1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

أحاديث وروايات مختارة

الأحاديث القدسيّة

علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

الحديث والرجال والتراجم : علم الحديث : علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة) :

مناقب الحديث وأصحابه

المؤلف:  أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي

المصدر:  الكافي في علوم الحديث

الجزء والصفحة:  ص 109 ـ 113

2025-05-12

35

[المقدمة الأولى: في مناقب الحديث وأصحابه]

[تبيين السُّنَّة للكتاب]

اعلم أنّ الأحكام كما بُيِّنَت بكتاب الله تعالى بُيِّنَت بسُنَّةِ رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلّم -، ومصداقُ ذلك - بعد شهرته وانكشافه عند أهل الحقّ شهرة لا تغيب عن ذوي الأبصار، وانكشافًا لا يتقنَّع عند أولي الاعتبار - حديثُ المقدام بن معدي كَرْب، عن رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - أنّه قال: "ألا إنّي قد أوتيتُ الكتابَ ومثلَه معه، ألا إنِّي قد أوتيتُ القرآنَ ومثلَه، ألا يوشكُ رجلٌ شبعانَ على أريكَتهِ يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتّم فيه من حلالٍ فأحلُّوه، وما وجدتّم فيه من حرامٍ فحرِّموه، ألا وإنَّ ما حرّم رسولُ الله عليكم كما حَرَّم اللهُ، لا يحلّ لكم لحم الحمارِ الأهليِّ، ولا كلَّ ذي نابٍ من السِّباعِ، ولا لُقطةً من مالِ معاهدٍ، إلا أنْ يستغنيَ عنها صاحبُها" (1).

- والسُّنَّةُ في كثيرِ مِنَ المواضع مُبيِّنةٌ للكتاب، كقوله - صلى الله عليه [وآله] وسلم ـ : "صلّوا كما رأيتموني أصلِّي" (2)، وقوله: "خذوا عنّي مناسككم" (3)، وقوله: "لا، حتّى تذوقي عَسيلَته، ويَذوقَ عَسيلَتكِ" (4) حيث كانت بيانًا لقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 43]، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97]، وقوله تعالى: {فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} [البقرة: 230].

ونقل عن الأوزاعي، عن مكحول أنّه قال: "القرآنُ أحوجُ إلى السّنّة مِنَ السّنّة إلى القرآن" (5).

[القرآن محفوظ من تطرّق الطعن والتغيير بخلاف السُّنَّة]:

4 - ثُمَّ كتاب الله تعالى لمَّا كان مَحفُوظًا عن تطرُّقِ الطَّعْنِ والتغيير، متواتِرًا على تتابع الأنام، وتوالي الأيام، سقطت مؤنة حِفْظِهِ الموكول إلى الله تعالى عن العلماء(6).

[[مناقب الحديث وأصحابه]]

والسُّنَّة لمّا كادت أن يتطرَّقَ إليها طَعْنُ بعضِ الأبالسة، وتلبيس الملاحدة بوضْعِ الحديث، والكذِبِ على رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - قام بنصرها وتقويمها، وتسديدها وتصحيحها العلماءُ الجهابذةُ، والأمناءُ لجَحَاجِحَة (7)، وحفظوا على هذه الأمة دينَهم، وزادوا على إيمانهم بالغيب يقينَهم، فَمَنْ عَرَفَ للإسلام حَفه، وأوجبَ للرسول - صلى الله عليه [وآله] وسلم - حُرمَتَه، وآثر طريقتَه على كُلِّ طريق، ونظر فيها بتَحقيقِ وتدقيق، وعظّم من عظَمَ الله شأنه، وأعلى مكانه - لم يرتقِ بطعنه إلى حزب الرسول وأتباع الوحي، وأوعية الدين، وخَزَنةِ العلم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: 100]، كيف وهم أثبتوا السّنّة بإسنادهم كابرًا عن كابر، فنقلوا سيرَه وممشاه، ووصفوا ما كان عليه وشواهده، وجاؤوا بأقواله وأفعاله، وأحواله في سَفَره وحَضرِه، وظعنه وإقامته، ومنامه وَيَقظته، من إشارةٍ وتصريحٍ، وقِيامٍ وقُعودٍ، ومأْكلٍ ومَشربٍ، ومَلْبسٍ ومَركَبٍ، وما كان سبيل الرِّضى والسُّخط، والإنكار والقبول، حتّى القلامة من ظُفُره ما كان يصنع بها، والنُّخامة مِن فِيهِ كيف يلفظُها، وأين وضعها.

[[عناية المحدّثين بضبط الأحاديث رواية ودراية]]

ولولا عنايتُهم بضبط الأحاديث وأسانيدها مصروفة، وبإيداعهم خزانة خاطرهم محفوظةٌ، تارة بتحمُّل المشاقّ الشَّديدة بالحلِّ والارتحال إلى البلدان البعيدة، وتارة ببذْلِ الأنفس والأموال، وارتكاب المخاوف والأهوال، شُحْبُ الألوان، خُمْصُ البطونِ، نُحْلُ الأبدان، [ولولا حفظهم] (8) المتون؛ لكاد أن تنمحي رسوم الأحكام وآثارها، ويضمحل أثر الأخبار ومنارها، ويهيم الناسُ في أودية الضَّلالة، ويبيدوا في بَيْدَاء الجهالة، ويُتمسَّك بكلِّ حديث موضوع، ويُقْنَع عن مقدارِ كلِّ منصوصٍ ومرفوعٍ.

[[ثمرة جهود عناية المحدّثين بالحديث وبيان بركة ذلك]]

لكن الله تعالى جَلَّت حكمته إذ وفَّق لتحريك القَلَم فيها أعطَى القوس باريها، فأصبحت السُّنّةُ بسعيهم بارحة الأرجاء، مؤنَّقة الخضراء، كالرِّياض يانقة، وكالريحان شائقة، مستندة إلى معْدن النُّبوة ومشكاة الرسالة بالتواتر والآحاد، المحكم بسلسلة الإسناد.

لله تحت قباب العِزّ طَائِفةٌ … أخَفَاهُم في رِدَاءِ الفقر (9) إجْلَالا

هُم السّلاطين في أطمارِ مَسْكَنَةٍ … ما اسْتَعْبَدوا مِنْ مُلوكِ الأَرْضِ أَقْيَالا (10)

شُمٌّ مَعَاطِسُهُم غُبْرٌ مَلَابِسُهُم (11) … جَرُّوا على الفُلْكِ الدَّوَّارِ (12) أذْيَالا (13)

هذِي المكارمُ لا قَعْبَانَ من لبَنٍ … شِيبا بماءٍ فصارَا بَعْدُ أبوالا (14).

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه أبو داود (رقم 4604)، وأحمد (4/ 130 - 131)، والآجرِّي في "الشَّريعة" (ص 51)، وابن نصر المروزي في "السنة" (ص 116)، والبيهقي في "الدَّلائل" (6/ 549)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (1/ 89)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 7)، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 149 - 150)، والهروي في "ذم الكلام" (73) من طريق حريز بن عثمان عن عبد الله بن أبي عوف الجُرَشيّ عن المقدام بن معدي كرب مرفوعًا، وإسناده صحيح. وتابع حريزًا مروان بن رؤبة التَّغلبي؛ كما عند أبي داود (رقم 3804 - مختصرًا)، والدارقطني في "السنن" (4/ 287)، وابن حبان في "الصحيح" (رقم 97 - موارد)، وابن نصر في "السنة" (ص 116)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/ 89)، وابن رؤبة مقبول، وقد توبع.

وأخرجه الترمذي (رقم 2664)، وابن ماجه (رقم 12)، وأحمد (4/ 130 - 131)، والدارمي (1/ 144)، والدارقطني (4/ 286)، والبيهقي (7/ 76)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/ 88)، و"الكفاية" (8 - 9)، وابن عبد البر في "الجامع" (رقم 2343)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 245)، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص 3)، والهروي في "ذم الكلام" (ص 72) من طريق معاوية بن صالح عن الحسن بن جابر عن المقدام بن معدي كرب، وذكر لفظًا نحوه، والحسن بن جابر وثّقه ابن حبّان، وقال ابن حجر في "التقريب": "مقبول"، وفي الباب عن جماعة.

(2) أخرجه البخاري في "صحيحه، (631، 6008، 7246)، ومسلم في "صحيحه" (674) من حديث مالك بن الحويرث - رضي الله عنه -، وفيه قصّة، ولفظ مسلم مختصر، وليس فيه الشاهد.

(3) أخرجه مسلم في "صحيحه" (1297) وهو قطعة من حديث جابر - رضي الله عنه - الطويل في بيان حجّ النَّبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -.

(4) أخرجه البخاري في "صحيحه" (2639، 5260، 5265، 5317، 5792، 6084)، ومسلم في "صحيحه" (1433) من حديث عائشة في قصة امرأة رفاعة القرظي وطلاقها منه.

(5) أخرجه الدارمي في "السنن" (1/ 145) والمروزي في "السنة" (ص 28)، وابن بطة في "الإبانة" (رقم 88، 89) والهروي في "ذم الكلام" (ص 74، 75)، وابن شاهين في "السنة" (48)، والخطيب في "الكفاية" (47)، من طرق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير تارة وعن مكحول أخرى.

وأخرجه البيهقي - كما في "مفتاح الجنّة" (ص 199) - من قول الأوزاعي، وصحّحه ابن حجر في "الفتح" (13/ 291)، وهو في القسم الضائع من "المدخل إلى السنّة".

وقال ابن عبد البر في بيان معنى الأثر؛ في "جامع بيان العلم (2/ 1194): "يريد أنّها تقضي عليه وتبين المراد منه"، وانظر تعليقي على "الموافقات" (4/ 345).

(6) بخلاف الكتب السابقة، فإنَّهُ موكول حفظها بحفظ أصحابها لها، لقوله تعالى: {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ} فوكّل الحفظ إليهم، فجاز التبديل عليهم، وقال في القرآن: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فلم يجز التبديل عليهم، انظر "الموافقات" للشاطبي (2/ 92) وتعليقي عليه.

(7) جمع جَحْجاح وهو: السيد الكريم، والهاء فيه لتأكيد الجمع، وانظر: "النهاية" (1/ 682).

(8) بياض في الأصل، ولعلّ الصواب ما أثبتناه.

(9) رسمها في "الأصل" "العزّ" والصواب: "الفقر"، كما عند ابن حجّة الحمويّ في "خزانة الأدب" (2/ 459)، وابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة" (8/ 20).

(10) جمع (قَيل)، وهو المَلِك من ملوك حمير، وجمعه (أقْيال) و (قُيُول)، انظر "لسان العرب" (11 - 580) مادة (قيل).

(11) في "النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي (8/ 20)، "غبر ملابسهم شم معاطسهم".

(12) كذا في الأصل، وفي "النجوم الزاهرة": "فلك الخضراء".

(13) بعده في "النجوم الزاهرة":

"هذي المكارم لا ثوبان من عدن … خيطا قميصًا فصارا بعدُ أسمالا".

(14) نسبه ابن حجة الحموي في "خزانة الأدب" (2/ 459 - 460)، لعبد المؤمن الأصفهاني وهو صاحب كتاب "أطباق الذهب في المواعظ والخطب" وهو كتاب مطبوع مرتّب على مئة مقالة عارض بها "أطواق الزمخشري" و"شرح ألفاظه" يوسف النبهاني وطبع من المطبعة الأدبيّة - بيروت - 1309، وطبع بهامش "تحفة أهل الفكاهة في المنادمة والنزاهة" لمحمد أفندي سعد. انظر "معجم المطبوعات العربية" (2/ 1300 - 1301).

 

 

 

EN