اقسام النسخ في الحكم القسم الثالث
المؤلف:
الدكتور عبد الرسول الغفار
المصدر:
الميسر في علوم القرآن
الجزء والصفحة:
ص203 - 204
2025-07-13
415
الضرب الأول: نسخ المأمور به قبل امتثاله وهذا الضرب هو النسخ على الحقيقة. كامر الخليل بذبح ولده وكقوله تعالى: {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12]. ثم نسخه سبحانه بقوله: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا} [المجادلة: 13].
الضرب الثاني: ويسمى نسخا تجوزا ومثلوا له بثلاث موارد.
أ- نسخ صوم عاشوراء برمضان.
ب - نسخ التوجه في الصلاة إلى بيت المقدس بالتوجه إلى الكعبة.
ج - نسخ ما أوجبه سبحانه على من قبلنا من حتمية القصاص وهو قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} [البقرة: 178] ثم أعقب ذلك تشريع الآية {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 178]
الضرب الثالث: ما أمر به لسبب ثم يزول السبب كالأمر بالصبر وبالمغفرة حين الضعف وقلة العدد وهكذا في عدم إيجاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد ونحوها ثم نسخه إيجاب ذلك قال الزركشي. وهذا ليس بنسخ في الحقيقة وإنما هو نسي، كما قال تعالى: {أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106] فالمنسأ هو الأمر بالقتال إلى أن يقوى المسلمون وفي حال الضعف يكون الحكم وجوب الصبر على الأذى. البرهان 2/ 42.
ثم قال: بهذا التحقيق تبين ضعف ما لهج به كثير من المفسرين في الآيات الآمرة بالتخفيف أنها منسوخة بآية السيف وليست كذلك بل هي بين المنسا بمعنى أن كل أمر ورد يجب امتثاله في وقت ما لعلة توجب ذلك الحكم ثم ينتقل بانتقال تلك العلة إلى حكم آخر وليس بنسخ إنما النسخ الإزالة حتى لا يجوز امتثاله أبدا. من هذا قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [المائدة: 105] كان ذلك في ابتداء الأمر فلما قوي الحال وجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. البرهان 2/ 42.
كيف ما كان فقد قيل أن نسخ الحكم دون التلاوة وقع في ثلاث وستين سورة وسنذكر أقسام السور التي دخلها ناسخ أو منسوخ أو كليهما وشروط النسخ والموازنة بين الناسخ والمنسوخ وما خرج عن حد النسخ ...
الاكثر قراءة في الناسخ والمنسوخ
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة