علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
المسلسل
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 375 ـ 381
2025-07-02
18
الفصل الثاني: في تقسيم السند.
وفيه ثلاثة أنواع:
* [المسلسل]:
النوع الأول: في المسلسل، وهو نعت للإسناد، هو عبارة عن تتابع إسناد الرجال وتواردهم فيه واحدا بعد واحد على صفة أو حالة واحدة.
* [أقسامه]:
وذلك إمّا أن يكون صفة للرواية والتحمّل، وإمّا أن يكون صفة للرواة، أو حالة لهم من أقوالهم وأفعالهم وغير ذلك.
* [أمثلته]:
مثال ما يكون صفة للرواية والتحمّل: ما يتسلسل بسمعت فلانًا، قال: سمعت فلانًا، إلى آخر الإسناد. ويتسلسل بحدّثنا إلى آخره، أو بأخبرنا، أو بأخبرنا والله فلان، وهكذا(1).
ومثال ما يرجع إلى صفات الرواة قولهم (2): "اللهمّ أعنّا على شكرك وذكرك" (3) المسلسل بقولهم: إنّي أحبك فقل. وحديث التشبيك باليد (4)، في أشباه ذلك.
ومن المسلسل اتّفاق أسماء الرواة، كجزء المحمّدين (5)، أو أنسابهم، أو بلدانهم بأنّهم كلّهم من قبيلة كذا أو من بلد كذا (6).
ومنه المسلسل بالفقهاء، فقيه، عن فقيه: كحديث "المتبايعان بالخيار" (7). قلت: ولي فيه رواية عمّن روى عن الحافظ زكي الدين عبد العظيم (8) بسنده عن إمام الحرمين، بسنده عن الشافعي الإمام، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، والله أعلم.
* [أفضله]:
وأفضله ما كان فيه دلالة على اتّصال السماع (9).
* [فوائده]:
ومن فضيلة التسلسل اشتماله على مزيد الضبط من الرواة (10).
* [ضعف التسلسل]:
وقلّ ما تسلم المسلسلات من ضعف في وصف التسلسل، لا في أصل المتن (11).
ومن المسلسل ما ينقطع سلسلته في وسط إسناده، وذلك كالمسلسل بأوّل حديث سمعته، على ما هو الصحيح في ذلك (12).
قلت: وقع لي حديث "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" (13) من طريق شيخي الحافظ قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة بهذه السلسلة.
وفي المسلسلات كثرة، ووقع لي أيضا حديث: "لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يرمن بالقدر خيره وشرّه، وحلوه ومرّه" (14) مسلسلا بقبض على لحيته، وقال: آمنت بالقدر خيره وشرّه، وحلوه ومرّه، من المبدأ إلى منتهاه من طريق الشيخ زكي الدين عبد العظيم الحافظ بسنده، عن الحاكم، بإسناده هكذا مسلسلاً باللفظ (15) المذكور إلى رسول الله - صلّى الله عليه [وآله] وسلّم -، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ذكر الحاكم في "المعرفة" (30) من أنواع المسلسل: أن يكون ألفاظ الأداء في جميع الرواة دالة على الاتصال وإن اختلفت أدوات التحمل. قلت: ويلحق بهذا - على ما في "الجواهر المكلّلة" للسخاوي - التسلسل بقول كلّ واحد من الرواة: "صُمّت أذناي إن لم أكن سمعته"، والذي درجت عليه كتب المسلسلات التفريق بين أدوات التحمّل، وهذا اصطلاح، ولا مشاحّة فيه، وانظر "المنهل الروي" (57).
(2) بعدها في الأصل: "ثنا" وعبارة "المقدّمة" (ص 275 - 276): "ومثال ما يرجع إلى صفات الرواة وأقوالهم ونحوها إسناد حديث: اللهمّ أعنّي…".
(3) أخرجه أحمد (5/ 244، 247)، والبخاري في "الأدب المفرد" (ص 239)، وعبد بن حميد في "مسنده" (ص 71)، وأبو داود (1522)، والنسائي (1303)، وابن خزيمة (751)، وابن حبان (5/ 364، 365) رقم (2020، 2021)، والحاكم في "المستدرك" (1/ 407) والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 99)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 241)، والتسلسل في بعض الرواة عند أحمد والنسائي، فقال ثلاثة رواة عند أحمد: "إنّي أحبّك فقل" وعند النسائي اثنان. وأخرجه بالتسلسل في جميع رواته: الحاكم (1/ 560 و 4/ 311) والبيهقي في "الشعب" (4/ 99 رقم 4410) والضياء المقدسي في "جزء فيه أحاديث وحكايات" (ق 3/ أ) و"خمسة أحاديث مسلسلات" (398 - ضمن "التنويه والتبيين") والثعالبي في "منتخب الأسانيد" (ق 27) والعلائي في "المسلسلات المختصرة المقدّمة أمام المجالس المبتكرة" (ص 24) والسخاوي في "الجواهر المكلّلة" (ق 64) والسيوطي في "جياد المسلسلات" (رقم 11) ومحمد عابد السندي في "حصر الشارد" (2/ 550) ومحمد عبد الباقي الأيّوبي في "المناهل السلسلة" (ص 24) وابن عقيلة في "الفوائد الجليلة) (76) وأبو الفيض الفاداني في "العجالة في الأحاديث المسلسلة" (ص 26 - 27) وقال السخاوي: "هذا حديث صحيح المتن والتسلسل".
(4) وهو حديث: "خلق الله التربة يوم السبت" أخرجه مسلم (2789) دون تسلسل، وأخرجه مسلسلا بالمشابكة: الحاكم في "المعرفة" (33 - 34) وابن الجوزي في "مسلسلاته" (ق 7) والسيوطي في "حسن التسليك في حكم التشبيك" (2/ 11 - 12/ ضمن "الحاوي") وفي "جياد المسلسلات" (123) وفي "تدريب الراوي" (2/ 396) والسخاوي في "الجواهر المكلّلة" (ق 80) - وقال: "المتن دون تسلسل صحيح" - وابن عقيلة في "الفوائد الجليّة" (ص 69) ومحمد بن جعفر الكتّاني في "المسلسلات" (51، 53) ومحمد بن عبد الباقي الأيّوبي في "المناهل السلسلة" (58 - 60) وأبو الفيض الفاداني في "المناهل السلسلة" (13 - 14).
(5) أخرج بالتسلسل بالمحمّدين حديث محمد بن عبد الله بن جحش رفعه: "غَطِّ فخذك فإنّها عورة" ابن حجر في "الإمتاع بالأربعين" (ص 240 - 241) والسخاوي في "الجواهر المكلّلة" (ق 53/ ب) والسيوطي في "الرياض الأنيقة في أسماء خير الخليقة" (ص 53) وفي "جياد المسلسلات" (202) وابن عقيلة في "الفوائد الجليلة" (ص 136 - 137)، ومحمد عبد الباقي الأيّوبي في "المناهل السلسلة" (227) وأبو الفيض الفاداني في "العجالة في الأحاديث المسلسلة" (ص 73 - 75) وقال ابن حجر: "هذا حديث عجيب التسلسل بالمحمّدين". وافتتح أبو موسى المديني (ت 581 هـ) كتابه "نزهة الحفّاظ" بأربعة أحاديث أخر كلّها مسلسلة بالمحمّدين.
(6) انظر أنواع المسلسلات في "المعرفة" (462)، "التقييد والإيضاح" (236 - 238)، "المسلسلات عند المحدّثين" (18).
(7) مضى تخريجه من غير التسلسل، وانظر الهامش الآتي.
(8) المنذري (ت 656 هـ)، وأسند الحديث في "جزئه المتبايعان بالخيار" (27) ومن طريقه الذهبي في "السير" (10/ 63 - 64) - وقال: "وهو مسلسل في طريقنا الأول بالفقهاء إلى منتهاه" - وعلم الدين البرزالي في "مشيخة ابن جماعة" (1/ 438) والسيوطي في "جياد المسلسلات" (81) وفي خاتمة "تدريب الراوي" (2/ 406 - 407) ومحمد بن عبد الباقي الأيوبي في "المناهل السلسلة" (ص 266 - 267) وأبو الفيض الفاداني في "العجالة" (ص 39 - 40).
(9) كالمسلسل بقول كلّ راوٍ (سمعت)، أو (أشهد بالله لسمعت)، أو "صُمَّت أذناي إن لم أكن سمعت" أو "أطعمني" أو "سقاني" أو "أوّل حديث سمعته منه"، وهكذا.
(10) ومن فوائده وأهميّته: الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم - في بعض الأقوال أو الأفعال، إن صحّ التسلسل إليه. انظر كتابي "البيان والإيضاح" (79).
ومن فوائده: معرفة مخرج الحديث، وتعيين ما لعلّه يقع من الرواة مهملاً، والترجيح إذا كان مسلسلاً بالفقهاء، فإنّ الترجيح يقع بخصوصهم على ما عارضه من ليس مشدّه متّصفًا بذلك، انظر: "فتح المغيث" (3/ 57)، "كتب المسلسلات عند المحدّثين" (ص 23).
(11) استشكل بعضهم أن يكون من فوائد المسلسلات اشتمالها على مزيد الضبط من الرواة؛ لأنّ زيادة الضبط تنافي الضعف، والضعف هو الغالب على هذه المسلسلات، فأجيب عنه بأنّ تلك الفضيلة بحسب الأصل، قال الشيخ المحدّث عبد الحفيظ الفاسي في "الآيات البيّنات في شرح وتخريج الأحاديث المسلسلات" (1/ 23): "وجدنا الكوراني والعياشي والفاسي وابن عقيلة وعابد وغيرهم قد أوصلوا بالإجازة كثيرا من المسلسلات في بعض المحلات التي لم يحصل فيها السماع، وقد قدمنا أن تتابع رجال الإسناد في المسلسل على صفة واحدة هو في الأصل والغالب؛ لأنّه قلّما تسلم المسلسلات من ضعف وخلل في وصف التسلسل كانقطاعه في آخر سند حديث الأوّليّة"، بواسطة "كتب المسلسلات عند المحدّثين" (23).
(12) قال الذهبي في "الميزان" (3/ 586) في ترجمة (أبي نصر محمد بن طاهر الوزيريّ الأديب المفسر) (ت 365 هـ): "روى الحديث المسلسل بالأوّليّة، فزاد تسلسله إلى منتهاه، فطعنوا فيه لذلك". قلت: والصحيح في تسلسله أنّه ينتهي بالراوي عن ابن عيينة فيه، وهو عبد الرحمن بن بشر العبدي. انظر كتابي "البيان والإيضاح" (79) وحديث المسلسل بالأوّليّة: "الراحمون يرحمهم الرحمن..." انظر تخريجه في الهامش الآتي، وراجع "المنهل الروي" (57).
(13) أخرجه بالتسلسل بالأوّليّة: وهو قول كلّ راوٍ بالقيد المذكور في الهامش السابق: "وهو أوّل حديث سمعته منه: الضياء المقدسي في "الأحاديث المسلسلات" (ق 2 - 3) والعلائي في "المسلسلات المختصرة" (ص 21) وابن قدامة في "صفة العلو" (ص 45) وابن المستوفي في "تاريخ إربل" (1/ 406) وعلم الدين البرزالي في "تخريج مشيخة بدر الدين ابن جماعة" (1/ 82) والذهبي في "السير" (17/ 656 - 657) و"معجم الشيوخ" (1/ 21 - 24) والسيوطي في "جياد المسلسلات" (ص 73 - 80) وابن ناصر الدين في "مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد منّ الله على المؤمنين} " (ص 22) والتجيبي في "مستفاد الرحلة" (ص 442) والعراقي في "الأربعين العشّاريّة" (ص 125) وابن حجر في "الإمتاع" (ص 62) والسخاوي في "الجواهر المكلّلة" (ق 34/ أ) وفي "البلدانيّات" (ص 47) وابن سالم البصريّ في "الإمداد" (ص 10) وابن عابدين في "عقود اللآلئ" (ص 74) وابن عقيلة في "الفوائد الجليلة" (ص 57) والفاسي في "الآيات البيّنات" (ص 5) ومحمد عبد الباقي الأيّوبي في "المناهل السلسلة" (4) والكتّاني في "المسلسلات" (ص 41 - 45)، و"فهرس الفهارس" (1/ 93) وعبد العزيز الغمّاري في "التحفة العزيزيّة في حديث الرحمة المسلسل بالأوّليّة" وأبو الفيض الفادانيّ في "العجالة" (9) و"ثبت الكزبري" (ص 32) و"أسانيد الكتب الحديثية السبعة" (ص 5) و"المقتطف من إتحاف الأكابر" (ص 166) و"النفحة السبعة" (166) ومحمد الأمير الكبير في "ثبته" (ص 173) في جماعة آخرين يطول تعدادهم، ويصعب حصرهم، وجمع طرقه جماعة.
(14) أخرجه مسلسلاً: الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 182) والخلعي في (التاسع) من (فوائده) والذهبيّ في "السير" (8/ 287) والعراقي في "التبصرة والتذكرة" (82) والسيوطي في "جياد المسلسلات" (ص 220) والسخاوي في "الجواهر المكلّلة" (ق 82) وابن عقيلة في "الفوائد الجليلة" (ص 184) ومحمد عبد الباقي الأيّوبيّ في "المناهل السلسلة" (180) والفاداني في "العجالة" (ص 96) وغيرهم. قال الذهبي على إثره: "وتسلسل إليّ هذا الكلام، وهو كلام صحيح، لكن الحديث واهٍ لمكان الرّقاشي". قلت: هو يزيد بن أبان متروك.
وفي هذا الحديث المسلسل اتّفقت أحوال الرواة الفعليّة والقوليّة، بقبض كلّ راوٍ منهم على لحيته، مع قوله: آمنت بالقدر… إلى آخره.
قال الشيخ عبّاس رضوان الحسني المدني (1293 - 1346) في "فتح البر بشرح بلوغ الوطر" (ص 48): "ولعّل الأخذ باللحية للإشارة إلى أنّ الأمر بيد الله تعالى، وإيحاء إلى التسليم والانقياد، ولذا يُقال في المثل: لحية فلان بيدي، أي: مغلوبي وتحت تصرّفي أتصرّف فيه كيف أشاء، ومنه قوله تعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}[هود: 56] " انتهى.
(15) في الأصل: "بلفظ".
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
