1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الفضائل

الاخلاص والتوكل

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة

الايمان واليقين والحب الالهي

التفكر والعلم والعمل

التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس

الحب والالفة والتاخي والمداراة

الحلم والرفق والعفو

الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن

الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل

الشجاعة و الغيرة

الشكر والصبر والفقر

الصدق

العفة والورع و التقوى

الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان

بر الوالدين وصلة الرحم

حسن الخلق و الكمال

السلام

العدل و المساواة

اداء الامانة

قضاء الحاجة

فضائل عامة

آداب

اداب النية وآثارها

آداب الصلاة

آداب الصوم و الزكاة و الصدقة

آداب الحج و العمرة و الزيارة

آداب العلم والعبادة

آداب الطعام والشراب

آداب الدعاء

اداب عامة

حقوق

الرذائل وعلاجاتها

الجهل و الذنوب والغفلة

الحسد والطمع والشره

البخل والحرص والخوف وطول الامل

الغيبة و النميمة والبهتان والسباب

الغضب و الحقد والعصبية والقسوة

العجب والتكبر والغرور

الكذب و الرياء واللسان

حب الدنيا والرئاسة والمال

العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين

سوء الخلق والظن

الظلم والبغي و الغدر

السخرية والمزاح والشماتة

رذائل عامة

علاج الرذائل

علاج البخل والحرص والغيبة والكذب

علاج التكبر والرياء وسوء الخلق

علاج العجب

علاج الغضب والحسد والشره

علاجات رذائل عامة

أخلاقيات عامة

أدعية وأذكار

صلوات و زيارات

قصص أخلاقية

قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)

قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم

قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)

قصص من حياة الصحابة والتابعين

قصص من حياة العلماء

قصص اخلاقية عامة

إضاءات أخلاقية

الأخلاق والأدعية والزيارات : آداب : اداب عامة :

آداب اللباس

المؤلف:  الشيخ عبد الله المامقاني

المصدر:  مرآة الكمال

الجزء والصفحة:  ج1/ ص71-89

2025-05-10

62

الذي هو بعد الولادة أول ما يحتاج إليه..

يعتبر في الثوب أن يكون حلالا ، ويستحب كونه طاهرا ، ويحرم للرجال لبس الحرير والذهب ، ويعتبر في لباس الصلاة أن يكون طاهرا[1] مباحا[2] غير نجس ولا مغصوب ، ولا من جلد الميتة[3] ولا من أجزاء غير المأكول لحمه[4]، عدى ما أستثني من الخز ونحوه[5] ، ويعتبر في لباس صلاة الرجل - مضافا إلى ما ذكر - أنّ لا يكون حريرا[6] ولا ذهبا[7] ويحرم لبسهما للرجال أيضا في غير الصلاة[8] كما ذكرنا ذلك كله مع فروعها في المناهج[9].

ويستحب التجمل من الحلال ، لما ورد من أنّ اللّه سبحانه جميل يحب الجمال والتجمّل ويبغض البؤس والتباؤس[10].

وأن اللّه إذا أنعم على عبده بنعمة أحّب أن يرى عليه أثرها[11] بان ينظّف

الحلبي وغيرهما ، لكن المسألة لا تخلو من مناقشة علمية فعليك بالمؤلفات المبسوطة كمنتهى المقاصد والجواهر .

ثوبه ، ويطيّب ريحه ، ويجصّص داره ، ويكنس أفنيته ، حتى أنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ، ويزيد الرزق[12]. وأن اللّه إذا أنعم على عبد[13] فظهرت عليه سمّي حبيب اللّه محدّث بنعمة اللّه ، وإذا أنعم اللّه على عبد بنعمة فلم تظهر عليه سمّي بغيض اللّه مكذّب بنعمة اللّه[14].

ويستحب تزيّن المسلم لأخيه المسلم ولأصحابه ولأهله ، كما يتزيّن للغريب الذي يحّب أن يراه على أحسن هيئة[15]. ويستحب أن يكون الانسان في أحسن زيّ قومه[16]، وأن يظهر الغنى بين الناس وإن لم يكن غنيا ، إلّا مع التهمة المنقصة له[17].

ويستحب لبس الثوب النقي النظيف فإنه يذهب الهمّ والحزن ويكبت العدو[18] ، ولا يكره لبس الثوب الفاخر الثمين ، بل يستحب إذا لم يؤدّ إلى الشهرة[19]. فيلزم تركه ، كما يلزم ترك لبس الخلق والخشن ونحوهما إذا أدى إلى الشهرة ، لما ورد من أنّ اللّه تعالى يبغض شهرة اللباس[20]. وأن من لبس ثوبا يشهّره كساه اللّه يوم القيامة ثوبا من النار[21]. وأنّ الشهرة خيرها وشرها في النار[22]. وقد كان يلبس الإمام الزكي ومن بعده صلوات اللّه عليهم ثيابا فاخرة ثمينة ، فقيل لهم في ذلك وأنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لم يكن يلبسها ، فأجابوا : بأن اللّه جلّ جلاله لم يحرم لباسا أحله ولا شرابا من حلال ، وإنما حرم الحرام قلّ أو كثر ، وقد قال اللّه عز وجل : قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ[23]، [24] وقوله جل شأنه : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ[25] ، وأن أمير المؤمنين عليه السّلام كان يلبس الخشن في زمان لا ينكر ، ولو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به[26] ، وأنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأمير المؤمنين عليه السّلام كانا في زمان مقفر مقصر جدب ، فأما إذا أقبلت الدنيا وأرخت فأحق الناس بها أبرارها لا فجارها ، ومؤمنوها لا منافقوها ، ومسلموها لا كفارها[27].

والذي يستفاد من مجموع الأخبار ، حسن تحسين الثياب ، وعدم حسن التزهد فيها لمن له عيال ، إلّا إذا كان رئيس الدين وإمام عدل ، ولذا إنّ عاصم بن زياد لمّا تزهد في اللباس ولامه أمير المؤمنين عليه السّلام على ذلك ، فقال له عاصم : يا أمير ؟ ! فعلى ما [ خ . ل : فلم ] اقتصرت في مطعمك على الجشوبة ، وفي ملبسك على الخشونة ؟ ! قال عليه السّلام : ويحك ! إنّ اللّه عزّ وجلّ فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس ، كي لا يتبغ[28] بالفقير فقره[29].

والمستفاد من جملة من الأخبار أن أحسن الثياب جنسا ووصفا أقربها إلى المتعارف بين المتدينين ، وأن خير لباس كل زمان لباس أخيار أهله[30].

نعم ورد عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أن من ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه تواضعا كساه اللّه تعالى حلة الكرامة[31].

ويستحب لمن أراد أن يتزهد لبس الثوب الحسن من خارج والخشن من داخل ، ويكره العكس[32]. ويتأكد لبس الخشن من داخل لمن وجد من نفسه الطغيان بلبس اللين ، وقد ورد أنّ الجسد إذا لبس الثوب اللين طغى ، وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال لأبي ذر : البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكه[33].

ويجوز اتخاذ ثياب كثيرة مختلفة يراوح بينها ، وليس ذلك اسرافا ، حتى سئل مولانا الصادق عليه السّلام عن ثلاثين ثوبا فقال : ليس ذلك من السرف ، إنما السرف أن تجعل ثوب صونك ثوب بذلتك[34] ، يعني تجعل الثوب الفاخر الذي تصون به ماء وجهك مكان الثوب الذي يلبس في البيت ويبتذل ، ولذا صار ابتذال ثوب الصون مكروها ، وسئل عليه السّلام عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بها ، أيكون مسرفا ؟ قال : لا ، لأن اللّه عز وجل يقول : لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ[35] ، [36] .

ويكره التعرّي من الثياب لغير ضرورة ليلا ونهارا للرجل والمرأة مع عدم وجود الناظر المحترم ، وإلّا حرم ما به يحصل كشف العورة ، وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال : إذا تعرّى أحدكم نظر إليه الشيطان فطمع فيه فاستتروا[37].

ويستحب لبس السراويل ونحوه ممّا يمنع انكشاف العورة سيما في الصلاة ، فقد روي أنّ ركعة بسراويل تعدل أربعا بغيره[38] ، وورد أن اللّه سبحانه أوحى إلى إبراهيم عليه السّلام أنّ الأرض تشتكي إليّ من عورتك ، فاجعل بينها وبين الأرض حجابا ، فصنع سراويل إلى ركبته فلبسه[39].

والأحوط لزوما الاجتناب من تشبه الرجل بالمرأة وبالعكس في اللباس وغيره[40] ، وكذا التشبه بأعداء اللّه تعالى وسلوك مسالكهم[41]. وعن الصادق عليه السّلام أن اللّه تعالى أوحى إلى نبي من أنبيائه : قلّ للمؤمنين لا تلبسوا ملابس أعدائي ، ولا تطعموا مطاعم أعدائي ، ولا تسلكوا مسالك أعدائي ، فتكونوا أعدائي[42]. ولعن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال[43]. ويروى أن خير شبابكم من تشبه بالكهول ، وشر كهولكم من تشبه بالشباب[44].

ويستحب اختيار البياض من بين الألوان ، فإنه أطيب وأطهر ، وهو بحث في التشبّه

التشبّه : هو تنزيل شخص نفسه بمنزلة شخص آخر وحكايته له بما يختصّ به ويميزه عن غيره في قول أو فعل أو لباس أو صوت أو حركة أو غيرها ، بحيث إذا شوهد يظن أنه المشبّه به ، ولا ريب في مرجوحية ذلك في كثير من الموارد ، اما الحكم بالحرمة مطلقا فهو مشكل لعدم قيام دليل فقهي واضح على حرمة مطلق التشبّه . نعم إذا أوجب ذلك ترويج الكفر أو شيوع الباطل والانحراف عن التعاليم المسلّمة الدينيّة أو أوجب تضعيف الاسلام كان حراما بلا ريب لكن بهذه العناوين الثانوية ، وما جاء من النهي من قوله عليه السّلام لا تلبسوا ملابس أعدائي . . إلى اخر الحديث وغيره فلحنه لا يدل على التحريم بل على المرجوحية ، وكذا الحكم في تشبه الرجال بالنساء أو بالعكس . فالحاصل ان استفادة حرمة مطلق التشبه من الروايات المشار إليها مشكل ، واللّه العالم .

خير الألوان[45] ، والقطن من بين الأجناس ، فإنه لباس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[46] ، والأئمة عليهم السّلام ، وكذا الكتان فإنه من لباس الأنبياء ، وهو ينبت اللحم[47].

ويكره لبس الثوب الرقيق[48] ، والأحمر المشبع الذي هو في نهاية الحمرة بل مطلق الأحمر إلّا للعرس[49] ، ولا يكره الأحمر الوردي ، بل لعله مستحب لمن لم يكن خلاف زيّه في عادة عصره ومصره ، للبس الباقر عليه السّلام له[50].

وكذا يكره المصبوغ بالزعفران ، ولا بأس بالمصبوغ بالعصفر[51]، وقد ورد عن أهل البيت عليهم السّلام : صبغنا البهرمان وصبغ بني أميّة الزعفران[52].

والبهرمان هو العصفر أو ضرب منه كما صرح به أهل اللغة[53]. ولا يكره لبس الأخضر[54] ، والأزرق[55] ، والأصفر[56] ، والعدسي[57] ، بل لا يبعد الاستحباب ، للبس الصادق عليه السّلام الأول والثالث ، والسجاد والرضا عليهما السّلام الثاني ، وباب الحوائج عليه السّلام الرابع على ما ورد . ويمكن الاستئناس لرجحان الأزرق من الثياب ، بقول الصادق عليه السّلام : السبح الزرق في أيدي شيعتنا مثل الخيوط الزرق في ألبسة بني إسرائيل ، إن اللّه عزّ وجلّ أوحى إلى موسى عليه السّلام أن مر بني إسرائيل أن يجعلوا في أربعة جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق ، ويذكرون به إله السماء .

ويكره لبس الأسود لأنّه لباس فرعون ولباس أهل النار ولباس العباسيين[58]. وأستثني من ذلك العمامة والخف والكساء مطلقا[59] ، والباقي حال التقية من الأعداء[60] ، والأظهر عندي استثناء لبسه في عزاء أهل البيت عليهم السّلام[61] ، بل ومطلق عزاء المؤمن احتراما له كما أوضحناه في رسالة وسيلة النجاة ، ولا يلحق بالعمامة القلنسوة ونحوها من ملابس الرأس[62].

ويكره لبس الصوف والشعر سيما في الصيف ، إلّا من علة برد ونحوه .

وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في وصيته لأبي ذر : يا أبا ذر ! يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم ، يرون أنّ لهم الفضل بذلك على غيرهم ، أولئك يلعنهم أهل السماوات والأرض[63].

ويستحب توسعة جيب القميص والثوب وهو طوقه ، وقد ورد أنه أمان من الجذام[64]. وتخفيف الرداء ، فإنه أقرب إلى طول العمر[65].

ويكره حل ازرار القباء والقميص ، لأنه من فعل قوم لوط[66] ، ويحتمل أن يكون المراد به اللبس محلول الازرار دائما المنافي للستر كما هي عادة العرب ، لا الحل في بعض الأوقات[67].

ويستحب تقصير الثياب ، فإنه أبقى للثوب وأنقى للقلب[68].

ويكره تجاوز ذيله الكعبين وكمّه أطراف أصابع اليدين ، وقد ورد أنّ ما جاوز الكعبين في النار[69] ، ولعله لإيراثه الكبر والخيلاء . وقد ورد أن من لبس ثوبا واختال فيه خسف اللّه به من شفير جهنم ، وكان قرين قارون ، لأنه أول من اختال فخسف اللّه به وبداره الأرض . وأن من أختال فقد نازع اللّه في جبروته[70] ، وأنه لا يجد ريح الجنة مرخي الإزار خيلاء[71] ، وأن أمير المؤمنين عليه السّلام كان إذا لبس القميص مدّ يده فإذا طلع عن أطراف أصابعه قطعه[72].

ويكره التوشح بالإزار فوق القميص ، لأنه من فعل الجبابرة[73] ، وزيّ الجاهلية . وكيفيته إدخال الإزار تحت اليد اليمنى وإلقاؤه على المنكب الأيسر .

وقيل : هو أخذ الطرف الذي ألقاه على المنكب الأيمن من تحت يده اليسرى ، وأخذ طرفه الذي ألقاه على الأيسر من تحت يده اليمنى ، ثم يعقدهما على صدره بالمخالفة بين طرفيه . وكذا يكره سدل الرداء لمن لبس الإزار فقط [74]، فأما إذا كان لابسا قميصا ونحوه فلا بأس به . وكذا يكره اشتمال الصماء والتحافه ، وهو أن يدخل رداءه تحت إبطه ، ثم يجعل طرفيه على منكب واحد[75].

ويكره القناع للرجل ليلا ونهارا ، لأنه ريبة بالليل ومذلة بالنهار[76].

وأحسن الأيام لقطع الثوب يوم الخميس ، فإنه يوم مبارك[77] ، وكذا الجمعة فإنه سيّد الأيام[78]. وورد النهي عن قطعها يوم السبت ، لأنّ صاحبه يكون مريضا[79]. ويوم الأحد ، لأنه يورث الغمّ والحزن[80]. ويوم الثلاثاء لأنه إما أن يحرق أو يغرق أو يسرق[81]. وأما الأربعاء فهو وإن كان يوما نحسا إلّا أنه ورد الاذن بالقطع فيه[82] ، كما ورد مدح القطع يوم الاثنين وأنه يكون مباركا[83]. ويستحب عند قطع ثوب جديد أن يقرأ سورة القدر ستا وثلاثين مرة ، فإذا بلغ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ أخرج شيئا من الماء ورش بعضه على الثوب رشا خفيفا ، ثم يلبسه ويصلي فيه ركعتين بالحمد وآية الكرسي والتوحيد والقدر ويدعو بقول : « الحمد للّه الذي رزقني ما أتجمّل به في الناس وأواري به عورتي وأصلي فيه لربي » ، ويكثر من قول : « لا حول ولا قوة إلّا باللّه »[84] ، فقد ورد أنّ من فعل ذلك لا يعصي اللّه فيه ، وله بكل سلك فيه ملك يقدس له ويستغفر له ويترحّم عليه ، ولم يزل يأكل في سعة حتى يبلى ذلك الثوب[85].

ويستحب الابتداء عند اللبّس باليمين ، فقد ورد أنّ الإمام باب الحوائج عليه السّلام كان يلبس ثيابه مما يلي يمينه ، وكان إذا لبس ثوبا جديدا دعا بقدح من ماء فقرأ فيه سورة القدر عشرا ، والتوحيد عشرا ، و : قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ عشرا ، ثم نضحه على ذلك الثوب ، ثم قال : من فعل هذا بثوبه قبل أن يلبسه لم يزل في رغد من العيش ما بقي منه سلك[86].

وعن الباقر عليه السّلام الأمر لمن لبس الجديد بقوله : « اللهم اجعله ثوب يمن وتقى وبركة ، اللهم ارزقني فيه حسن عبادتك ، وعملا بطاعتك ، وأداء شكر نعمتك . الحمد للّه الذي كساني ما أواري به عورتي ، وأتجمّل به في الناس »[87]. وورد أن من قال عند لبس الجديد : « الحمد للّه الذي كساني من اللباس ما أتجمّل به في الناس ، اللهم اجعلها ثياب بركة أسعى فيها لمرضاتك ، وأعمّر فيها مساجدك » غفر له[88].

وورد إمرار اليد على الثوب الجديد بعد لبسه عند قراءة الدعاء[89] ، وأنّ من قال عند لبس الجديد : « لا إله إلّا اللّه ، محمد رسول اللّه » أمن من الآفة[90]. وورد عند لبس الثوب الجديد قول : « اللهم ألبسني لباس الإيمان ، وزينّي بالتقوى ، اللهم أجعل جديده أبليه في طاعتك وطاعة رسولك ، وأبدلني بخلقه حلل الجنة ، ولا تبدلني بخلقه مقطعات النيران »[91].

ويأتّي في الخاتمة إن شاء اللّه تعالى كراهة خياطة الثوب على البدن ، وأنها من موجبات الفقر .

ويستحب لبس السراويل من قعود ، فإنّ من فعل ذلك وقي وجع الخاصرة[92]. ويكره من قيام ، ومستقبل القبلة ، وكذا مستقبل الانسان[93]. وقد ورد أن من لبسه من قيام لم تقض له حاجة ثلاثة أيام[94] ، وأنه يورث الجبن والماء الأصفر ، والغم والهم[95]. وروي استحباب الدعاء عند لبس السراويل بقول : « بسم اللّه اللهم استر عورتي، ولا تهتكني في عرصات القيامة، وأعف عنّي فرجي، ولا تخلع عنّي زينة الإيمان »[96].

وفي رواية أخرى بقول : « اللهم استر عورتي ، وآمن روعتي [ ولا تبد عورتي ] ، وعفّ فرجي ، ولا تجعل للشيطان في ذلك نصيبا و [ خ . ل لا سبيلا ] ، ولا إلى ذلك وصولا ، فيضع لي المكائد ويهيجّني لارتكاب محارمك »[97].

وورد استحباب لبس الثوب قبل السراويل ، لأنه من عمل الأنبياء[98].

ويستحب التسمية عند خلع الثياب ، لئلا يلبسها الجن[99] ، وطيها لأنه راحتها وأبقى لها[100]. ولأنها إذا كانت منشورة لبسها الشياطين بالليل[101].

ويكره مسح اليد والوجه بالذيل[102] ، والمسح بثوب من لم يكسه الماسح[103].

ويستحب التبّرع بكسوة المؤمن فقيرا كان أو غنيّا ، فإنّ من كسا فقيرا مسلما ثوبا من عري أو أعانه بشيء ممّا يقويه على معيشته وكلّ اللّه عزّ وجلّ به سبعين ألف ملك يستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور[104]. ومن كسا أخاه المؤمن شتاءا أو صيفا كان حّقا على اللّه تعالى أن يكسوه من ثياب الجنة واستبرقها ، وأن يهوّن عليه من سكرات الموت ، وأن يوسّع في قبره ، وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى[105]. ومن كسا مؤمنا ثوبا من غنى ، لم يزل في ستر من اللّه ما بقي من الثوب خرقة[106].

ويجب على القادر إكساء المؤمن عند ضرورته ، وقد روي أنّ من كان عنده فضل ثوب وقدر أن يخصّ به مؤمنا يحتاج إليه فلم يدفعه إليه أكبّه اللّه في النار على منخريه[107].


[1] لا ريب في اشتراط طهارة اللباس في الصلاة ساترا كان أو لا عدا ما لا تتم الصلاة به منفردا كالجورب ونحوه بالإجماع بقسميه ، وللنصوص الدالة على بطلان الصلاة في النجس وغيرها المتجاوزة حد التواتر ، فالحكم مسلم إلا في بعض الصور ، منها ما إذا لم يتستر به بل ألقاه على ظهره مثلا ، فراجع .

[2] لا خلاف في اشتراط صحة الصلاة بإباحة اللباس ، وقد ادعي عليه الاجماع ، من دون فرق بين الساتر وغيره ، واستدل على الحكم تارة بأن التصرف في الثوب المغصوب قبيح ، ولا تصح نية القربة فيما هو قبيح ، وأخرى بأنه مأمور برد المغصوب إلى مالكه ، ولبسه مضاد للتكليف ، فيكون منهيا عنه ، والنهي إذا تعلق بالعبادة بطلت ، وتارة بأن النهي عن الغصب نهي عن جميع الانتفاعات بالمغصوب ، فيكون الانتفاع به في حركات الصلاة منهيا عنه فيوجب فساد الصلاة . . إلى غير ذلك من الوجوه والأدلة ، ولكل من هذه الوجوه مناقشات لا تخلو بعضها من قوة ، والعمدة هو الاجماع وبعض الروايات . هذا ، وان شئت تفصيل الكلام فعليك بمراجعة منتهى المقاصد تأليف شيخنا آية اللّه الوالد قدس سره ، ومستمسك العروة تأليف سيدنا الأستاذ طاب ثراه في مبحث لباس المصلي .

[3] بلا خلاف ولا إشكال ، وقد استفاض فيه نقل الاجماع ، والنصوص متظافرة إن لم تكن متواترة ، من دون فرق بين المذكّى وغيره ، وحتى بناء على طهارة اجزائها بالدبغ ، أو عدم نجاستها أصلا كميتة السمك وكل ما ليس له نفس سائلة ، وتفصيل الكلام يرجع إلى مستمسك العروة في لباس المصلي .

[4] بلا خلاف ودعوى الاجماع عليه مكررة والنصوص مستفيضة أيضا إن لم تكن متواترة من دون فرق بين الحي والمذكّى ، ولا بين جلده وغيره ، فلا تصح الصلاة في جلد غير مأكول اللحم ولا في شعره وصوفه وريشه ووبره ، ولا في فضلاته ، سواء أكان ملبوسا أم مخلوطا به حتى الشعرة الواقعة على لباسه ، من دون فرق في الحكم بين كونه ذا نفس سائلة أو لا ، كالسمك المحرم أكله . هذا ، ولا يخفى ما في بعض الصور من المناقشة في شمول الأدلة لها ، وتفصيل الكلام في مبحث لباس المصلي من منتهى المقاصد .

[5] يستثنى من غير مأكول اللحم الخز الخالص غير المخلوط بوبر غير مأكول لحم آخر كالأرانب والثعالب ، وكذلك جلده والسنجاب ، اما الحكم في الوبر فإجماعي وبلا خلاف كما هو المتيقن من مورد النصوص ، وأما في جلد الخز فهو المشهور بين فقهائنا رضوان اللّه عليهم ، بل لم ينقل عن أحد القول بالمنع ، والذي يدل عليه هو خبر ابن أبي يعفور ، وموثق معمر بن خلاد ، وصحيح ابن الحجاج وغيره ، واما السنجاب فقد ادّعى أنه المشهور ، أو انه من دين الإمامية ، واستدل عليه ببعض النصوص كصحيح أبي علي الحسن بن راشد وصحيح

[6] وذلك لانّ لبس الحرير الخالص محرم على الرجال في كل حال إجماعا ، والنصوص الصحيحة تصرح بذلك سواء أكان ساترا أو غير ساتر ، لإطلاق الأدلة بتحريم لبس الحرير على الرجال ، ولشمول معقد الاجماع لهما ، وخصوص مكاتبتي محمد بن عبد الجبار وغيرهما ، والمسألة لا تخلو من نظر وتحقيق في بعض الصور الخفية .

[7] وذلك لأنّ لبس الذهب على الرجال محرم مطلقا ثوبا ساترا كان أم غير ساتر أم كان خاتما ، والحكم لا خلاف فيه في الجملة ، اما لبس الخاتم فعليه اجماع الطائفة والنصوص الصريحة التي لا نقاش فيها ، واما لبس غير الخاتم فهو المشهور بين الامامية ، ويدل على الحكم موثقة عمار وغيرها من دون تفصيل بين الساتر وغيره ، وهو الأقوى مع صدق اللبس ، وللكلام تفصيل ليس هذا محله .

[8] لإطلاق الأدلة الدالة على حرمة لبس الحرير والذهب على الرجال وعدم تقييدها بحال الصلاة .

[9] راجع مناهج المتقين : 52 - 57 .

[10] الكافي : 6 / 438 باب التجمل واظهار النعمة برقم 1 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام ان اللّه جميل يحب الجمال ، ويحبّ ان يرى اثر النعمة على عبده . و 440 باب التجمل واظهار النعمة برقم 14 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : انّ اللّه عزّ وجلّ يحب الجمال والتجمّل ويبغض البؤس والتباؤس .

[11] مستدرك وسائل الشيعة 1 / 207 باب 2 ، حديث 1 ، عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السّلام : ان عليا كان يقول : يستحب للرجل إذا أنعم اللّه عليه بنعمة أن يرى أثرها عليه في ملبسه ما لم يكن لباس شهرة .

[12] مستدرك وسائل الشيعة 1 / 244 باب 7 ، حديث 2 ، فقه الرضا عليه السّلام روى أنه : جصص الدار واكسح الأفنية ونظفها واسرج السراج قبل مغيب الشمس كل ذلك ينفي الفقر ويزيد في الرزق .

[13] خ ل : على عبده بنعمة .

[14] الكافي : 6 / 438 باب التجمل واظهار النعمة برقم 2 .

[15] الكافي : 6 / 439 باب التجمل واظهار النعمة برقم 10 بسنده عن أمير المؤمنين عليه السّلام : ليتزيّن أحدكم لأخيه المسلم كما يتزيّن للغريب الذي يحبّ ان يراه في أحسن الهيئة .

[16] الكافي : 6 / 440 باب التجمل واظهار النعمة برقم 15 بسنده عن بريد بن معاوية قال : قال أبو عبد اللّه عليه السّلام لعبيد بن زياد : اظهار النعمة احبّ إلى اللّه من صيانتها ، فإيّاك ان تتزيّن الّا بأحسن زيّ قومك ، قال : فما رئى عبيد الّا في أحسن زي قومه حتى مات .

[17] الكافي : 6 / 440 باب اظهار التجمل واظهار النعمة برقم 11 بسنده عن أبي بصير ، قال : بلغ أمير المؤمنين عليه السّلام انّ طلحة والزبير يقولان : ليس لعليّ عليه السّلام مال ، قال : فشق ذلك عليه ، فامر وكلاءه ان يجمعوا غلّته حتى إذا حال الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلّة مائة ألف درهم فنشرت بين يديه ، فأرسل إلى طلحة والزبير فأتياه ، فقال لهما : هذا المال واللّه ليس لأحد فيه شئ وكان عندهما مصدّقا ، قال : فخرجا من عنده وهما يقولان : انّ له لمالا .

[18] الكافي : 6 / 444 باب اللباس برقم 14 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام : النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة . وفي 441 باب اللباس برقم 1 بسنده عن سفيان بن السمط ، قال : سمعت أبا عبد اللّه يقول : الثوب النقي يكبت العدوّ .

[19] الكافي : 6 / 442 باب اللباس برقم 8 وفي الكافي : 5 / 65 كتاب المعيشة برقم 1 بسنده عن مسعدة بن صدقة ، قال : دخل سفيان الثوري على أبي عبد اللّه عليه السّلام فرأى عليه ثياب بيض كأنّها غرقى البيض ، فقال له : ان هذا اللباس ليس من لباسك ، فقال له : اسمع منّي وعما أقول لك فإنّه خير لك عاجلا واجلا ان أنت متّ على السنّة والحق ولم تمت على بدعة ، أخبرك انّ رسول اللّه [ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ] كان في زمان مقفر جدب ، فأمّا إذا أقبلت الدنيا فاحقّ أهلها بها ابرارها لا فجّارها ، ومؤمنوها لا منافقوها ، ومسلموها لا كفّارها ، فما أنكرت يا ثوري فو اللّه إنني لمع ما ترى ما أتى عليّ مذ عقلت صباح ولا مساء وللّه في مالي حقّ أمرني ان أضعه موضعا ألا وضعته .

[20] الكافي : 6 / 444 باب كراهيّة الشهرة برقم 1 .

[21] الكافي : 6 / 445 باب كراهيّة الشهرة برقم 4 .

[22] الكافي : 6 / 445 باب كراهيّة الشهرة برقم 3.

[23] الأعراف : 32 .

[24] الكافي : 6 / 453 باب لبس الحرير والديباج حديث 5 بسنده عن العباس بن هلال الشاميّ مولى أبي الحسن عليه السّلام عنه قال : قلت له : جعلت فداك ما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب ويلبس الخشن ويتخشّع ، فقال : اما علمت أن يوسف عليه السّلام نبيّ ابن نبيّ كان يلبس أقبية الديباج مزروة بالذهب ويجلس في مجلس آل فرعون يحكم فلم يحتج الناس إلى لباسه ، وانّما احتاجوا إلى قسطه ، وانّما يحتاج من الإمام في أن إذا قال صدق ، وإذا وعد انجز ، وإذا حكم عدل ، انّ اللّه لا يحرّم طعاما ولا شرابا من حلال ، وانّما حرّم الحرام قلّ أو كثر وقد قال اللّه عزّ وجلّ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ .

[25] الأعراف : 31 .

[26] الكافي : 6 / 444 باب اللباس برقم 15 بسنده عن حمّاد بن عثمان قال : كنت حاضرا عند أبي عبد اللّه عليه السّلام إذ قال له رجل : أصلحك اللّه ذكرت ان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام كان يلبس الخشن ، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ، ونرى عليك اللباس الجيّد ؟ قال : فقال له : ان علي بن أبي طالب عليه السّلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ولو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به ، فخير لباس كل زمان لباس أهله ، غير أن قائمنا إذا قام لبس لباس علي عليه السّلام وسار بسيرته .

[27] الكافي : 6 / 442 باب اللباس برقم 8 .

[28] خ ل : يتبيغ . وهو الصحيح .

[29] وسائل الشيعة 1 / 292 باب 72 : حديث 1 [ ط ج 3 / 419 ] عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام على عاصم بن زياد ، حين لبس العباء وترك الملأ وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين عليه السّلام : انه قد غم أهله وأحزن ولده بذلك ، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : عليّ بعاصم بن زياد ، فجيء به ، فلما رآه عبس في وجهه فقال له : أما استحييت من أهلك ؟ أما رحمت ولدك ؟ أترى اللّه أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها ؟ أنت أهون على اللّه من ذلك ، أوليس هو الذي يقول : وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ ؟ أوليس يقول : مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ إلى قوله يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ؟ فباللّه لابتذال نعم اللّه بالفعال أحبّ إليه من ابتذالها له بالمقال ، وقد قال اللّه عز وجل : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ . فقال عاصم : يا أمير المؤمنين : فعلى م اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفي ملبسك على الخشونة ؟ فقال : ويحك ، ان اللّه عز وجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره . فالقى عاصم العباء ولبس الملأ . الحديث ، يتبيغ أي يتهيج .

[30] وسائل الشيعة : 3 / 342 باب 2 برقم 2 بسنده عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول ( في حديث ) خير لباس كل زمان لباس أهله .

[31] وسائل الشيعة : 3 / 376 باب 29 حديث 5 عن أبي ذر عليه الرحمة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في وصيته له : يا أبا ذر من رقع ذيله وخصف نعله وعفر وجهه فقد برئ من الكبر ، يا أبا ذر من كان له قميصان فليلبس أحدهما ويلبس الآخر أخاه ، يا أبا ذر من ترك الجمال وهو يقدر عليه تواضعا للّه كساه اللّه حلة الكرامة ، يا أبا ذر البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكه .

[32] الكافي : 6 / 442 باب اللباس برقم 8 بسنده عن محمد بن علي رفعه قال : مرّ سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد اللّه عليه السّلام وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان ، فقال : واللّه لآتيّنه ولأوبخّنه ، فدنا منه فقال : يا بن رسول اللّه ، وأللّه ما لبس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مثل هذا اللباس ولا عليّ ولا أحد من آبائك ! فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : كان رسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في زمان قتر مقتر ، وكان يأخذ لقتره واقتاره ، وان الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها ، فأحقّ أهلها بها أبرارها ، ثم تلا : قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ فنحن أحقّ من أخذ منه ما أعطاه اللّه ، غير أنّى يا ثوري ما ترى عليّ من ثوب إنما لبسته للناس ، ثم اجتذب يد سفيان فجّرها إليه ، ثم رفع الثوب الأعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا ، فقال : هذا لبسته لنفسي غليظا وما رأيته للناس . ثم جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظ خشن وداخل ذلك ثوب لين ، فقال : لبست هذا الأعلى للناس ولبست هذا لنفسك تسرّها .

[33] وسائل الشيعة : 3 / 376 باب 29 برقم 5 .

[34] الكافي : 6 / 441 باب اللباس برقم 4 بسنده عن إسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : يكون للمؤمن عشرة أقمصة ؟ قال : نعم ، قلت : عشرون ؟ قال : نعم ، قلت : ثلاثون ؟ قال : نعم ، ليس هذا من السرف انما السرف ان تجعل ثوب صونك ثوب بذلتك .

[35] الطلاق : 7 .

[36] الكافي : 6 / 443 باب اللباس برقم 12 .

[37] التهذيب : 1 / 373 باب 18 ، برقم 1144 .

[38] الذكرى / 140 .

[39] وسائل الشيعة : 3 / 353 باب 11 برقم 1 .

[40] مكارم الأخلاق / 134 في تشبه الرجال بالنساء : عن أبي عبد اللّه ، عن ابائه عليهم السّلام قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يزجر الرجل يتشبّه بالنساء ، وينهى المرأة ان تتشبّه بالرجال في لباسها .

[41] وسائل الشيعة : 3 / 279 باب 19 برقم 8 .

[42] عيون أخبار الرضا عليه السّلام / 193 .

[43] مستدرك وسائل الشيعة 1 / 208 باب 9 برقم 1 .

[44] مكارم الأخلاق / 135 .

[45] الكافي : 6 / 445 باب لباس البياض والقطن برقم 1 و 2 .

[46] الكافي : 6 / 446 باب لباس البياض والقطن برقم 4 .

[47] الكافي : 6 / 449 باب الكتّان برقم 1 .

[48] الخصال : 2 / 623 حديث الأربعمائة وفيه ( عليكم بالصفيق من الثياب فانّه من رقّ ثوبه رقّ دينه ) .

[49] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 209 باب 13 برقم 1 و 4 .

[50] الكافي : 6 / 448 باب لبس المعصفر برقم 13 ، ومستدرك الوسائل : 1 / 209 باب 13 .

[51] العصفر : نبت يصبغ به ، منه ريفي ، ومنه برّي وكلاهما نبت بأرض العرب ، لسان العرب :4 / 581 .

[52] الكافي : 6 / 448 باب لبس المعصفر برقم 10 بسنده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام .

[53] راجع القاموس : 4 / 82 مادّة بهرم .

[54] مكارم الأخلاق / 120 .

[55] مكارم الأخلاق / 120 .

[56] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 206 باب 45 برقم 8 .

[57] الكافي : 6 / 448 باب لبس المعصفر برقم 12 .

[58] وسائل الشيعة : 3 / 278 باب 19 برقم 5 و 6 و 7 .

[59] الكافي : 6 / 449 باب لبس السواد برقم 1 .

[60] الكافي : 6 / 449 باب لبس السواد برقم 2 بسنده عن حذيفة بن منصور ، قال : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام بالحيرة فاتاه رسول أبي جعفر ( رسول أبي العباس خ ل ) الخلفية يدعوه فدعا بممطر أحد وجيه أسود والآخر أبيض فلبسه ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : أمّا انّي ألبسه وانا اعلم أنه لباس أهل النار .

[61] أقول : لبس السواد صار اليوم شعارا للحزن ، ورمزا لتعظيم المحزون عليه وحينئذ لا ينبغي الشكّ في رجحان لبس السواد في عزاء سيد شباب أهل الجنة عليه وعلى أهل بيته آلاف الصلاة والسّلام ، لأن تعظيمه واجب والبراءة من أعدائه فرض ، فالقول بالاستحباب بعد انطباق المورد على لزوم البراءة من أعداء أهل البيت عليهم السّلام لا محيص منه . واعلم انّ العلّة في الحكم بكراهة لبس السواد انما هي لكون لبس السواد كان شعارا لفرعون وبنى العباس ، والمتأمل يتضح له ان الكراهة لا معنى لها سوى ايجاب ذلك تأييدا لمن اختص الشعار به ، وبهذا الملاك لما صار لبس السواد لمصاب الحسين عليه السّلام شعارا كان الجزم برجحانه ، بل الحكم باستحبابه متعينا . واما لبس السواد في عزاء المؤمن قريبا كان أو غيره لما عدّ عرفا اعزازا للميت واحتراما له وكان احترام المؤمن حيّا وميّتا ممّا ندب إليه الشارع المقدس كان لبس السواد في مصابه راجحا ، وتركه إذا كان مما يوهن الميت المؤمن كان تركه محرما ، هذا كله دائر مدار تحقق العنوان ، فتفطن .

[62] التهذيب : 2 / 213 باب 11 برقم 836 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال قلت له : أصلّي في القلنسوة السوداء ؟ فقال : لا تصلّ فيها فإنها لباس أهل النّار.

[63] وسائل الشيعة : 3 / 362 باب 19 برقم 5 أقول : لعن أهل السماوات والأرض في الحديث ليس للبس الصوف ، بل لتفضيل أنفسهم على غيرهم في ذلك ، وهو من باب لعن المتكبرين ، فتفطّن .

[64] الكافي : 6 / 479 باب النوادر برقم 8 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : سعة الجربان ونبات الشعر في الانف أمان من الجذام ، ثم قال : اما سمعت قول الشاعر : ولا ترى قميصي الّا واسع الجيب واليد .

[65] وسائل الشيعة : 3 / 381 باب 32 برقم 5 .

[66] وسائل الشيعة : 3 / 286 باب 23 برقم 6 .

[67] أقول : يؤيد هذا الاحتمال ما روى في الفقيه : 1 / 174 برقم 123 باب 39 بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال : لا بأس بأن يصلي أحدكم في الثوب الواحد وازراره محلولة . إن دين محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم دين حنيف.

[68] الكافي : 6 / 457 باب تشمير الثياب برقم 6 بسنده نظر أمير المؤمنين عليه السّلام إلى فتى مرخ ازاره ، فقال: يا بنيّ ارفع ازارك فإنّه أبقى لثوبك وانقى لقلبك.

[69] وسائل الشيعة : 3 / 367 باب 23 برقم 5 .

[70] وسائل الشيعة : 3 / 368 باب 23 برقم 6 .

[71] اخر السرائر / 474 .

[72] الارشاد / 271 .

[73] وسائل الشيعة : 3 / 289 باب 24 برقم 10 .

[74] قرب الإسناد / 54 .

[75] التهذيب : 2 / 214 باب 11 برقم 841 .

[76] مكارم الأخلاق / 133 .

[77] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 22 باب 3 برقم 1 : قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: اللهم بارك لأمّتي في بكروها يوم سبتها وخميسها .

[78] مصباح المتهجّد / 382 بسنده عن الرضا عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ان يوم الجمعة سيد الايّام تضاعف فيه الحسنات ، وتمحى فيه السيّئات ، وترفع فيه الدرجات ، وتستجاب فيه الدعوات ، وتكشف فيه الكربات ، وتقضى فيه الحوائج العظام ، وهو يوم المزيد للّه فيه عتقاء وطلقاء من النار ، وما دعا فيه أحد من الناس وعرف حقّه وحرمته الّا كان حقّا على اللّه ان يجعله من عتقائه وطلقائه من النار ، فان مات في يومه أو ليلته مات شهيدا ، وبعث آمنا ، وما استخفّ أحد بحرمته ، وضيّع حقّه الّا كان حقّا على اللّه أن يصليه نار جهنّم الّا ان يتوب .

[79] أحسن التقويم ص 37 عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : من قطع الثوب يوم السبت يكون مريضا ما دام ذلك الثوب في بدنه ، إلّا أن يهبه لغيره .

[80] أحسن التقويم ص 37 عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : من قطع الثوب يوم الأحد أصابه الغم ولم يكن مباركا .

[81] أحسن التقويم ص 37 عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : من قطع الثوب يوم الثلاثاء يسرقه السارق أو يغرق أو يحرق ذلك الثوب .

[82] أحسن التقويم ص 37 عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : من قطع الثوب يوم الأربعاء يرزق ولم يبعث إلى مشقة ، ويكن في العيش والرخاء .

[83] أحسن التقويم ص 37 عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : من قطع الثوب يوم الاثنين يكون مباركا .

[84] الكافي : 6 / 459 باب القول عند لباس الجديد برقم 4 .

[85] الكافي : 6 / 459 باب القول عند لباس الجديد برقم 5 .

[86] عيون الأخبار / 175 .

[87] الكافي : 6 / 458 باب القول عند لباس الجديد برقم 1 .

[88] الكافي : 6 / 459 باب القول عند لباس الجديد برقم 2 .

[89] الكافي : 6 / 459 باب القول عند لباس الجديد برقم 3 .

[90] الكافي : 6 / 459 باب القول عند لباس الجديد برقم 6 .

[91] وسائل الشيعة : 3 / 374 باب 27 برقم 5 .

[92] الكافي : 6 / 479 باب النوادر برقم 7 .

[93] وسائل الشيعة : 3 / 416 باب 68 برقم 4 . مكارم الأخلاق / 115 في الدعاء قبل اللبس .

[94] السرائر / 470 .

[95] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 219 باب 34 برقم 1 .

[96] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 219 باب 34 برقم 1 .

[97] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 219 باب 34 برقم 2 .

[98] مكارم الأخلاق / 115 في الدعاء قبل اللبس .

[99] وسائل الشيعة : 3 / 415 باب 67 برقم 1 .

[100] الكافي : 6 / 478 باب النوادر برقم 3 .

[101] الكافي : 6 / 480 باب النوادر برقم 11 .

[102] الخصال : 1 / 225 اربع خصال يتولد منها الغمّ حديث 59 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : اغتمّ أمير المؤمنين عليه السّلام يوما فقال : من اين اتيت ، فما اعلم انّي جلست على عتبة باب ، ولا شققت بين غنم ، ولا لبست سراويلي من قيام ، ولا مسحت يدي ووجهي بذيلي .

[103] الكافي : 6 / 479 باب النوادر برقم 10 .

[104] الكافي : 2 / 204 باب من كسا مؤمنا برقم 2 .

[105] الكافي : 2 / 204 باب من كسا مؤمنا برقم 1 .

[106] الكافي : 2 / 205 باب من كسا مؤمنا برقم 5 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام انه كان يقول : من كسا مؤمنا ثوبا من عرى كساه اللّه من إستبرق الجنة ، ومن كسا مؤمنا ثوبا من غنى لم يزل في ستر من اللّه ما بقي من الثوب خرقة .

[107] المحاسن / 98 عقاب من اكتسى ومؤمن عاري برقم 63 بسنده : قال علي بن الحسين عليهما السّلام : من كان عنده فضل ثوب فعلم أنه بحضرته مؤمن يحتاج اليه فلم يدفعه اليه اكبّه اللّه على منخريه .

EN