كيف يحشر الناس
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج2، ص140-141
2025-01-28
818
قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام: 94]
{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى} عن أموالكم ، وأولادكم ، وأوثانكم .
{فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} : على الهيئة التي ولدتم عليها .
في الخرايج : عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قرأ على فاطمة بنت أسد هذه الآية ، فقالت : وما فرادى فقال : عراة ، فقالت : وا سوأتاه ، فسأل الله أن لا يبدي عورتها ، وأن يحشرها بأكفانها .
وفي معناها حديث في الكافي عن الصادق (عليه السلام) .
وعنه عليه السلام تنوقوا [1] في الأكفان فإنكم تبعثون بها .
وفي الاحتجاج : عنه (عليه السلام) أنه سئل عن الناس أيحشرون عراة قال : بل يحشرون في أكفانهم ، قيل : أنى لهم بالأكفان وقد بليت ؟ قال : إن الذي أحيى أبدانهم جدد أكفانهم ، قال : فمن مات بلا كفن ؟ قال : يستر الله عورته بما يشاء من عنده .
وتركتم ما خولناكم : ما ملكناكم به في الدنيا فشغلتم به عن الآخرة وراء ظهوركم : لم تحتملوا منه شيئا .
وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء أي شركاء الله في ربوبيتكم ، واستحقاق عبادتكم .
لقد تقطع بينكم : أي تقطع وصلكم وتشتت جمعكم - والبين - من الأضداد يستعمل للوصل والفصل ، وقرئ بالنصب على إضمار الفاعل أي ما بينكم .
وضل عنكم : ضاع وبطل ما كنتم تزعمون : القمي : عن الصادق عليه السلام نزلت هذه الآية في معاوية وبني أمية وشركاؤهم وأئمتهم . ( لقد تقطع بينكم ) : يعني المودة .
[1] في الحديث تنوقوا بأكفانكم فإنكم تبعثون بها أي اطلبوا أحسنها وجودتها من قولهم تنوق وتنيق في مطعمه وملبسه تجود وبالغ والاسم النيقة بالكسر.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة