x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
البقاء حيّاً طوال الليل
المؤلف: البروفيسور روي تايلور
المصدر: حياة بلا داء السكّري
الجزء والصفحة: ص 48 ــ 49
2024-09-26
136
هناك عضو واحد يستمر في تطلب المقدار نفسه من الطاقة خلال كامل ساعات اليوم الأربع والعشرين. هذا العضو هو الدماغ في الليل والنهار، يحتاج دماغك إلى مقدار منتظم وكبير من الطاقة. وهو يستخدم وقودًا واحدا فقط - الغلوكوز - وسواء أكان مشغولا بوعي أم لا، يستخدم المقدار نفسه. قد تكون هذه أخبار مخيبة للآمال إذا كنت في هذه اللحظة متعبا بعد يوم طويل من اتخاذ القرارات والتخطيط. ولكن الحقيقة هي أن دماغك لن يكون قد استخدم طاقة مستمدة من الطعام أكثر مما لو كنت مستغرقا في أحلام اليقظة.
أحد الأشياء العجيبة بشأن البشر هو أننا نمتلك أدمغة ضخمة مقارنة بالحيوانات. ربما تتساءل كيف يحصل الدماغ على ما يكفيه من الوقود بين الوجبات، وخصوصا طوال الليل. هل يعتمد فعلا على الغلوكوز من الوجبة الأخيرة؟ بالتأكيد لا باعتبار أن مستويات غلوكوز الدم تعود إلى خط الأساس بعد بضع ساعات فقط من تناول الطعام وتبقى مستقرة خلال ساعات النوم الطويلة. ولهذا لا بد أن الغلوكوز يأتي من مكان آخر.
لحسن الحظ ثمة عضو مختلف له وظيفة خاصة جدا هي الإبقاء على إمداد الغلوكوز ثابتا. هذا العضو هو الكبد، يبقي الكبد الدماغ مزوداً بالغلوكوز ليس فقط بين الوجبات بل طوال الليل أيضا يصنع الكبد الغلوكوز كل دقيقة، والواقع أن معظم الغلوكوز في الدم يأتي مباشرة من الكبد وليس من الطعام.
من أجل إبقاء الدماغ مزودا بطاقة الغلوكوز التي لا يستغني عنها، يصنع الكبد الغلوكوز بالمعدل المطلوب بالضبط، وتبقى مستويات غلوكوز الدم ثابتة.
بما أن مستوى الغلوكوز في الدم هو نفسه في حالتي النوم واليقظة، فقد يبدو كما لو أن شيئًا لم يحدث. ولكن الواقع هو أن غلوكوز الدم يكون قد استبدل بالكامل كل 90 دقيقة. عندما يؤخذ الغلوكوز ويستخدم من قبل الدماغ، يحل محله غلوكوز جديد من الكبد. الأمر أشبه بنهر سريع التدفق، حيث المياه تتحرك باستمرار ولكن المستوى يبقى ثابتا.
خلال أي فترة بدون طعام، ينتج الكبد مقدارًا ثابتا وصغيرًا من الغلوكوز لكل كيلوغرام من وزن الجسم. إذا، على سبيل المثال، بالنسبة لرجل يزن 75 كلغ، سينتج كبده نحو سدس غرام كل دقيقة. في غضون ساعة، يصل المجموع إلى نحو 10 غرامات من الغلوكوز (ملء ملعقتين صغيرتين). خلال ساعات نومك الثماني، يُضاف ثمانية أضعاف هذا المقدار، أو نحو 80 غ (ملء 16 ملعقة صغيرة)، إلى دمك. هذا مقدار كبير من الغلوكوز ينتجه كبدك عندما يكون جسمك خاملا نسبيا. من أجل الحصول على نفس هذا المقدار من الغلوكوز من الكربوهيدرات، ستحتاج إلى تناول أربع شرائح سميكة من الخبز.
عندما استيقظت هذا الصباح، كل جزيئات الغلوكوز في دمك كان قد تم صنعها طوال الليل من قبلك، ولهذا كانت حقا أحلاما حلوة. الدماغ يتطلب، والكبد يزود. يمكن لجميع الأنسجة الأخرى أن تعتمد على الدهن من أجل الطاقة.
فعل التوازن هذا يبدو بسيطا نوعا ما يضع الكبد السكر في الدم لينقله إلى الدماغ والدماغ يستخدمه ليبقى حيا. ولكن حلقة الوصل بين الاستخدام والاستبدال دقيقة، ومخفية.