المنة التي منَّ الله بها على موسى وهارون
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 6 ص275-276.
2025-01-17
943
المنة التي منَّ الله بها على موسى وهارون
قال تعالى : {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [الصافات: 114 - 122].
قال الشيخ الطبرسي : ... : {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ} أي : أنعمنا عليهما نعما ، قطعت عليهما كل أذية ، فمنها النبوة ، ومنها النجاة من آل فرعون ، ومنها سائر النعم الدينية والدنياوية .
{وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما بني إسرائيل مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ } من تسخير قوم فرعون إياهم ، واستعمالهم في الأعمال الشاقة . وقيل : من الغرق ، وَنَصَرْناهُمْ على فرعون وقومه . فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ القاهرين بعد أن كانوا مغلوبين مقهورين .
{وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ } يعني التوراة الداعي إلى نفسه بما فيه من البيان ، وكذلك كل كتب اللّه تعالى بهذه الصفة {وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ} أي : دللناهما على الطريق المؤدي إلى الحق ، الموصل إلى الجنة وَتَرَكْنا عَلَيْهِما الثناء الجميل فِي الْآخِرِينَ بأن قلنا {سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ} وقد مر القول في ذلك إِنَّا كَذلِكَ مثل ما فعلنا بهما {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} نفعل بالمطيعين ، نجزيهم ذلك على طاعاتهم . وفي هذا دلالة على أن ما ذكره اللّه كان على وجه الثواب لموسى وهارون ، ومن تقدم ذكره ، لأن لفظ الجزاء يفيد ذلك {إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} أي : من جملة عبادنا المصدقين بجميع ما أوجبه اللّه تعالى عليهم ، العاملين بذلك « 1 ».
_______________
( 1 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 327 - 328 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة