الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الجروف البحرية Marine Cliffs
المؤلف:
د. احمد العينين
المصدر:
أصول الجيومورفولوجيا دراسة الاشكال التضاريسية لسطح الأرض
الجزء والصفحة:
ص 534 ـ 539
2025-07-26
195
تتكون الجروف البحرية تبعا لاختلاف التركيب الصخرى خاصة في المناطق التي تتألف من صخور صلبة متعاقبة فوق صخور لينة ، وتعمل الصخور الصلبة على مقاومة فعل التعرية نسبيا وكثيرا ما تظهر على شكل جروف بحرية عالية شديدة الانحدار كما قد تتكون هذه الجروف تبعا لانخفاض مستوى سطح البحر وتراجعه خلفياً عن أرض اليابس . وتمثل الجروف في هذه الحالة شواطئا للبحر القديم أو قد تتكون تبعا لحدوث حركات رفع تدريجية في اليابس المجاور للساحل ، حيث ترتفع الأرض نسبيا ، ويتآكل الصخور اللينة السفلى، تبدو الصخور العليا على شكل حوائط صخرية عالية.
ومن بين أهم ما يميز الجروف البحرية امتدادها في اتجاهات موازية لخط الساحل وقد يفصل بينها أودية حوضية أو مدرجات سهلية ، مستوية السطح . كما تبدو قاعدة الجروف البحرية على منسوب متشابه فيما بين أجزائها تقريبا . وإذا كانت حديثة العمر فتظل هذه الجروف على شكل حوائط صخرية شديدة الانحدار ولا تقطعها الأودية النهرية الجبلية كثيرا ، كما قد تتغطى ببعض الرواسب والكائنات البحرية.
ويؤثر البحر في تشكيل المظهر الجيومورفولوجي العام للجروف البحرية خاصة إذا كانت تتركب من صخور لينة رخوة أو صخور صلبة متعاقبة فوق صخور أخرى لينة. وتعمل الأمواج بما تسببه من ضغط شديد فرق أسطح الصخورعلى تأكلها واضعافها جيولوجيا . وقد أكدت الدراسات الجيولوجية أن قوة الضغط على أسطح الجروف البحرية والناتج عن فعل أمواج المحيط الأطلسي تبلغ نحو 600 رطل لكل قدم " خلال فصل الصيف ، بينما تشتد قوة الأمواج في الشتاء وتبلغ نحو 2000 رطل لكل قدم . وعلى ذلك تستطيع الأمواج العانية تعرية كل ما يقف في طريقها سواء أكان ذلك جروفا صخرية أو جدرانا بحرية Sea-Walls . وتعمل هذه الأمواج على اكتشاف مناطق الضعف الجيولوجية في الجدران والجروف الصخرية البحرية ، ثم توسيع فتحات الشقوق والفوالق بها. وتكوين فجوات جانبية فيها وقد تتكون فيها بعض الكهوف البحرية وعندما تتآكل الصخور اللينة السفلى أو تتسع الفجوات الجانبية فيها تبعا لاتساع الشقوق ، يختل توازن الطبقات الصخرية العليا ، وتتعرض لعمليات السقوط Falling والانزلاق الأرضي Landslides
وعلى ذلك تتميز الجروف البحرية التي تتألف من طبقات صخرية صلبة متعاقبة فوق طبقات صخرية لينة بعدم استقرارها ، واستمرار تراجعها خلفيا هذا بالإضافة إلى شدة انحدارها أكثر من (50) وندرة تغطيتها بالنباتات الطبيعية ، وتتلخص أهم العوامل التي تؤثر في مدى فعل تلاطم الأمواج على أسطح الجروف فيما يلى :
1- خصائص التكوين الصخرى ومدى صلابة أو ليونة الصخر .
2- نظام بنية الصخور وترتيب طبقاتها
3 - مدى تأثر الصخور بكل من الشقوق والفوائق والصدوع التي تمثل مناطق الضعف الجيولوجية في الصخر.
4- طبيعة المسام والفراغات الصخرية ، وكيفية مساهمتها في انجاز عوامل التجوية الكيميائية وانفاذها للمياه داخل الصخر نفسه.
5- درجة انحدار أسطح الجروف والحوائط البحرية.
6- قوة الأمواج وسرعة تيارات المد والجزر.
7- عوامل خارجية قد تساعد على تعرية الجروف والحوائط البحرية وأهمها الرياح الشديدة المحملة بالغبار، والأمطار الغزيرة ، وتكوين الأنهار الجبلية النشيطة Gullies ، وحدوث عمليات التساقط والانزلاق الأرضي.
8ـ طول الزمن الذى تعرضت خلاله هذه الجروف لفعل عوامل التعرية.
وتبعا لتعدد العوامل التي تؤثر في تشكيل المظهر الجيومورفولوجي للسواحل ومدى تراجع الجروف والحوائط البحرية ، تنوعت الظاهرات الجيومرفولوجية على طول سواحل القارات واختلفت من جزء إلى آخر تبعا للظروف المحلية الخاصة بكل ساحل . وعندما يشتد فعل تراجع الجروف Cliff Recession خلفيا تترك أمامها أو بمعنى آخر تحت أقدامها مصاطب بحرية مستوية السطح
وإذا كانت هذه الأرصفة حديثة العمر ومحدودة الامتداد فقد تتغطى بمياه البحر خلال حدوث المد العالى ، ثم تظهر ثانية عندما تتراجع مياه البحر خلال حدوث الجزر. ولا يتوقف أثر الأمواج في تعرية الأجزاء الضعيفة من الصخر في الجروف والحوائط البحرية فقط ، بل تؤثر كذلك في تشكيل المصاطب البحرية التى تمتد تحت أقدام الجروف وذلك بفعل اصطدام الحبيبات الرملية التي تحملها الأمواج القادمة والراجعة بصخور السهول البحرية . وحيث تتعرض الأجزاء الدنيا من السهل البحري لفعل الأمواج بصورة أشد من الأجزاء العليا ، فهذا يؤدى الى ظهور أثر فعل تعرية الأمواج في الأجزاء الدنيا من السهل البحرى قبل ظهورها في الأجزاء العليا . وينتج ذلك انحدار سطح السهل البحرى انحدارا تدريجيا بسيطا صوب البحر عن ويشتد تراجع الجروف البحرية إذا كانت تتألف من صخور لينة ضعيفة التماسك وإذا كان فعل الأمواج شديدا ، بينما يضعف تراجع الجروف ونقل سرعته إذا كانت هذه الجروف تتركب من صخور صلبة شديدة التماسك ولم تتأثر كثيرا بالشقوق أو الفوالق أو الصدوع ، غير أنه بمرور الزمن لابد وأن تتراجع الجروف البحرية ولو بصور مختلفة ، ومن ثم تتسع السهول البحرية على حساب هذا التراجع . وعندما تصبح السهول البحرية قديمة العمر الجيولوجي ، تبعد عن مياه البحر ويرتفع منسوبها نسبيا ، ومن ثم قد لا تصل مياه البحر إلى الأطراف الهامشية أو الحديثة للسهول القريبة من أقدام الجروف ، ولا تتشكل كثيرا بفعل مياه البحر.
وعلى طول السواحل في المناطق الباردة ، قد تستمر عملية تراجع الجروف البحرية ، نتيجة لتأثرها بفعل التعرية الهوائية النشيطة ، وتفتت صخورها تبعا لتعرضها لعمليات التجمد والانصهار Freezing and Thawing Processes . ويظهر فعل تعرية الأمواج في الجروف البحرية طالما كانت هذه الأمواج قادرة في نفس الوقت على نقل المفتتات الصخرية الساقطة من الجروف وارسابها بعيدا في جوف البحر . أما إذا لم تستطع الأمواج نقل هذه المفتتات فقد يتكون جسر حصوى يحد من تأثير فعل الأمواج في نحت صخور الشاطئ وتنتشر السهول التحانية البحرية على طول سواحل الترويج خاصة الغربية والشمالية الغربية منها ، وأظهرها تلك التي تعرف باسم شتراند فلات Strand flat . وقد تكون سطح بحرى شمال مدينة برجن في الترويج بلغ طوله نحو 37 ميلا ، ولا نزال الجروف البحرية في التراجع المستمر ، وعلى ذلك يتسع السهل البحرى على حساب تراجع هذه الجروف . ويتشكل السهل البحري هنا بعدة ظاهرات جيومرفولوجية ساحلية تتكون بفعل المياه في نحت صخور الشاطئ ومن بينها المسلات البحرية والأقواس والفجوات البحرية ، كما تشكله كذلك الفيوردات . وعندما يتكون السهل البحرى والجروف البحرية من طبقات صخرية ضعيفة التماسك ، فإن تعرية السهل البحرى وتراجع الجروف البحرية تتم في وقت قصير وبصورة ملحوظة . ولكن فى نفس الوقت الذي تتعرض فيه مقدمة السهل البحرى للتآكل بفعل التعرية تضاف مساحات جديدة إلى الأجزاء العليا من السهل البحرى تبعا لتراجع الجروف البحرية . ومن أظهر أمثلة هذه السهول تلك التى تتمثل على طول سواحل يوركشير بإنجلترا جنوب رأس فلمبره Flam borough Heads حيث عملت الأمواج على نحت مقدمات السهل البحرى وازالة الرواسب الجليدية التي كانت متجمعة فوقه ، وعلى شدة تراجع الجروف الصخرية البحرية . وقد أكد الأستاذ ستيرز Steers أن هذا الساحل الواقع فيما بين جنوب رأس فلمبره حتى رأس سبرن Spurn Head والذي يبلغ طوله نحو 35 ميلا ، قد تراجع بنحو ثلاثة أميال منذ بداية العصر الروماني حتى الوقت الحاضر ، وتتمثل الأدلة على هذا التراجع الحديث في اضمحلال وانغمار كثير من القرى والمراكز السكنية . وقد أصبح متوسط تراجع الجروف خلال المائة سنة الأخيرة يتراوح من 5 إلى 6 أقدام في السنة . وتجدر الاشارة إلى أن عمليات التراجع لا تتم بسرعة واحدة على طول أجزاء الجروف البحرية المختلفة ، كما أنها لا تتم بمعدل ثابت من عام إلى آخر ، حيث إن بعض أجزاء من الجروف تتراجع بسرعة عن أجزاء أخرى متجاورة لظروف محلية ، كما قد تتراجع الجروف البحرية بسرعة ملحوظة أثناء حدوث عاصفة واحدة شديدة بدرجة أسرع مما تتراجعه خلال عام كامل.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
