1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الصحية والبدنية والجنسية :

عتبة الدهن الشخصية

المؤلف:  البروفيسور روي تايلور

المصدر:  حياة بلا داء السكّري

الجزء والصفحة:  ص 103 ــ 106

2024-10-23

53

غالبا ما تترافق المواد الإخبارية حول السكّري من النوع الثاني بصور لأناس كبار الحجم جدا، ما يخلق انطباعًا بأن السكّري من النوع الثاني ناشئ عن البدانة. حتى الأطباء يصرحون أحيانًا بأن وباء السكّري من النوع الثاني هو نتيجة للبدانة. يقود هذا إلى الافتراض الشائع بأنه إذا كان أحدهم مصابًا بالسكّري من النوع الثاني، فلا بد أن يكون بديناً واللوم يقع عليه وحده.

ولكن الحقيقة هي أن الغالبية العظمى من الناس الثقيلي الوزن جدا لا يعانون من السكّري من النوع الثاني، والنصف فقط من كل الناس الذين يصابون بالحالة يكون مؤشر كتلة جسمهم في المدى الدال على البدانة، دعنا نتحقق من الواقع.

لماذا أصبت بالسكّري من النوع الثاني؟

رينيه لينيك هو الطبيب الفرنسي الشهير الذي اخترع السماعة الطبية. اعتاد أن يقول لتلامذته: استمعوا إلى مرضاكم. إنهم يعطونكم التشخيص، لم يكن يتكلم عن الاستماع إلى القلب أو الرئتين باستخدام اختراعه الجديد. كان يتكلم عن أهم مهارة للطبيب، الاستماع المطّلع. إن الاستماع إلى قصة مريض يخبرك لماذا التمس النصيحة الطبية يمكن أن يقود إلى فهم نوع المرض الذي سبب ظهور الأعراض. هذا هو أساس التشخيص السريري. إنها رسالة لا تزال صائبة حتى اليوم.

عندما نقلت الصحف والقنوات التلفزيونية نتائج دراستنا الأولى حول عكس الداء السكّري من النوع الثاني في العام 2011، أغرِقنا برسائل عبر البريد الإلكتروني من أشخاص يعانون من السكّري يخبروننا عن حالتهم، ومدّة معاناتهم من المرض، والمضاعفات التي اختبروها، وما إذا كان وضعهم مستقرا. أراد العديد من الناس أن يعلموا فقط كيف يمكنهم أن يتخلصوا من دائهم السكّري. ولكن كانت هناك أقلية لا بأس بها قالوا في رسائلهم أنهم لم يكونوا زائدي الوزن ولكنهم مع ذلك أصيبوا بالسكّري من النوع الثاني. هذه الظاهرة مألوفة للعديد من الأطباء، الذين اعتادوا أن يسألهم مرضاهم عن سبب هذه الحالة: "لماذا أصبت بهذه الحالة بينما كل أصدقائي أسمن مني ولا يعانون منها؟

في البداية، قد يبدو هذا متناقضا مع فرضية الدورة التوأمية. تبدأ تلك الفرضية بفكرة أن الأكل أكثر من حاجة الجسم على مدى فترة طويلة من الزمن هو أمر ضروري لنشوء الحالة.

بالنسبة لي، كنت قد أبصرت قبل ذلك بسنوات ما يحتمل أنه يجري في السكّري من النوع الثاني من مريض غير بدين مصاب بالمرض. دعنا نسمي هذا الشخص مارك. كان مارك مستاءً لأنه أصيب بالسكّري، وهو لم يكن بديناً - ولا حتى زائد الوزن - وقد جاء إلي ليرى إن كانت هناك أي طريقة للتخلص من مرضه. أجرينا بعض اختبارات الدم، التي أظهرت أن كبده لم يكن سليما كما يفترض أن يكون، الأمر الذي جذب انتباهي. كان كل هذا قبل تطوير فرضية الدورة التوأمية، ولكني كنت أعرف بالفعل أنه في السكّري من النوع الثاني، غالباً ما تكون نتيجة هذه الاختبارات تحديدا قريبة من الحد الأعلى للمعدل الطبيعي أو أعلى قليلا. وكنت أعرف أيضا، من بحثنا، أن هناك مستويات عالية للدهن في الكبد في السكّري من النوع الثاني وهو ما جعل الكبد يصنع الكثير جداً من الغلوكوز.

ولهذا فكرت أنه قد تكون هناك مشكلة بسبب المستويات العالية لدهن الكبد، وهذه المشكلة كانت تقود بدورها إلى السكّري من النوع الثاني. إذا كان هذا صحيحًا، فقد يكون لدينا خطة عمل ما المانع من اقتراح خسارة كبيرة في الوزن كطريقة ممكنة للتخلص من الدهن في كبد مارك وبالتالي تحسين التحكم في دائه السكّري أيضا قدمت هذه النصيحة غير التقليدية بدون ضمانات للنجاح. كانت مجرد طريقة ممكنة لاسترجاع الصحة، وقد وقت، في أحسن الأحوال، بالمعيار الذي وضعه أبقراط قبل زمن طويل جدا على الأقل لا ضرر منها. ولكن مارك كان مصرا على الرجوع إلى الحالة الطبيعية أو قريبا منها وقال إنه سيجرّبها.

وهكذا أنقص مارك ذو الوزن الطبيعي، وزنه. انخفض مؤشر كتلة جسمه من 24 إلى أقل من 20 بقليل، واختفى السكّري.

على نحو مثير للاهتمام، لم يكن غلوكوز الدم أول شيء في الصباح هو فقط الذي عاد إلى مستواه الطبيعي، بل أيضا مستوى غلوكوز الدم بعد ساعتين من ابتلاع شراب غلوكوز اختباري. من الواضح أن ثمة شيئًا آخر كان يجري بالإضافة إلى تغيرات الكبد المتوقعة. ويُرجح أن ذلك الشيء كان تغيراً في وظيفة البنكرياس. كان هذا الكشف مفاجئاً بعض الشيء.

هل أصبح مارك نحيلا بشكل غير سوي؟ على الإطلاق، بالنسبة له. في الواقع، أنقص مارك وزنه إلى ما كان عليه فقط في أوائل العشرينيات من عمره. يبدو أنه قد راكم دهنا أكثر مما يمكنه تخزينه بأمان، وقد كان عاجزا بكل تأكيد عن التعامل مع مقدار الدهن في كبده. أحدث هذا حالة لم يستطع جسمه أن يتدبرها. كان وزنه مرتفعا جدا بالنسبة له؛ رغم أنه لم يكن ملاحظا مقارنة بما كان طبيعيا لمعظم الناس. جعلتني الأحداث كلها أفكر بما كان طبيعيا لشخص ما، وكيف أن هذا لم يكن ممثلا بالمدى الطبيعي لكامل السكان.

وهكذا، توالت الأحداث حتى العام 2011، عندما نشرت النتائج الدراماتيكية لدراسة النقطة المعاكسة، من بين الرسائل التي وصلتنا عبر البريد الإلكتروني كان هناك عدد لا بأس به لأشخاص مصابين بالسكّري من النوع الثاني مع مؤشر طبيعي لكتلة الجسم. بسبب النتيجة الحسنة لمارك ونتائج دراسة النقطة المعاكسة، بدا من المنطقي أن نزودهم بالمعلومات التي تفيد بأن خسارة الوزن في مثل هذه الظروف يمكن أن تخلصهم من السكّري من النوع الثاني عند الإجابة على الأسئلة الطبية عبر البريد الإلكتروني، بإمكان الطبيب أن يقدم معلومات فقط وليس نصيحة طبية شخصية من الضروري عدم التدخل بين الشخص وطبيبه. ولهذا فقد اقتصرنا على تزويد الناس بهذه المعلومة ونصحناهم بأن يناقشوها مع طبيبهم أو ممرضهم الخاص.

يمكنك أن تخمن ما حدث بعد ذلك. بدأنا نتلقى رسائل عبر البريد الإلكتروني تخبر عن العودة إلى مستويات طبيعية لغلوكوز الدم من هذه المجموعة من الناس ذوي الوزن الطبيعي. اتبع العديد منهم التوصية بمناقشة خطة خسارة الوزن مع طبيبهم أو ممرضهم؛ وقوبلوا بالرفض. أخبروا بعبارات لا لبس فيها أنه من غير الصحي إنقاص الوزن عندما يكون مؤشر كتلة الجسم ضمن المدى الطبيعي. ولكن في معظم هؤلاء الناس كانت الرغبة في التخلص من السكّري من النوع الثاني قوية جدا بحيث أنهم تجاهلوا هذه النصيحة الصادرة عن حسن نية. كان أحدهم صحفيا، وكتب عن تجربته في مجلة غارديان، وقد ساعدت مقالته عددًا كبيرا من الناس.

في العديد من مجالات الحياة بالإضافة إلى الطب، توضع الحدود لما هو (طبيعي). ولكن في أحيان كثيرة خلال مسيرتي المهنية العلمية، وجدت أن هذه الحدود يمكن أن تكون مقيدة جدا. ليس هناك فعليا مقاس واحد يناسب الجميع. ربما نحتاج كمجتمع إلى نفض أغلال الصواب السياسي يعرف مؤشر الجسم (الطبيعي) بأنه أقل من 25. ولكن أنظر فقط إلى البشر حولك في الشارع. تجدهم من جميع الأشكال والأحجام. ماذا لو أن أولئك الذين لا يبدون مكتنزين خارجيا لديهم الكثير جدا من الدهن داخليا؟ بالنسبة لي، عندما التقيت مارك لأوّل مرة قبل سنوات، لم تكن هذه الفكرة جديدة تم وصفها سابقا بأسماء متعددة، بما فيها TOFI اللفظة الأوائلية لما ترجمته بالعربية (نحيل خارجيا، سمين داخليا). ولكن الآن، بفضل مارك والعديد ممن راسلنا، عرفت أننا كنا في طريقنا للتوصل إلى شيء: لعل الناس الذين لم يكونوا زائدي الوزن ولكنهم أصيبوا بالسكّري من النوع الثاني كانوا أنحف عندما كانوا في العشرينيّات من عمرهم، وكان وزنهم الزائد (غير مرئي).

كيف يمكن جمع كل هذه المفاهيم في بضع كلمات؟ كل واحد منا هو فرد. هذه حقيقة. هل من الممكن أن يكون لكل شخص مستوى تحمل فردي لتراكم الدهن في الجسم؟ وُلِد مفهوم عتبة الدهن الشخصية.