1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مقبلون على الزواج :

منع العروس من الألبان والخل والكزبرة والتفَّاح الحامض

المؤلف:  السيد علي عاشور العاملي

المصدر:  تربية الجنين في رحم أمه

الجزء والصفحة:  ص76ــ83

2024-11-09

212

في الوسائل رقم: 25556 - مُحمَّد بن علي بن الحسين بإسناده عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ في وصيَّة النَّبِيِّ الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) أنَّه قال: وامنع العروس في أسبوعك مـن الألبان والخل والكزبرة والتفَّاح الحامض من هذه الأربعة الأشياء.

فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله ولأيّ شيءٍ أمنعها من هذه الأشياء الأربعة. قال: لأنَّ الرَّحِمِ يعقمُ ويبرُدُ مِن هذه الأشياء الأربعة عن الولد ولحصيرٌ في ناحية البيت خيرٌ مِن امرأةٍ لا تلد.

فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله ما بال الخلّ تُمنع مِنهُ؟

قال: إذا حاضت على الخلّ لم تطهر أبداً بتمام والكزبرة تُثير الحيض في بطنها وتُشدّد عليها الولادة والتَّفَاحُ الحامِضُ يقطع حيضها فيصير داءً عليها(1).

الطعام الحرام وأثره

قال الإمام الصادق (عليه السلام): ((أكل الحرام يبين في الذرية))(2).

وقال الإمام الرضا (عليه السلام): ((أكل الحرام والنجس يسيء الخلق ويورث قسوة

القلب وقلة الرأفة والرحمة ولا يؤمن أن يقتل الولد أباه))(3).

شاهد تاریخي

قيل إن شريكاً بن عبد الله بن سنان بن أنس النُّخعي كان رجلاً مسلماً عابداً وزاهداً عاش في زمان المهدي العباسي، ولم يكن لشريك ارتباط به ولا ببلاطه لا من قريب ولا من بعيد، ودخل يوماً على المهدي، فقال له: لا بد أن تجيبني إلى خصلة من ثلاث خصال. قال: وما هنّ يا أمير المؤمنين؟

قال: إما أن تلي القضاء، أو تحدّث ولدي وتُعلّمهم أو تأكل عندي أكلة.

ففكر ساعة، ثمّ قال: الأكلة أخفّها على نفسي.

فأجلسه وتقدّم إلى الطباخ أن يصلح له ألواناً من المخّ المعقود بالشكر الطبرزد والعسل وغير ذلك.

فعمل ذلك، وقدّمه إليه، فأكل.

فلما فرغ من الأكل قال له الطباخ والله يا أمير المؤمنين ليس يفلح الشيخ بعد هذه الأكلة أبداً.

قال الفضل بن الربيع فحدّثهم والله شريك بعد ذلك، وعلم أولادهم وولي القضاء لهم(4).

وهكذا جرّت الأكلة الحرام إلى كلّ ما يدع المرء في جهنّم خاسئاً خاسراً، يقول الله في القرآن الكريم: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان: 43].

وتسلّم شريك منصبه الجديد، ويقوم المهدي بإعطائه مرتباً كبيراً علاوة على المنصب الكبير؛ وقبض يوماً راتبه وهو مائة ألف درهم، فرأى أحدهما مغشوشاً، فقال لصاحب بيت المال أبدل هذا الدرهم بدرهم صحيح، فغضب صاحب بيت المال وقال له: إنّك تقبض الكثير من الأموال فما المانع أن يكون لديك درهم مغشوش؟ قال شريك: أنا أقبض مائة ألف درهم ثمناً لديني، فلابد أن أقبض دراهمي كلها سالمة(5).

قيل: وهذه الحكاية تعلّمنا كيف أنّ طعام الحرام يعمل عمله في النفس وترينا كيف انحدر شريك إلى هذه الهوة من الانحطاط بتناوله الطعام الحرام.

وفي واقعة الطف جاء الحسين (عليه السلام) إلى أخته زينب وفي رأسه شج كبير، فتقول له: ألم تقل لهم بأنك ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

قال: بلى والله، ولكنهم ملأوا بطونهم من الحرام، فلا تأثير لقول الحق فيهم(6).

وفي حكاية عن البرامكة جاء فيها أن شخصاً قال: ابتليت بخسارة فـي أمـوالـي، وتدهورت أحوالي حتى إنّي لم أعد أستطيع العيش في الكوفة؛ فحملت أهلي وجئتُ إلى بغداد؛ فوضعت زوجتي وابني في خربة، وذهبت أبحث لهما عن طعام، فرأيت ناساً مشغولين بعرس ابن يحيى البرمكي وهم يتقاطرون إليه زرافاتٍ ووحداناً، فحشرتُ نفسي في الداخلين إلى قصر البرامكة، وجلست مع من جلس، وبدأ الرقص والغناء والاختلاط بين الذكور والإناث ونثرت الأموال على المطربين وأهل الفجور من بيت المال، ثم نادى المنادي أن العقد قد تمّ في الغرف العاليات وحان الوقت لإعطاء الهدايا.

ففي زماننا الحاضر وفي بعض الأعراس يبالغ الناس في إعطاء الهدايا بعد إتمام العقد خلافاً للمعمول به من تقديم الناس هداياهم للعروسين وفي عرس ابن يحيى وزّعت الهدايا بين الناس، فمنهم من نال بستاناً، ومنهم من نال داراً، ومنهم من أُعطي مالاً، وإذ وصل موزّع الجوائز إلي أعطاني صكاً بامتلاك بستان في الشام، لكنني لم أصدق ما حدث، فنودي علي في الغرف العاليات، ليؤكدوا لي ذلك.

رجعتُ إلى زوجتي وولدي وحملتهما، وذهبت إلى الشام لأمتلك البستان الكبير. وبعد مدة أصبحت من ذوي الثروات والأموال، وأخذ نجمي بالارتفاع في سماء الثروة والغني إلى حدٍّ عندما كنت أذهب إلى الحمام يغلق الحمام لحسابي فقط ويمنع

الآخرون من الدخول إليه إلى أن جارت ذنوب يحيى البرمكي عليه وعلى طائفته. وإليكم حكاية بعنوان شاهد على معاصي البرامكة التي جرتهم إلى النحس والبؤس والبلاء.

قال أحدهم: دخلت الحمام، وأوصيت صاحبه أن يأتيني بمن ينظف لي جسمي، فجاءني بغلام عليه آثار النعيم، فعجبت منه، وقلت لنفسي: كيف يكون هذا الشاب عاملاً في حمام عام؟

وإذ شرع ينظّف بدني سرح بي التذكر إلى أيام فقري وفاقتي وبدأت أتغنى بالأشعار التي قيلت في عرس ابن يحيى البرمكي؛ فأُغمي على الفتى، فناديت صاحب الحمام.

وقلت له: لقد أردت منك رجلاً يُعينني على النظافة، فجئتني بفتى يغشى عليه بين الفينة والأخرى. فقال صاحب الحمام لا يا سيدي إنّ هذا الفتى لم تطرأ عليه هذه الحالة إلا اليوم.

فالتفتُ إلى الفتى، وسألته: ما السبب في ذلك؟ فقال: اعفني يا سيدي من الإجابة.

وبعد الإصرار عليه قال لي: أنا الذي كنت أقرأ هذه الأشعار في عرس ابن يحيى

البرمكي، وأنا زوج ابنته وقد تدهورت بنا الحال إلى هذا العمل المضني!!

فتعجبت للأمر.

وأضاف الفتى لا تعجب من ذلك ودعني أروي لك أكثر منه، فبعد قتل جعفر البرمكي، واعتقال يحيى جاء الأمر بمصادرته على أمواله وأموال جميع البرامكة وقتل رجالهم وأخذ نسائهم.

ولم تمض خمسة أيام حتى أصبح البرامكة في خبر كان، وصار من نجا منهم إلى ما صرت أنا إليه، وقد وصل الأمر إلى أن غدت أم رئيس الوزراء لذلك الزمان خادماً في دار عبد الرحمن الهاشمي حيث قال: ذهبت إلى منزل والدتي في العيد، وإذا أنا بامرأة قديمة الثياب وعليها سمات العزّة، فطلبت أُمّي أن أُسلّم عليها مشيرةً إلى أنّها والدة جعفر البرمكي، فسلّمتُ عليها وسألت عن أحوالها.

فقالت: كنتُ في الأمس أعطي الأوامر لأربعمائة خادمة في بيتي وها أنذا الآن جئت

وأسأل والدتك أن تجود بجلد كبش لأتخذه فراشاً لي، لأنني فقدت كل شيء(7).

لقد وصل الأمر بالبرامكة إلى حدٍّ لا يطاق، فقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وفروا هنا وهناك، فمنهم من عمل خادماً إلى أن مات، ومنهم من وُجد ميتاً في خربةٍ من شدة الجوع ومنهم...

وشاهد كلامنا هو أن عرس يحيى البرمكي توقف عند ذاك الحد ولم يتعدّه، بينما عرس رسول الله (صلى الله عليه وآله) دام إلى يومنا هذا فها هم أبناؤه يصولون ويجولون في أرجاء الأرض(8).

تجسيد الأعمال على الأجنة

جاء في كتاب (قضاء علي عليه السلام) أن امرأة ولدت غلاماً أسود الوجه على الرغم من أن والديه كانا أبيضين، فادّعى الأب بأنّ الغلام ليس بغلامه وتقاضيا الى أمير المؤمنين علي، فحكم بالولد لأبيه، وقال: هل كان في الغرفة التي انعقدت فيها النطفة صورة سوداء؟

فقالا: نعم.

فقال الإمام (عليه السلام): ((لقد نظر أحد الضجيعين إلى الصورة حين انعقاد النطفة فخرج الغلام أسود))(9).

إن الالتفات إلى الصورة السوداء في أثناء انعقاد النطفة جعل وجه الغلام أسود. وهكذا الأمر ـ والعياذ الله - إذا تخيّل الرجل أنّه يجامع امرأةً غير امرأته حال انعقاد النطفة، أو دخل الوسواس في نفس المرأة في أثناء الانعقاد كان الشيطان شريكاً لها،

وهذا ما يُسمّى بمشاركة الشيطان.

فالحجاج بن يوسف الثقفي كان الشيطان شريكاً في نطفته بشهادة القرائن التاريخية لأُمّه التي كانت من ذوات الرايات، وقد عشقت شاباً جميلاً يُدعى نـذر بـن الحجاج أبعده عمر بن الخطاب من المدينة لإدراكه أن تلك المرأة العاشقة كانت دائمة التغنّي بشعر تغنّى به (نذراً).

إذا كانت مع زوجها يوسف الثقفي سرح خيالها إلى عشيقها بنذر تفكر به فانعقدت النطفة بمشاركته، وبمرور الأيام ولدت المرأة غلاماً سمته الحجاج تيمناً بـنذر بن الحجاج الذي كانت قد عشقته.

وهنا أنقل هذه الحكاية عن العلّامة المجلسي، وهو من علماء الإسلام الكبار والأجلاء وهو أحد المحدثين والعارفين، وكان له ولد - ويُلقب أيضاً بالمجلسي، وهو الذي كتب بحار الأنوار - يتبعه إلى المسجد كلّ يوم، واتفق أن دخل المسجد سقاء طرح قربته المملوءة بالماء في مكان قريب منه، فوثب إليها الصبي ابن المجلسي، فثقبها.

فتألّم السقاء كثيراً، وبحث عن الفاعل، وعندما علم به شكاه إلى العلّامة المجلسي الذي أسف كثيراً وأرضاه.

وعندما عاد الشيخ إلى منزله أخبر زوجته بالقصة، وقال لها: لقد كنتُ ملتزماً قبل انعقاد النطفة وبعدها فما الذي حدث لهذا الطفل ففعل فعلته تلك؟

فأجابت بأنها كانت السبب، ففي أيام وحامها ذهبت إلى جارة لها، وعند دخولها ساحة الدار رأت شجرة رمّان، فتصورت أنّ لها طعماً حــامـضـاً ـ والـحـامل تشتهي الطعام الحامض - فأخرجت إبرةً كانت في عباءتها، وغرزتها في إحدى الرمانات ومصت ماءها، فوجدته حلواً، فتركته.

وقد فعلت أُمّ المجلسي فعلتها تلك دون علم جارتها صاحبة الدار فأثرت في الجنين

ليظهر ذلك منه بعد سنواتٍ من وضعه.

يقال إن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أمر الجميع بالصيام، وطلب منهم أن يأتوه عند الإفطار ليجيزه لهم، فكان الناس يأتونه أفواجاً وجماعات، وكان بينهم شيخ قال له: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا صائم وليّ ابنتان صائمتان أيضاً، فهلا أجزتنا بالإفطار؟

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((اذهب أنت وافطر أمّا ابنتاك، فهما مفطرتان)).

فقال: يا رسول الله على علمي أنهما صائمتان.

فقال (صلى الله عليه وآله): ((اذهب وقل لهما بأن يستفرغا)).

فذهب الشيخ الكبير وقال لابنتيه ما قاله الرسول، فعاد وقال: إنهما لم تتناولا لحماً. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((لقد اغتابتا أحداً، ومَنْ يغتاب فكأنما يأكل لحم صاحبه المغتاب وهو ميت))(10).

ولذا نوصي هنا المرأة الحامل بأن تنتبه إلى لسانها وإلى حديثها ولا تجعل من جنينها لحماً ميتاً، فالامتناع عن الغيبة وعن أكل لحم الميتة الذي يُؤثر على الجنين، فإن حاله حال ذلك الغذاء الذي تأكله المرأة الحامل لتتقوى به. فالغذاء الجيد يقوّي الحامل ويساعدها على إنجاب طفل متكامل والغداء الروحي الملوّث يُؤثر على سلامة الجنين الروحية(11).

وقد اشتهر عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((السعيد مَنْ سعِد في بطن أمه والشقي مَنْ شُقي في بطن أُمّه))(12).

_________________________

(1) وسائل الشيعة ج: 20 ص: 250.

(2) الوسائل: 17/ 82.

(3) الكافي: 6/ 243 ح 1.

(4) انظر وفيات الأعيان: 465/2.

(5) سفينة البحار ج 1، ص 696، باب الشرك.

(6) انظر كتاب التربية للمظاهري: 69.

(7) مروج الذهب للمسعودي: ج 3، ص 383.

(8) عن كتاب آية الله المظاهري: 69 - 72.

(9) انظر قضاء على (عليه السلام).

(10) الحديث نقله المترجم بالمعنى من المصدر ولم أجده بهذه الألفاط.

(11) انظر كتاب تربية الطفل للشيخ المظاهري: 11 - 14.

(12) تفسير روح البيان: 1 / 104 ، كنز العمال : ح 490.