x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
تربات الأقاليم الرطبة
المؤلف: د. عبد العزيز طريح شرف
المصدر: الجغرافيا المناخية والنباتية
الجزء والصفحة: ص 536ـ 539
2024-09-24
157
تشترك تربات هذه الأقاليم في أنها خالية تقريبا من المواد الجيرية ، ولكنها غنية من ناحية أخرى ببعض المواد المعدنية ، خصوصا أكاسيد الحديد والألومينيوم ، ولذلك فان هذه التربات تشتهر في مجموعها باسم البيد الفرز Pedalfers وتعتبر مناطق الغابات من أهم المناطق التي تتكون فيها هذه التربات ، وهي في غالب الأحيان ذات حموضة مرتفعة وعلى درجة منخفضة نسبيا من الخصوبة . خصوصا وأن كثرة الأمطار لاتؤدى إلى تصفيتها من الجير فحسب بل إلى تصفيتها كذلك من أملاح البوطاس والفوسفات ومركبات النترات ، وكلها مواد لازمة للإنتاج الزراعى ، ولكن على الرغم من أن هذه التربات تشترك فى مثل هذه الصفات العامة فان هناك اختلافا بين بعضها و بعض على حسب العوامل المحلية التي تتدخل في تكوينها خصوصا ما يتعلق منها بدرجة الحرارة ، فالتربة التي تتكون فى الأقاليم الرطبة الحارة أو الدافئة تكون مختلفة من نواح جوهرية عن التربة التي تتكون في المناطق الرطبة الباردة .
ففى الأقاليم الحارة تساعد أكثرة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة على سرعة التفاعلات الكيميائية وعلى مهرعة تحلل المواد العضوية ، ولكن كثرة المياه : المتسربة فى التربة تساعد من : ناحية أخرى على تصفيتها Leaching من المواد العضوية المتحللة ومن الأملاح المعدنية القابلة للذوبان، ويترتب على ذلك ظهور نوع فقير من التربة هو تربة اللاتيريت Laterite ، وهي تربة غنية جدا بأكاسيد الحديد والألومينيوم، وفقيرة فى الجير والأملاح القابلة للذوبان مثل أملاح الفسفات والبوطاس والنترات ، كما أنها فقيرة كذلك في المواد الدبالية Humus أي العضوية المتحللة تحللا تاما . واللون المشهور لهذه التربة هو اللون الأحمر أو البنى بسبب كثرة أكاسيد الحديد التي قد تكون في بعض الأحيان كثيرة بدرجة يمكن معها استغلال هذه التربة كخام من الحديد . وتعتبر تربة اللاتيرت من التربات غير الخصبة بسبب فقرها في المواد اللازمة لغذاء النبات إلا أن ضعف الخصوبة تعوضه إلى حد ما ملاءمة الظروف المناخية التي تساعد على النمو ، ولذلك فإنها تنتج رغم فقرها إنتاجا طيبا من بعض المحاصيل الزراعية مثل الموز والكاكاو ونخيل الزيت والتوابل . ولقد كانت نفس هذه الظروف هي السبب في نمو الغابات الكثيفة التي تتميز بها مناطق هذه التربة ،وقد أزيلت هذه الغابات من بعض المناطق وحل محلها الإنتاج الزراعي ، ويقوم الزراع الوطنيون في المناطق المدارية الرطبة بتطهير بقع معينة من أراضى الغابات لاستغلالها في زراعة محاصيلهم الغذائية ، ولكن سرعان ما تفقد هذه البقع الأملاح المعدنية اللازمة لغذاء النبات بسبب كثرة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة وهما عاملان يساعدان على سرعة التجوية الكيميائية . ولهذا السبب فان هؤلاء الزراع يتبعون عادة أسلوب الزراعة المتنقلة وتربة اللاتيريت بمعناها الدقيق ، وهي التي تكون قد وصلت إلى آخر مراحل تطورها ، قليلة الوجود، والغالب هو وجود أنواع متباينة فيما بينها في درجة تحولها إلى اللاتيريت الحقيقى . ويمكن أن نطلق عليها عموما اسم التربات شبه اللاتيريتية Lateritic Soils وفضلا عن ذلك فقد تختلف التربات شبه الملاتيريتية فيما بينها على حسب الاختلاف في نوع الصخور الأصلية التي استمدت منها والاختلاف في الظروف المحلية خصوصا ما يتعلق منها بمظاهر السطح والمناخ . وبالإضافة إلى الأقاليم المدارية المطيرة فان بعض أنواع التربات شبه اللاتيريتية تنتشر في بعض الأقاليم شبه المدارية حيث تكون الأمطار أقل انتظاما ودرجة الحرارة أقل نوعا ما ، ولو فى فصل من الفصول ، عنها في مناطق الغابات المدارية المطيرة ، ففى هذه الأقاليم تظهر أنواع التربة الحمراء أو الصفراء التي تتميز بنفس الصفات العامة التي تتميز بها التربات اللاتيريتية وشبه اللاتيريتية في مناطق الغابات المدارية المطيرة ، فهي مثلها فقيرة في الجير والدبال وأملاح الفسفات والبوطاس والنترات ، ولكنها لاتكون على أي حال مصفاة بدرجة تلك التربات بسبب الفرق فى كمية المطر وتوزيعه .
أما في الأقاليم الرطبة المعتدلة الباردة أو الباردة فان عمليات تكوين التربة تختلف عنها في الأقاليم الحارة من نواح أساسية، ففى هذه الأقاليم تتعفن المواد العضوية وتتحلل ببطء بسبب انخفاض درجة الحرارة الذي يؤدى إلى ضعف نشاط البكتريا . ويترتب على ذلك تراكمها على السطح كما يحدث مثلا في مناطق الغابات القريبة من الدائرة القطبية حيث تتراكم على أرض الغابة كميات كبيرة من كيزان الصنوبر وبذوره وغير ذلك من البقايا النباتية التي تتكون منها طبقة يزداد سمكها بالتدريج، وتتسرب المياه الحمضية خلال التربة العليا حاملة. معها مركبات الحديد والألومينيوم وبعض المواد العضوية التي تتجمع كلها في التربة السفلى ، وينتج عن كل هذه العمليات تربة حمضية فقيرة تشتهر باسم تربة البودزول Podzol ويطلق على عمليات تكوينها تعبير ( عمليات التجول البودزولى (Podzolization ، وهي تربة فقيرة جدا في الجير الذي تعمل المياه الحمضية على إذابته وتصفيته باستمرار ، كما تكون طبقتها العليا مصفاة من مركبات الحديد والألومينيوم ، وأحسن مثال للبودزول هو التربة الرمادية التي تغطي نطاقات واسعة في إقليم الغابات الصنوبرية في شمال أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية ، والواقع أن كلمة بودزول هي التسمية الروسية لهذه التربة الرمادية . وبالإضافة إلى تربة البودزول المثالية توجد تربات تنتمى إلى في النوع ولكنها لم تصل فى تطورها إلى درجة النوع المثالي ، ويطلق عليها عموما اسم التربات شبه البودزولية . ومن أمثلتها التربات الرمادية البنية Gray brown Soils التي تغطى فى الولايات المتحدة نطاقا واسعا يمتد إلى الشمال من الأراضي الحمراء والصفراء الموجودة في نطاق القطن في الجنوب حتى . نطاق البودزول في القسم الأعلى من إقليم البحيرات في الشمال ، والتربة الرمادية البنية التي تغطى كذلك مناطق واسعة في شمال غرب أوروبا .