الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
أثر فعل المياه الجوفية فى تشكيل بعض الظاهرات الجيومورفولوجية في أقاليم الكارست الجيرية
المؤلف:
د. احمد العينين
المصدر:
أصول الجيومورفولوجيا دراسة الاشكال التضاريسية لسطح الأرض
الجزء والصفحة:
ص 496 ـ 507
2025-07-23
233
تتأثر الصخور الجيرية الكبيرة السمك تأثرا كبيرا إذا تعرضت لفعل المياه الجوفية ويتكون فيها ظاهرات جيمورفولوجية مميزة ، وأظهر هذه الأقاليم الجيرية هو إقليم كارست Karst في يوغوسلافيا حيث تنتشر فيه مجموعات من الظاهرات الجيومورفولوجية الفريدة في أنواعها وأشكالها ، وترتبط نشأتها جميعا بما ينتج عن عمليات التحلل والاذابة بفعل المياه الجوفية في الصخور الجيرية ، وقد شاع استخدام تعبير كارست في الدراسات الجيومورفولوجية الحديثة ، وأصبح يطلق على كل إقليم جيري يتألف من ظاهرات جيمورفولوجية نشبه تلك التي تتمثل في إقليم الكارست الحقيقي في يوغوسلافيا ، ومن بين الأقاليم الجيرية أو الكارستية، في العالم إقليم هضبة كوسيه Causse في جنوب فرنسا ، والأقاليم الجيرية في كل من شبه جزيرة الموره باليونان ، وشمال شبه جزيرة يوكونان بأمريكا الوسطى ، وأواسط شبه جزيرة فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية وبعض أجزاء من الساحل الجنوبي لأستراليا والأجزاء المرتفعة العليا من السلسلة الغربية في لبنان والتي تتألف من الصخور الجوراسية والكريتاسية الهائلة السمك ، وخاصة في مناطق المكمل أعالي حوض أبو على وقرنة السوداء والأرز وجبل كاكاترا وجبل صلين وبحوض نهر الكلب (نهر الوفا). كما تظهر ظواهر الكارست الجيرية في مناطق ثانوية أخرى فى لبنان من بينها مناطق أهدن . وكفر صغاب ، وجبل اللقلوق وجبل جاج، وجبل موسى وجبل الكنيسة.
وتتلخص أهم العوامل التي تسهم في تكوين ظواهر أقاليم الكارست الجيرية في الآتي:
أ- زيادة سمك الطبقات الجيرية أو الجيرية المغنطيسية Megnesian Limestone أو الدولوميتية حتى يصل سمكها في بعض الأحيان إلى أكثر من 2000 متراً.
ب - ارتفاع مسامية الصخور واتساع الفراغات بين حبيباتها.
جـ - تأثر الصخور بفعل الشقوق والمفاصل والفوائق التي تتسع فتحاتها بفعل التجوية الكيميائية.
د - وقوع الأقاليم الكارستية في مناطق رطبة تسقط عليها كميات كبيرة من الأمطار أو في مناطق شبه جافة بشرط أن تنحدر إلى الصخور الجيرية للإقليم مياه جوفية بكميات كبيرة مهما كان مصدرها ، ولكن يمكن القول أنه كلما زادت كمية التساقط فوق الصخور الجيرية في إقليم ما أدى هذا إلى سرعة انجاز عمليات التجوية الكيميائية وتحلل معادن الصخور ، وانتشار ظواهر الكارست الجبرية فى هذا الإقليم بشكل واضح. ومن بين الظاهرات الجيومورفولوجية العامة التي تتمثل فوق سطح الأرض في أقاليم الكارست الجيرية ما يلى :
1- البوجاز التشرشر الجيري Bogaz :
عندما تتسرب مياه الأمطار إلى جوف الصخور الجيرية السميكة قد ينجم عن ذلك حدوث عمليات تحال وذوبان لقدر كبير من المواد الجيرية . وتساعد هذه العملية على توالى فتحات الشقوق والفوالق . واذا انتشرت هذه الظاهرة الأخيرة في الأقاليم الجيرية ، فتؤدي بدورها إلى شدة تضرس السطح تبعا لتقطع الكتل الصخرية بواسطة الفتحات الواسعة للشقوق.
وعلى ذلك يتشكل سطح الصخور الجيرية بحزوز عميقة أشبه بتجويفات طولية لمسيلات مائية جبلية تعمل على شدة تضرس السطح وتقطعه ، وتعرف هذه الظاهرة بأسماء مختلفة منها البوجاز Bogaz في سيبريا ويوغسلافيا والليبية Lapis في فرنسا والكارن Karren في ألمانيا ، وكلينت Clint or helkes grikes في انجلترا وتظهر مثل هذه الأسطح الوعرة المشرشرة بوضوح على السفوح الجبلية الجيرية الجوراسية والسيمفونية في كل من مناطق كسران والفيترون والمكمل وكاكاترا وقناة باكيش بالقرب من جبل صدين في لبنان.
2- الحفر الغائرة والأودية الطولية الجيرية Sinkholes and Poljés : وهي ظاهرة واسعة الانتشار حيث تكاد لا تخلو منها أي منطقة جيرية في المناطق الرطبة فى العالم. وتختلف هذه الحفر فيما بينها من حيث المساحة والعمق والشكل . ويمكن أن نميز نوعين رئيسيين هما :
أ- النوع الأول ، ويعرف باسم بالوعات الاذابة Solution Sinks، كما يعرف كذلك باسم البالوعات المستديرة الشكل Dolines ، وتتكون هذه المجموعة من الحفر ببطء تبعا لفعل عمليات تحلل الصخور السفلية واتساع فتحات الشقوق الصخرية مما ينجم عنه هبوط الطبقة العليا من السطح وتبدو على شكل منخفض شبه مروحي ، وتتميز أعالي الطبقة العليا من صخور هذا المنخفض باحتوائها على ارسابات من التربة تساهم في تكوين غطاءات من تلك النباتات التي تنمو عادة في مثل هذه التربة الجيرية.
ب- أما النوع الثاني فيعرف باسم البالوعات الانهيارية Collapse Sinks وتتكون هذه المجموعة من البالوعات أو الحفر تبعا لعمليات انهيار الصخور الجيرية السطحية وقد تلتحم بالوعتان مع بعضهما البعض تبعا لتعرضهما للانهيار، ومن ثم تتكون بالوعات مركبة Compound Sinkholes
أما اذا كانت عمليات الهبوط شديد وتحدث بصورة مستمرة فقد تساعد هذه العملية على تكوين منخفضات أو أحواض طولية ذات جوانب حائطية شديدة الانحدار تعرف باسم الأودية الطولية الجيرية Polje . وتتمثل هذه الظاهرة الأخيرة في أجزاء متفرقة لكل من إقليم كارست بيوغسلافيا وشبه جزيرة المورة باليونان.
وقد أوضحت نتائج الأبحاث الحقلية تمثيل ظاهرة البالوعات بأشكالها المختلفة فوق الصخور الجيرية الجوراسية والسيدمونية في منطقتي كاكاترا ، وقناة باكيش وكسروان في لبنان، وأظهر مناطق الأودية الطولية الجيرية تتمثل في مناطق عجلتون وريفون وفيترون بحوض نهر الوفا (الكلب) في لبنان.
3- المجاري الجوفية Subterranean Streams : تساهم في نشأة هذه الظاهرة كل من الحفر والبالوعات والأحواض الطولية في المناطق الجيرية ، فعندما تغور مياه نهر صغير فى احدى هذه البالوعات قد يظهر جزء منه فوق السطح بينما يختفي الجزء الآخر تحت السطح ، إلا أنه قد يظهر فوق السطح مرة أخرى عندما يكون منسوب مجرى النهر الجرفي مع مستوى سطح الأرض. ويتكون بهذه الطريقة ما يعرف باسم الأنهار الجوفية أو المجاري المفقودة Lost Rivers . أما الأودية العمياء Blind Valleys فيقصد بها تلك المجاري السطحية التى تجف مياهها تبعا لتغلغلها في جوف الصخر وتحولها إلى مجارى جوفية ، وإذا امتلأت هذه الأودية العمياء بالمياه من جديد عقب فترة سقوط من الأمطار الغزيرة قد ينجم عنها حدوث فيضانات قوية تهدد القوى السكنية والمراكز العمرانية في مناطق الكارست الجيرية والمجاري الأنهار الجوفية أسماء محلية مختلفة ، ففي جنوب شرق انجلترا يطلق عليها اسم الأنهار المؤقتة bourns أو أودية أقاليم الكارست Karstvales ويطلق عليها اسم Nailbournes فى كنت Kent ، واسم - Woe bourns or levants في هامبشير، واسم gypsies في يوركشير ، أما انا كانت هذه الأودية ظاهرة على السطح خاصة خلال فصل الشتاء فيطلق عليها اسم Winter bournes في منطقة ويلتشير.
وقد تبين من الدراسات الحقلية في مرتفعات لبنان الغربية أن معظم الأنهار الرئيسة في لبنان والتي تقطع هذه المرتفعات (مثل أنهار قاديشا والجوز وابراهيم والكلب وبيروت والدامور) لها روافد عليا مؤقتة allogenic لا تظهر فيها المياه إلا خلال فصل الشتاء وعندما تقطع هذه الروافد الجبلية الصخور الجيرية الجوراسية والكريتاسية السينمونية تتخذ كل صفات الأودية الكارستية شبه الجافة.
وقد تعمل المياه الجارية السطحية في المناطق الجيرية على حفر مناطق عميقة في الصخور الضعيفة وتؤدي إلى تكوين خنادق وكهوف جيرية تختفى فيها أجزاء من هذه المجاري النهرية. وقد ينتج عن ذلك أيضا تكوين الجسور الطبيعية نتيجة لذوبان الصخور الجيرية بفعل المياه الجوفية وتجدر الاشارة إلى نقطة أخرى وهى أن عمليات الأسر النهرى قد تتكون كذلك في جوف الصخور، ففي بعض الأحيان قد يتمكن نهرسطحي من أن يعمق مجراه خلال التكوينات الجيرية التي تقع بالقرب من مجرى نهرى جوفي . ومن ثم تتحول مياه النهر السطحي وتنحدر صوب مجرى النهر الجوفي عن طريق فتحات الشقوق العريضة والمسالك الجوفية ، ومن بين أظهر الأنهار الجوفية نهر ريكا Reka الذي يمتد بالقرب من مدينة تريست ، ويبلغ طول مجراه الجوفى نحو 18 ميلا .
3ـ التلال المنعزلة والغابات الحجرية Monadnocks and Stone Forest
بعد أن تعمل المياه الجوفية على إذابة أجزاء واسعة من المناطق الجيرية قد تليقى فوق السطح بعض الكتل الجيرية التي استطاعت مقاومة عمليات الاذابة والتحلل تبعا لشدة صلابتها النسبية، ويطلق عليها عامة اسم التلال المنعزلة Monadnock or isolated hills. ولكن تعرف هذه التلال بأسماء محلية مختلفة ، فيطلق عليها في منطقة الكارست اليوغسلافية اسم همز Hums ، وفى جزيرة كوبا اسم موجونز Mogotes ، وفي بورت ريكو اسم Pepiano hills and Hay - stack وفي منطقة بجايا شمال غرب قسطنطينة (الجزائر) اسم تلال المسخوطين ، وتختلف هذه التلال أو الكتل الجيرية من إقليم إلى آخر من حيث ارتفاعها وأشكالها وذلك تبعا لتطور نشأتها والظروف التي ساهمت في تكوينها.
وقد درس الأستاذ كونون 128 .Cotton 1952 p ظاهرة التلال المنعزلة في هضبة نيلسون الجيرية في نيوزيلندا. وأوضح أثر فعل التجوية الكيميائية في المناطق الضعيفة جيولوجيا في تكوين تلال صخرية منعزلة ، تقف عالية حوالی 20 مترا فوق سطح الأراضي المجاورة ، وتتميز هذه التلال بشدة تضرسها ، وسطحها المحفور وتكوينها بفعل الشقوق الطولية في الصخر ، ومن ثم تظهر بأشكال هندسية متنوعة ، وقد درس الباحث تكوين مثل هذه التلال الصخرية المنعزلة في مناطق عجلتون وفيترون وصوفر ، وريفون في مرتفعات لبنان الغربية ، وتتخذ هذه التلال أشكال مختلفة تبعا لاختلاف سمك الطبقات الصخرية ومدى تأثرها بالشقوق الطولية والعرضية ، ومدى فعل التجوية الكيميائية في تلك الصخور الجيرية.
وعندما تتكون مجموعات متجاورة من التلال الصخرية الجيرية (تبعا لتعرض الحافات الجيرية لفعل التجوية الكيميائية الشديد) تظهر التلال على شكل ما يشبه الغابات أو جذوع أشجار حجرية عالية ، ومن ثم يطلق عليها تعبير الغابات الحجرية Stone Forests . وقد درس الباحث هذه الظاهرة الجيومورفولوجية في منطقة عجلتون وفيترون بحوض نهر الكلب ، في الأراضي اللبنانية ، وقد تبين أن كل أسطح التلال الصخرية المنعزلة ، وكذلك تلك التى تتكون في مجموعات تلال الغابات الحجرية مشكلة بحفر إذابة عميقة ذات أشكال مختلفة niches تزيد من شدة وعورة وتضرس المناطق الجيرية ، ويعزى تكوين هذه الحفر إلى فعل الاذابة في الصخور الجيرية.
5- الجسور الطبيعية فى المناطق الجيرية Natural Karst bridges : تتكون ظاهرة الجسور الطبيعية في المناطق الجيرية ذات الصخور الهائلة السمك والشديد التقطع بفعل الشقوق الطولية والعرضية ، فتعمل المياه على ذوبان الجير وتؤدى إلى تكوين حفر مختلفة وبالوعات إذابة متنوعة النشأة وقد يؤدي اتصال عدة بالوعات اذابة أو أحواض اذابة دائرية الشكل مع بعضها البعض الآخر إلى تكوين الجسور الطبيعية.
وقد استرعت هذه الظاهرة انتباه الباحثين منذ القدم واعتقد جيفرسون عام 1794 بأن هذه الظاهرة في الولايات المتحدة ترجع إلى ثني الصخور بصورة غير طبيعية ، أما جيلمر 1818 .Gilmer فقد اعتقد بأن نشأة الجسور الطبيعية ترجع إلى أثر فعل المياه الجوفية.
ومن النظريات المهمة الخاصة بتفسير نشأة الجسور الطبيعية في المناطق الجيرية نظرية وودوارد 1936 Woodward, وبيدس 1911 ,Beeds اللذان اعتقدا بأن الكبارى الطبيعية الجيرية في فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
انما ترجع الى حدوث عمليات أسر نهري بين المياه الجوفية ، أو تحول مياه مجرى نهر سطحي على منسوب مرتفع إلى مياه نهر جوفي على منسوب منخفض فيحفر الصخور ويؤدى فى النهاية إلى تكوين الجسر الطبيعي وقد درس الباحث الجسر الطبيعى الجيرى الوحيد في الأراضي اللبنانية ، والذي يعرف باسم جسر الحجر، ويقع عند أعالي نهر الكلب مجاوراً لنبع اللبن على بعد 2 كم من بلدة فاريا وبالقرب من كفر ذبيان ، ويقع هذا الجسر الطبيعي على منسوب 1400 م فوق منسوب سطح البحر ويتكون فى التكوينات الكريناسية العليا Upper Cretaceous Rocks العالية التشقق بفعل الشقوق الرأسية والعرضية.
وأوضح الباحث ( 1973 ,Abou El-Enin ) بأن جسر الحجر هو نتيجة التحام أو اتصال حوضين إذابة جانبيين متضادين وعملت المياه التي تتجمع فيهما خلال فصل الشتاء وبفعل انصهار الثلج الشتوي عمل على إذابة التكوينات الجيرية السفلية الضعيفة، وحفرت المياه لها مجرى مائيا وكونت أعالي نهر الكلب ، ثم بزيادة عملية النحت الرأسي لهذا الرافد الجبلي تعمق واديه وعمل على زيادة تعميق وحفر القسم الأسفل من الجسر الطبيعي في حين بقى القسم العلوي من الأرض على شكل جسر يربط بين جانبي الوادي النهري.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
