1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : الجغرافية الطبيعية : جغرافية التضاريس : الجيومورفولوجيا :

النحت بفعل الامواج

المؤلف:  د . هاشم محمد صالح

المصدر:  الجغرافيا الطبيعية

الجزء والصفحة:  ص 207 ـ 211

2025-03-09

52

أن العامل الرئيسي الذي يساعد على النحت البحري هوعامل الأمواج المتكسرة التي تدفعها الرياح صوب المناطق الساحلية. ولابد من عدة شروط لكي تتمكن الأمواج من القيام بعملها في النحت في المناطق الساحلية.

وفيما يلي أهم هذه الشروط :

(أ) درجة مقاومة صخور الساحل.

(ب) وجود المفاصل والشقوق في الصخر.

(ج) ثبات خط الساحل في موضعه لفترة طويلة.

(د) عمق مياه البحر بالقرب من الساحل.

(ه) اتجاه الأمواج فإذا كان الاتجاه عمودياً على الساحل كان أثره في تفكيك الصخور أعظم مما إذا كان الاتجاه مائلاً.

(و) كمية المواد الصخرية المفتتة التي تحملها الأمواج وأحجام هذه المواد.

وتبلغ عمليات النحت البحري اقصى حد لها إذا كانت الأمواج تحمل قدرا كبيرا من المواد الصخرية المفتتة على أننا نلاحظ كذلك أن اصطدام الأمواج بالسواحل يؤدي إلى نحتها وخصوصاً إذا كانت هذه السواحل تتألف من صخور كثيرة الشقوق والمفاصل. ويحدث اصطدام الأمواج بالسواحل ضغطاً كبيراً قدره "جونسون" على طول ساحل إسكتلندة بما يزيد على الستة آلاف رطل في القدم الرميع من الأرض. وعندما ترتطم مياه الأمواج بصخور السواحل، يؤدي هذا إلى انضغاط الهواء الذي يمل شقوق هذه الصخور ومفاصلها، انضغاطا فجائياً كما لو قد دفع على شكل إسفين في هذه الشقوق، وعندما تنحدر مياه الأمواج صوب البحر وتتراجع عن الساحل، يعود الهواء الذي تعرض للانضغاط في هذه المفاصل والشقوق إلى التمدد بصورة فجائية بقوة كبيرة تكاد تبلغ درجة الانفجار، مما يؤدي إلى تمزق الصخر وتفتته ، وبالإضافة إلى مياه الأمواج الصخور السواحل بهذه الوسيلة الميكانيكية، تستطيع مياه الأمواج أيضاً أن تنحت هذه الصخور بوسائل كيماوية، إذا كانت هذه الصخور من الأنواع التي تقبل الذوبان في الماء.

وترجع معظم عمليات النحت التي تقوم بها الأمواج في المناطق الساحلية إلى ما تحمله هذه الأمواج من مفتتات من الزلط والرمال والحصى تدفعها معها نحو السواحل، إذ تعد هذه المواد بمثابة القذائف التي توجهها الأمواج صوب صخور السواحل فتحطمها وتفتتها. ولهذا تصبح عملية النحت بفعل الأمواج عملية ضعيفة نسبياً. إذا ما خلت مياه هذه الأمواج من معاول الهدم التي تحملها.

وعلى هذا يمكن القول بأن عملية النحت بفعل الأمواج تمر في الواقع بالخطوات الآتية:

اولاً: تفتيت الصخور الساحلية بواسطة قوة اندفاع مياه الأمواج نحوها واصطدامها بها مما يؤدي إلى نحتها سواء بوسائل ميكانيكية أو كيماوية. فكان الخطوة الأولى إذن تتمثل في إنزاع المواد المفتتة من تكوينات الساحل ويضاف إلى هذه المواد ما تحمله مياه الأنهار وما يتساقط من الحوائط العالية من مواد صخرية مفتتة.

ثانياً: النحت بقوة ضغط الأمواج وما تحمله من مفتتات.

ثالثاً: زيادة تفتت المواد الصخرية التي تحملها الأمواج نتيجة احتكاكها ببعضها البعض، ثم نقلها مرة أخرى صوب البحر بواسطة التيار السفلي الذي يتحرك في الطبقات السفلى من المياه بعيداً عن السواحل ولا تؤثر الأمواج  في السواحل إلا عند ارتفاع معين ويتمثل الحد الأعلى العمليات النحت بفعل الأمواج في اخفض منسوب تبلغه مياه الأمواج في المنطقة الساحلية إذ ما دفعتها نحوها رياح شديدة. وقد اختلفت آراء الجيومورفولوجيين بصدد العمق الذي تبلغه عملية النحت بفعل الأمواج، فمن قائل بأن هو العمق الذي تستقرعنده الرواسب البحرية الدقيقة ثابتة دون أن تحركها الأمواج إلى قائل بأن هذا العمق يتفق مع ما يعرف بقاعدة الأمواج التي يتراوح عمقها دون مستوى سطح البحر ما بين 200، 600 قدم. ويرى "جونسون" أن فعل الأمواج كثيراً ما يمتد تحت سطح البحر إلى عمق يزيد على 600 قدم، حيث تستطيع الأمواج أن تثير الجزيئات الصخرية الناعمة المستقرة فوق قاع البحر، ولكنها تتمكن من النحت الإيجابي على اعماق قد تصل إلى حوالي 200 قدم تحت مستوى سطح البحر، ويرى نفر آخر من الجيولوجيين امثال شبرد " أن الحد الأدنى للنحت بفعل الأمواج لا يزيد عمقه 40 قدماً دون مستوى سطح البحر بأي حال من الأحوال، وقد وصل "شبرد" إلى على هذه النتيجة من دراسته لحركة الرمال في الأمواج اثناء العواصف البحرية.

القطاع الجنوبي للساحل يحسن بنا لكي نتصور المراحل التطورية التي يمر بها الساحل أن نفترض أن هذا الساحل كان يبدو في أول الأمر على شكل أرض متدرجة في انحدارها تنتهي إلى البحر، وتبدأ في هذه الحالة عملية النحت بفعل امواج في تلك الأرض المتدرجة فيتكون حائط أو جرف مرتفع يعلو بوضوح عن مستوى سطح البحر وتتغير تبعاً لذلك صورة الانحدار، أما المواد الصخرية التي تتخلف عن عملية نحت الفجوة، فتتراكم عند النهاية الهامشية لذلك الحائط بحيث تغمرها مياه البحر. وتمثل هذه المرحلة طور الشباب أو الطور الأول في حياة السواحل. ويمكن القول عموماً بان طاقة الأمواج على النحت في تلك المرحلة تصل إلى عنفوانها كما تعظم قدرتها على نقل المواد الصخرية المفتتة. ويتوالى اصطدام الأمواج بالحائط الصخري ونحتها لهذا الحائط تضعف قدرتها على النحت، وذلك لأن تجمع الرواسب عند قاعدة الحائط الصخري يؤدي إلى تقليل عمق المياه في المنطقة الساحلية فتقل إزاء هذا سرعة الأمواج وتقل بالتالي قدرتها على النحت، وتظهر الرواسب التي تتجمع عند أقدام الجرف الصخري على هيئة مدرج أو مصطبة بحرية، كما يتكون عند اقدام هذا الجرف الصخري مدرج آخر هو الذي نحتته الأمواج، ومعنى قلة مقدرة مياه الأمواج على النحت أن هذه المياه قد وصلت إلى درجة التعادل التي سبق شرحها عن الكلام عن القطاع الطولي للنهر. وإذا استمرت مياه الأمواج في نحت "مدرج الموج" بعد ذلك، فلابد أن يؤدي هذا إلى تقليل درجة انحداره وإلى ظهور القطاع الجانبي للساحل على صورة مقمر مما يدل على أن الساحل قد وصل في هذه الحالة إلى مقطع توازنه. وإذا ظهرت السواحل على هذا النحو، ففي هذا دليل على أنها قد بلغت طور نضجها. ومن الخصائص الأخرى التي تميز مرحلة النضج هذه تكون الرواسب التي تتألف منها الشواطئ، إذ يساعد تزايد المسافة بين الحائط الصخري وبين المياه البحرية العميقة، بالإضافة إلى قلة عمق مياه البحر في المنطقة الساحلية، على تراكم الرواسب فيها وبقائها على شكل "شاطئ يستمر لفترة مؤقتة قبل أن تجرف هذه الرواسب مرة أخرى صوب مياه البحر العميقة. وكثيراً ما يتزايد سمك الرواسب الشاطئية هذه في الفترات اليت يقل فيها نشاط الأمواج على النحت، كما أنه كثيراً ما تتعرض هذه الرواسب لأن تجرف في الأوقات التي تزداد فيها سرعة الرياح، ويزداد تبعاً لهذا نشاط الأمواج على النحت، كما أنه كثيراً ما تتعرض هذه الرواسب لن ترجف في الأوقات التي تزداد فيها سرعة الرياح ويزداد تبعاً لهذا نشاط الأمواج على الجرف والنحت.

على اننا يجب أن نلاحظ انه لكي يتحول القطاع الساحل إلى حالة التوازن التي ذكرناها يجب أن يظل مستوى البحر بالنسبة لليابس ثابتاً لفترة طويلة كما يشترط أيضاً أن ينعدم إلقاء المجاري المائية والجليدية لرواسبها في مياه البحر، وان يستمر هذا لفترة طويلة تكفي لحدوث ذلك التطور من مرحلة الشباب المرحلة النضج اما مرحلة الشيخوخة فيتحول فيها انحدار الحائط الراسي الذي تكون في طور الشباب من صورته الرأسية العمودية إلى حالة من التدرج واضحة تمام الوضوح وتتراكم الرواسب في هذه الحالة عند قاعدته على شكل مدرج بنته الأمواج وكونته.

هذه هي المراحل التطورية التي تمر بها السواحل الصخرية وهي مراحل نظرية إلى حد كبير يشترط لتحقيقها توافر شروط معينة كما يشترط أيضاً أن يتميز سطح البحر بثباته لفترة طويلة.

الصور الجيومورفية الناجمة عن عمليات النحت بفعل الأمواج مما لا شك فيه ان أثر الأمواج في تشكيل المناطق الساحلية الصخرية يختلف تماماً عن تأثيرها في المناطق الساحلية المنخفضة التي تغطيها مواد صخرية مفتتة إذ يقتصر تأثير الأمواج في الحالة الأخيرة على جرف المواد الصخرية المفتتة صوب البحر، مما يؤدي إلى ضحالة المنطقة البحرية المجاورة. أما في حالة الساحل الصخري ضحالة المنطقة المجاورة. أما في حالة الساحل الصخري فيعم أثر الأمواج كعامل من عوامل النحت ولذا تتميز هذه السواحل بظاهرات جيومورفية عديدة تتمثل في الجروف والأرصفة البحرية وغيرها.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي