الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مرض السكري والحمل
المؤلف:
أ. د. عصام بن حسن عويضة
المصدر:
الغذاء لعلاج السكري القرن21
الجزء والصفحة:
ص209ــ214
2025-03-09
44
يجب على المرأة الحامل المصابة بالسكري الاهتمام بطعامها وذلك للوقاية من مضاعفات مرض السكري على الحمل، وكذلك لحماية الجنين من التأثيرات السلبية لمرض السكري؛ لهذا فإنه يجب إجراء بعض التغييرات في وجبة المرأة الحامل المصابة بالسكر، وكذلك في المعالجة بالأنسولين Insulin Therapy.
يسبب الحمل حدوث تغيرات فسيولوجية في جسم المرأة، منها انخفاض حساسية الأنسولين (علاوة على التغيرات الهرمونية)، مما يغير من مستوى سكر الدم (الجلوكوز) واحتياجات الأنسولين. حيث إن هرمونات المبيض Ovarian وهرمونات المشيمة Placental Hormone المفرزة تقلل من حساسية الأنسولين لدى بعض النساء الحوامل، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة نسبة قليلة منهن (1ــ3%) بما يعرف باسم سكر الحمل Gestational Diabetes الذي يظهر في المدة الأخيرة من الحمل ويختفي بعد الولادة بحوالي 6 أسابيع. لهذا يجب على المرأة الحامل المصابة بالسكري أن تتحكم تماماً في مستوى سكر الدم، وذلك لحماية نفسها والجنين من مضاعفات ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر في الدم. وبشكل عام تقل احتياجات المرأة الحامل من الأنسولين خلال الثلاث شهور الأولى من الحمل بمعدل 20ــ30% بسبب قلة تناول الأكل وزيادة سحب (امتصاص الجنين والمشيمة للجلوكوز، في حين تزداد احتياجات المرأة الحامل المصابة بالسكري إلى الأنسولين بمعدل 60-100% فوق مستويات الحمل خلال الستة شهور الأخيرة من الحمل نتيجة إنتاج هرمونات المشيمة وانخفاض حساسية الأنسولين لأسباب أخرى. ثم تقل احتياجات المرأة للأنسولين بعد الولادة مباشرة نتيجة لإزالة المشيمة وخروج الطفل. بمعنى آخر تزداد احتياجات المرأة الحامل المصابة بمرض السكري إلى الأنسولين خلال الستة شهور الأخيرة من الحمل نتيجة لإفراز الهرمونات من المشيمة -Pla centa، وهي هرمون البروجيسترون Progesteron ولاكتوجين المشيمة Placental Lactogen والاستروجين Estrogen ولاكتون المشيمة Pla cental acon، وجميعها تعمل عوامل مضادة Antagonists للأنسولين. ويعد البروجيسترون هرموناً أنثوياً مهماً جداً خلال الدورة الشهرية والحمل، أما هرمون لاكتوجين المشيمة فإنه يعمل على تحسين إفراز الحليب، وتثبط نشاط الأنسولين في الأم.
إن احتمال حدوث ارتفاع في حموضة الدم Ketoacidosis يكون كبيراً خلال الشهور الستة الأخيرة من الحمل، وهذه الحالة Condition مضرة جداً للأم، علاوة على أنها يمكن أن تحدث تكسراً لدماغ Brain Damage الجنين لا يوصى باستخدام أدوية خفض السكر خلال الحمل؛ لأنها لا تستطيع التحكم في حالة انخفاض مستوى سكر الدم Hypoglycemia ، كما أن هذه الأدوية تعبر المشيمة إلى الجنين وقد تُحدث انخفاضاً في مستوى سكر الدم لمدة طويلة Prolonged Hypoglycemia واحتمال حدوث الوفاة. ويمكن توضيح احتياجات المرأة الحامل المصابة بمرض السكري للأنسولين كالتالي:
أ - تحتاج المرأة الحامل المصابة بمرض السكري المعتمد على الأنسولين (النوع الأول) من بداية الشهر الرابع من الحمل إلى زيادة جرعة الأنسولين. وربما تحتاج إلى تغير (المعالجة البارعة) Manipulation في الوجبة الغذائية، وذلك لتتلاءم مع التغيرات التي تحدث في مستوى سكر الدم ومستوى الأنسولين في الدم.
ب - تحتاج المرأة الحامل المصابة بمرض السكري إلى خفض جرعة الأنسولين خلال الثلاثة شهور الأولى من الحمل، وكذلك بعد الولادة مباشرة، وقد يؤدي ذلك أحياناً إلى انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم Hypoglycemia وبشكل عام فإن الحمل يجعل من الصعوبة تحكم مرضى السكري في احتياجات الأنسولين، كما أن الحمل قد يسبب للمرأة الحامل غير المصابة بمرض السكري عدم تحمل الجلوكوز Glucose-Intolerance المؤقت.
تتشابه احتياجات المرأة الحامل المصابة بمرض السكري من الحديد وحمض الفوليك مع تلك المقررة للمرأة الحامل غير المصابة بمرض السكري. تحتاج مريضة السكري إلى تغيير في وجبتها الغذائية الخاصة بمرض السكري Diabetic Diet أثناء فترة الحمل لكي تتلاءم مع الزيادة في احتياجات العناصر الغذائية بسبب الحمل. بمعنى آخر يجب تعديل الوجبة الغذائية للمرأة الحامل لتتواءم مع الزيادة في احتياجات البروتين والسعرات؛ لهذا يجب زيادة كمية البروتين في وجبة المرأة الحامل لإمدادها باحتياجاتها الزائدة من هذا العنصر. وتقدر احتياجات RDA المرأة غير الحامل للبروتين بحوالي 0,8 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم، وتزداد هذه الاحتياجات لتصل إلى 1,3 جرام بروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم من بداية الشهر الثاني للحمل سواء كانت المرأة مصابة بمرض السكري أو غير مصابة بمرض السكري. كما تحتاج المرأة الحامل من بداية الشهر الرابع من الحمل إلى تناول كمية إضافية من السعرات تقدر بحوالي 300 سعر في اليوم زيادة على ما تحتاجه في حالة عدم الحمل (تعادل 15% زيادة في السعرات اليومية). يتضح مما سبق أن مرض السكري لا يؤثر على احتياجات الشخص من السعرات. توصي جمعية مرضى السكري الأمريكية American Diabetes Association أن لا تقل كمية الكربوهيدرات المتناولة يومياً أثناء فترة الحمل عن 200 جرام، حيث إن الجنين-Fe tus يحتاج إلى ما لا يقل عن 50 جراماً جلوكوز يومياً.
والجدير بالذكر أنه يجب أن تحدث خلال فترة الحمل زيادة في الوزن مقدارها 11 كيلوجراماً لكل من المرأة المصابة بمرض السكري وغير المصابة بمرض السكري. ولكن في حالة مرض السكري قد تحدث زيادة مفرطة في وزن الجسم (أكثر من 11 كيلوجراماً)، وهذه الزيادة المفرطة في الوزن أثناء فترة الحمل يمكن أن تؤدي إلى صعوبة في الولادة وزيادة صعوبة التحكم في مرض السكري ومشاكل أخرى ذات صلة بالحمل.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم النساء اللاتي يُصبن بسكري الحمل قد يتعرضن إلى الإصابة بمرض السكري لاحقاً، وخلال فترات الحمل القادمة وبشكل عام تُوصى المرأة الحامل المصابة بمرض السكري عمل زيارات متكررة للطبيب المعالج لتتبع مستوى سكر الدم، وكذلك لتخطيط وجبات غذائية ملائمة لحالتها الصحية.
وبشكل عام هناك العديد من المضاعفات التي قد يتعرض لها مرضى السكري الحوامل، ومنها تسمم الحمل Toxemia of Pregnancy ، وحدوث الإجهاض Abortion المبكر، وتعسر الولادة Dystocia بسبب ضخامة الجنين وزيادة وزنه، وزيادة وفيات الأجنة، وإصابة الجنين بالتشوهات الخلقية واحتمال إصابة الطفل بعد الولادة بانخفاض ( هبوط) مستوى السكر في الدم أو صعوبة التنفس.
وهذه المضاعفات لمرضى السكري من الحوامل تحدث غالباً في حالة عدم سيطرة وتحكم الأم في مستوى سكر الدم قبل الحمل وأثناء الحمل؛ لهذا فمن الضروري جداً على المرأة المصابة بمرض السكري أن تسيطر على مستوى سكر الدم قبل حدوث الحمل بعدة أشهر، وكذلك أثناء فترة الحمل للوقاية من مضاعفات مرض السكري.