة إلى الحالة البخارية طاقة ؛ ومِن ثَمَّ يصبح الهواء أدفأ مما يكون عليه عادةً في حال عدم حدوث هذا التغير. عندما يتحرّك الهواء بعدئذٍ فوق جبال روكي وإلى أسفل نحو المنحدرات التي تقع عكس اتجاه الرياح، فإنه يزداد دفئًا؛ لأنه يتحرّك نحو ضغوط أكبر على نحو متزايد (قد تلاحظ حدوث نفس التأثير عند نفخ إطار دراجة هوائية. وهكذا، عندما يصل الهواء إلى قاعدة جبال روكي، يكون دافئًا وجافا نسبيًّا؛ ومِن ثَمَّ يمكن أن يُذيب أي ثلج بسرعة ويُبَخِّرَهُ. وصف أحد الباحثين كيف قاد سيارته من وادٍ بارد نحو ريح الشينوك التي كانت قد التقطت الرطوبة من خلال تبخير الثلوج. وفي غضون ثوان من قيادة السيارة عكس اتجاه الرياح، غُطّي زجاجه الأمامي البارد بالصقيع مع تكتف الرطوبة عليه من الرياح. لو كان يقود سيارته بنفس سرعة السير على الطريق السريع، لكان من الممكن أن يصير عجزه المفاجئ عن الرؤية من خلال الزجاج الأمامي أمرًا كارثيا.
الاكثر قراءة في الديناميكا الحرارية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة