الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
أهم العوامل التي تؤثر في تشكيل سطح مناطق الصحاري الحارة الجافة
المؤلف:
د. احمد العينين
المصدر:
أصول الجيومورفولوجيا دراسة الاشكال التضاريسية لسطح الأرض
الجزء والصفحة:
ص 585 ـ 590
2025-07-27
210
تتشكل مناطق الصحاري الحارة الجافة بعدة عوامل تحاتية خاصة تختلف تلك في معظم جهات سطح الأرض الأخرى وذلك تبعا لما يلي:
(أ) ندرة وجود الغطاءات البدائية فوق أرض هذه الصحاري ، وتبعا لذلك تتعرض أجزاء سطح الأرض للتعرية والتفكك وحدوث عمليات زحف التربة على طول المنحدرات الشديدة خاصة عند سقوط الأمطار الاعصارية.
(ب) تشكيل معظم المجارى النهرية التي تتكون فوق أرض الصحاري الحارة الجافة بالتصريف النهري الداخلي ، وعلى ذلك فلا تتأثر مجارى هذه الأودية النهرية بمستوى القاعدة العام ، بل تنحت مجاريها رأسيا تبعا لمستوى القاعدة المحلي.
(جـ) تتميز مناطق الصحارى الحارة الجافة بارتفاع المدى الحراري اليومي والفصلي ، وذلك تبعا لاتساع اليابس وقلة المسطحات المائية والبعد عن البحر (قارية المناخ) ، وهذه الخاصية لها أثرها الواضح في فعل كل من التجوية والتعرية وتتلخص أهم العوامل التي تساعد على تشكيل المظهر الجيومورفولوجي العام لسطح الصحراء فيما يلي:
1- التجوية Weathering :
تبين أن تحلل الصخر وتفتته في المناطق الصحراوية الحارة الجافة يتم ببطء شديد اذا ما قورن بتحلله وتفتته في المناطق الرطبة ، وذلك يرجع إلى ندرة سقوط الأمطار ، وقلة نسبة الأكاسيد العضوية في تربة المناطق الصحراوية الحارة . وعلى سبيل المثال لم تتعرض مسلة كيلو باترة التاريخية إلى فعل التجوية الشديدة منذ انشائها فوق أرض مصر حتى أوائل القرن العشرين لمدة نحو 3500 سنة ، تبعا لجفاف مناخ جمهورية مصر العربية ، ولكن بعد نقلها إلى ميدان سنترال بارك Central Park في مدينة نيويورك New York تأثرت هذه المسلة بفعل التجوية تأثرا شديدا في مدة قصيرة بلغت نحو 50 عاما ، وكان لزاما على المسئولين ترميمها واصلاحها وتوالى العناية بها كل سنة حتى يمكن أن تظل هذه المسلة محتفظة بشكلها العام ومن ثم يمكن القول أن فعل التجوية الكيميائية محدود في الصحاري الحارة الجافة تبعا لندرة المياه أما أهم مظهر لفعل التجوية الميكانيكية فى المناطق الصحراوية الحارة الجافة فهو فعل تفتت الصخر تبعا لتوالى عمليات تمدد وانكماش معادن الصخر نفسه بواسطة الحرارة الشديدة نهارا والبرودة الشديدة ليلا . وتعرف عملية تفتيت الصخر في هذه الحالة باسم تقشير الصخر وتفتته Exfoliation وقد لاحظ الباحث حدوث هذه العملية في أسطح صخور بعض أجزاء من إقليم المغارة بشمال شبه جزيرة سيناء وفى جبل حفيت في دولة الامارات العربية المتحدة ومرتفعات جال الزور بدولة الكويت.
2- تطاير المفتتات الصخرية وغسل سطح الأرض : Rain splash and Rill wash
عندما تتعرض بعض أجزاء من الصحارى الحارة الجافة لسقوط الأمطار الاعصارية الفجائية الغزيرة ، لا يحد من شدة سقوطها على سطح الأرض أى عوائق هامة مثل الغطاءات النباتية ، ومن ثم تسقط الأمطار بقوة مباشرة على المفتئات الصخرية التي ترتكز فوق المنحدرات الشديدة مما يؤدى إلى تطاير الحبيبات الصخرية في الجو بفعل الأمطار Rains plash ويساعد حدوث هذه العملية على نقل المفتتات والحصى إلى ما تحت أقدام الحافات الصخرية والمنحدرات الشديدة وأثناء الفترة القصيرة لسقوط الأمطار، تتكون كذلك المسيلات والجداول الجبلية التي تنحدر بسرعة شديدة من أعالى المنحدرات وتتجه صوب الأجزاء الدنيا المنخفضة . وقد تبدو المياه أحياناً على شكل غطاءات مائية لا يحددها أي مجاري معينة ، وتبعا لاتساعها وامتدادها تجرف كل ما يقع أمامها من رواسب ومفتنات صخرية صوب الأجزاء الدنيا من المنحدرات . ومن ثم تغسل هذه المنحدرات من الرواسب التي كانت تشغلها من قبل وتعرف هذه العملية باسم غسل الأرض Rillwasht
3- انسيابات الطين Mud Flows والفيضانات الغطائية Sheet Floods : عندما تسقط الأمطار الاعصارية الفجائية الغزيرة Cloudbursts فوق أرض الصحاري الحارة الجافة تبعا لخروج الأعاصير عن مسالكها المألوفة تتأثر بقاع محدودة من الصحراء بهذه الأمطار الغزيرة بينما قد لا تسقط أي كمية من الأمطار في المناطق الأخرى المجاورة لها . وإذا تصادف سقوط هذه الأمطار فوق بعض السفوح الجبلية الشديدة الانحدار تتكون عادة الأنهار الجبلية السريعة الجريان Gullies التى نشق لنفسها أودية عميقة على طول هذه المنحدرات . وتبعا لشدة سرعتها وانحدار مجاريها يمكن لها أن تحمل كميات هائلة من المفتتات الصخرية المختلفة الحجم، وعلى ذلك يتميز مجرى الشهر نفسه بضخامة حمولته من الرواسب الرملية والطينية المختلطة.
المياه ومن ثم تجرف هذه الكتلة المختلفة من المواد معظم ما يقع أمامها من عوائق. وقد لوحظت هذه العملية في منطقة كاجون باس Calon pass في كاليفورنيا ، حيث جرفت الانسيابات الطينية أمامها قاطرة بخارية ودفعتها أكثر من ميلين ، ثم غمرتها بعد ذلك بكميات هائلة من الرواسب بلغ ارتفاعها نحو 250 قدم فوق سطح الأرض.
وعندما تنتهي هذه الانسيابات الطينية من رحلتها فوق أسطح الانحدارات الشديدة لكي تكمل دورتها فوق الأراضي السهلية المستوية تحت أقدام المرتفعات تهبط سرعتها فجأة ، ويقل حدة نشاطها وعند توقف سقوط الأمطار فجأة كذلك تتوقف عملية تحرك الانسيابات الطينية ومن ثم تتراكم الرواسب التي تتألف من حبيبات صخرية مختلطة ومتباينة من حيث الشكل والحجم Heterogenous Material)) أما على شكل غطاءات ارسابية Sheet deposits أو على شكل دلتاوات فيضية مروحية Alluvial Fans . وعندما تنساب المياه فى الأودية الجبلية مرة ثانية ، وتصل إلى منطقة الرواسب فوق السهول المستوية والدلتاوات الفيضية المروحية تفقد عادة قدرتها على شق مجار عميقة فوق هذه الرواسب المنفذة للمياه تبعا لارتفاع مساميتها. ومن ثم لا تقوم المياه بعمليات النحت الرأسي وتنساب على شكل فرشات أو غطاءات هائلة الاتساع والامتداد، رقيقة السمك ويطلق عليها في هذه الحالة تعبير الفيضانات الغطائية Sheet Floods
4- تحرك رواسب السطح فى المناطق الصحراوية الحارة الجافة : Downslope Movements
تبعا لاختلاف عوامل التعرية في المناطق الصحراوية الحارة الجافة ، تميزت أسطح هذه المناطق بتكوينها من انحدارات خاصة تتنوع فيها اشكال المظهر العام للسطح وتختلف عن غيرها من أجزاء سطح الأرض ، وتبعا لتوالى عمليات التجوية البطيئة على طول أسطح الشقوق والفوالق الصخرية للحافات الجبلية في المناطق الصحراوية الحارة سرعان ما تتسع فتحات هذه الشقوق وينجم عنها ضعف الصخر جيولوجيا وفتح المجال لعوامل التعرية الأخرى في أداء عملها وتسوية سطح الأرض. وعلى ذلك تتشكل معظم أقدام الانحدارات الشديدة لسطح مناطق الصحارى بتكوين أهرامات من المفتتات الصخرية ، وتعبا للتآكل قمم الحافات الصخرية أو أعالى المنحدرات من جهة وارساب المفتتات الصخرية تحت أقدام الحافات أو أسفل هذه المنحدرات من جهة أخرى ، يتركب الشكل العام للانحدارات في مناطق الصحاري الحارة من انحدارات علوية محدبة Upper Convexities وأخرى سفلية مقعرة . Lower Concavities
وتتنوع أشكال المنحدرات في المناطق الصحراوية الحارة كما تختلف سرعة انسياب المفتنات الصخرية فوق هذه المنحدرات كذلك تبعا لعدة عوامل أهمها:
(أ) التكوين الصخري للمنحدرات نفسها.
(ب) اختلاف . المفتتات الصخرية وتنوع أشكالها.
(جـ) مدى تعرض المنحدرات لفعل سقوط الأمطار الاعصارية.
(د) درجة انحدار السطح، حيث تتوقف عليه مدى فعل الجاذبية الأرضية في نقل الرواسب صوب الأجزاء الدنيا من المنحدرات.
(هـ) مدى تأثر الحافات الصخرية بالأودية الجبلية العميقة Gullies والتي تعمل على تأكل الحافات وتراجعها خلفيا من ناحية ، واعداد مواد ومفتتات جديدة لارسابها أسفل هذه الحافات من ناحية أخرى.
(و) شكل الغطاء النباتي فوق أسطح المنحدرات.
5- فعل الرياح :
يعد فعل الرياح من أهم العوامل التحاتية الدائمة الأثر في تشكيل المظهر الجيومورفولوجي العام لسطح المناطق الصحراوية الحارة الجافة ، وذلك يرجع إلى ندرة الغطاء النباتي ومن ثم لا يعرقل فعل الرياح أي عوائق كبرى تحد من عملها ، وعلى ذلك كانت ولا تزال معظم الظاهرات الجيومورفولوجية الناتجة على السطح في هذه المناطق هي نتاج فعل الرياح كعامل هدم ونقل وارساب . ولا يتوقف مجال عمل الرياح على الصحراء فقط بل قد تتكون بعض الظاهرات الناجمة عن فعلها في مناطق أخرى بعيدة عن النطاق الصحراوي نفسه ، وعلى سبيل المثال تتأثر السواحل الشمالية لجمهورية مصر العربية بواسطة العواصف الترابية الصحراوية والرمال التي تذروها رياح الخماسين . وتتأثر سواحل فرنسا الجنوبية كذلك بفعل الرياح المحلية التي تهب من صحراء شمال غرب أفريقيا وترسب كميات هائلة من الرمال على طول سواحل فرنسا الجنوبية المطلة على حوض البحر المتوسط.
ويلاحظ أن حمولة الرياح من المفتتات الصخرية تختلف من حيث الشكل والحجم . وتبعاً لنقل المفتتات الصخرية الخشنة الكبيرة الحجم نسبيا فهي تعد أول من يتعرض للسقوط والتراكم عندما تضعف قوة الرياح . ومن ثم لا تبعد كثيرا عن موقع المصادر الأصلية التي اشتقت منها . أما حبيبات الأثرية والرمال الدقيقة الحجم جدا ، فهذه تبقى مدة طويلة معلقة في الجو وتحمل مع الرياح مسافات بعيدة عن المصادر التي اشتقت منها.
وتجدر الاشارة إلى نقطة أخرى وهى أن سمك نطاق الرياح الحاملة للرمال أثناء حدوث العواصف الرملية في الصحاري الحارة لا يزيد عادة عن عشرة أمتار ، وعلى ذلك يبدو جو الصحراء صافياً تماما فوق أعالى هذه الطبقة الجوية السفلى التي يكثر فيها الرمال. ولكن في بعض الأحيان الشاذة قد يبلغ ارتفاع العواصف الرملية أكثر من 45 مترا ، خاصة بالقرب من المناطق التي تنتشر فوقها الرواسب الطينية الفيضية الدقيقة الحبيبات ، وتتألف هذه العواصف الأخيرة من الأتربة الدقيقة الحجم بدلا من الرمال ، ويطلق عليها تعبير العواصف الترابية Dust Storms . وحيث إن للرياح الأثر الكبير في تشكيل الظاهرات الجيومورفولوجية في مناطق الصحاري الحارة الجافة ، لذا سنشير إلى أهم ظاهرات السطح الناشئة عن أثر فعل الرياح كعامل نحت وارساب.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
