الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
أسس الحياة البحرية
المؤلف:
أ.د. الهادي مصطفى، أ.د محمد علي الاعور
المصدر:
الجغرافيا البحرية
الجزء والصفحة:
ص 244 ـ 247
2025-05-11
47
تمثل النباتات والحيوانات الطافية أسس الحياة في البحار والمحيطات فمن المعروف أن النبات أساس جوهري للحياة فوق اليابس الأمر الذي ينطبق كليا على الحياة التي يزخر بها البحر والمحيط ذلك أن النبات وحده هو الذي يستطيع أن يصنع مادة الحياة لسكان البحر من المواد الغذائية الكيميائية المتوفرة فيه، إذ يقوم النبات بعمله هذا بمساعدة الضوء الذي يرد إليه من الإشعاع الشمسي الذي تتم بواسطته عملية ما يعرف بالتمثيل الضوئي أو التمثيل الكلوروفيلي التي تتم بها عملية تكوين مواد عضوية. وبهذا يمكن للكائنات الحية الحيوانية في البحر أن تعيش على النبات البحري، وعلى ما يقدمه لها من غذاء بطريق مباشر أو غير مباشر وتستطيع التكاثر بالتالي، وتعمر المحيط بأشكالها التي تتباين وتفوق الحصر. وبما أن الشمس هي مصدر الطاقة التي يتم تصنيع مادة الحياة بواسطتها من المواد الغذائية الكيميائية، فإن هذه العملية يتحتم أن تتم فقط في تلك المستويات، أو المناسيب التي يتم نفاذ أشعة الشمس إليها، وذلك حسب درجة صفاء المياه التي تتحدد بمقدار كمية المواد العالقة بتلك المياه.
وتستطيع النباتات الطافية Phytoplankton أن تنمو في مجال سمك مائي يحدده مدى اختراق (1%) من ضوء الشمس لمياه البحر، أما الأعشاب البحرية Sea Weeds فإن باستطاعتها النمو على أعماق أكثر بكثير، لأن ارتباطها بالنمو لا يحتاج إلى أكثر من (3 ، 0%) من مقدار الضوء على السطح، مما يمكنها من النمو على أعماق تزيد على مائة وخمسين متراً. وهكذا يتبين أن هناك شرطين لا بد منهما لنمو وازدهار الأعشاب البحرية، إذ لا بد من توفر حد معين من الضوء مع ضرورة تواجد المواد الغذائية اللازمة لإتمام عملية التمثيل الخضيري والفيتو بلانكتون نباتات مجهرية Microscopic photosynthesis))، تطفوا على السطح لأنها لا تملك قدرة الدفع الذاتي وعلى الرغم من صغر حجم هذه النباتات التي تخضع في حركتها لسير التيارات البحرية، إلا أنها تعتبر في الواقع أهم صور الحياة النباتية في المياه البحرية فتكاثر هذه النباتات الدقيقة يتوقف بجانب الكمية المناسبة من الضوء، على عاملي ملاءمة درجة الحرارة ووفرة المادة الغذائية الكيميائية. فكما تكون الحياة النباتية على اليابس أسرع نمواً في الجهات الحارة فإن نفس الفعل ينطبق على المناطق البحرية مع ضرورة التأكيد على وجوب حدوث امتزاج كاف الطبقات المياه السفلية الباردة مع تلك التي تسود على السطح حيث ترتفع حرارة المياه، إذ بدون هذا الامتزاح المستمر فإن الطبقات السطحية في المناطق الحارة تصبح في الواقع أقل غنى من تلك التي توجد في العروض الباردة، حيث عملية الامتزاج والخلط بين الطبقات المائية أكثر مما يوفر مادة غذائية متجددة لتلك النبات المجهرية الطافية.
أما فيما يخص توفر المادة الغذائية اللازمة لنمو النبات فإن ذلك يتم عن طريقتين إذ يلعب ما تحمله مياه الأنهار بما في ذلك من أملاح متعددة و مواد غذائية ذائبة أخرى، ومع ذلك فإن كمية الأملاح التي تحملها مياه الأنهار إلى المسطحات البحرية لا تكاد تذكر بالنسبة لمجموع الأملاح التي تضمها هذه المسطحات، حيث قدر أن نسبة ما يضاف من أملاح عن طريق الأنهار لا تزيد على جزء واحد فقط من ثلاثة ملايين كل عام مما يوضح أن العناصر الغذائية التي تصل البحار عن طريق الأنهار لا تعد ذات أثر بالنسبة للبحر ككل، وإن أثرت بشكل ملحوظ في المناطق البحرية القريبة من مصب الأنهار ذاتها.
أما المصدر الفعلي للمواد الغذائية في الطبقات السطحية فيتمثل فيما يعرف بإعادة الدورة، Recycling للعناصر الملحية المختلفة التي احتوتها أجسام الحيوانات والنباتات التي سبق وأن هبطت إلى الطبقات المائية السفلى، والتي يعاد رفعها بحكم امتزاج الطبقات المائية من جديد بفعل الحركة المستمرة للكتل المائية.
وعموماً فإن تكاثر مخلوقات الفيتوبلانكتون مرتبط بملاءمة ظروف الحياة المناسبة لها، والتي تتلخص في مجموعة من العوامل، منها الضوء والحرارة والملوحة والمصدر الدائم من المواد الغذائية. لذا فإن لتكاثر الفيتو بلانكتون أثر هام وكبير على مدى وفرة الأسماك التي أصبح صيدها يشكل إحدى الصناعات الكبرى للعديد من الدول.
أما فيما يخص الحيوانات الطافية أو البلانكتون الحيواني Zooplanktons، فهي مخلوقات صغيرة الحجم، تظهر وكأنها معدومة الإرادة، إذ تخضع في حركتها لاتجاه التيارات المائية وتعتمد اعتماداً كلياً على البلانكتون النباتي في غذائها ولذا فإن مدى وفرتها يرتبط أساساً بوفرة مادتها الغذائية. ولعل أهم هذه الحيوانات البحرية الدقيقة هي ما يعرف بالأسماك الهلامية والديدان (Worms) وبعض أنواع القشريات (Shellfish). ومما تجدر الإشارة إليه أن بعض مكونات البلانكتون الحيواني، إذا ما اجتازت مرحلة نموها الأولى أمكنها أن تعيش حياتها الخاصة، ولذا فإن اصطلاح البلانكتون الحيواني يعني في الواقع جميع ممثلي هذه العائلة الحيوانية في البحار سواءً أكانت تعتمد في غذائها على النباتات الطافية مباشرة أم على بعضها البعض، ولذا فإن البلانكتون يظهر في توزيعه نمطاً مشابهاً للفيتو بلانكتون حيث يزداد هذا النمط وضوحاً في مناطق المياه الساحلية داخل منطقة العروض العليا وبالذات في المناطق التي تنتظم فيها حركة امتزاج الكتل المائية .Upwelling. ومع ذلك فإن البلانكتون يختلف عن نظيره النباتي الذي يقتصر انتشاره على المناطق السطحية المعرضة لأشعة الشمس، إذ نجده ينتشر في جميع الأعماق، وإن ازداد تركيزه في تلك التي تقع بين السطح وعمق ألف متر. مع الإشارة إلى أن الكثير من تجمعات البلانكتون وجد أنها تقوم بجانب تحركاتها الأفقية، بنوع آخر من الانتقال أو الهجرة اليومية في الاتجاه العمودي نحو السطح ليلاً، ثم العودة لعدة مئات الأمتار في الاتجاه المضاد نهاراً، ومع أن السبب الحقيقي لهذه الهجرات الرأسية لا يعرف سببه حتى الآن رغم ما يقال عن ارتباطه بهروب وتجنب مصادر الضوء القوية. ومما لا شكل فيه أن تنوع الحياة والأحياء في البحر يعتمد اعتماداً أساسياً على وفرة البلانكتون وكثرة وجوده وكثافته ويعلم خبراء الصيد أن تحركات وهجرات كثير من الأسماك الهامة التي تصبح طعاماً للبشر، يمكن ربطها بطريق مباشر بمناطق توزيع البلانكتون ونوعه.