الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
المشاكل الأطول أمداً للسكري من النوع الثاني
المؤلف: البروفيسور روي تايلور
المصدر: حياة بلا داء السكّري
الجزء والصفحة: ص 28 ــ 30
2024-09-15
253
تعتمد كل أعضائك على الغذاء والأكسجين الواصلين إليها من الدم، وبما أن هذين يجب أن يصلا إلى كل خلية في الجسم، فهناك شبكة ممتازة من الشعيرات الدموية في كامل أنحاء كل عضو. هذه الأوعية الدموية الدقيقة جيدة جدا في إيصال البضائع مباشرة إلى حيث يحتاج إليها. نحن جميعا نعتمد عليها بصورة مطلقة. ولكنها حساسة للغاية للارتفاع في مستوى غلوكوز الدم. يمكن لارتفاع مستويات الغلوكوز لفترة طويلة أن يجعل الشعيرات الدموية غير فعالة، أو راشحة، أو ببساطة مسدودة، وعندما لا تحصل الخلايا على طلبها المعتاد من البقالة، تحدث المشاكل في جميع أنحاء الجسم.
العين حساسة تحديدا. تعتمد خلفية العين الشبكية على شبكة فعالة جدا من الشعيرات الدموية التي تغذي النهايات العصبية الحساسة للضوء. إذا بدأت هذه الشعيرات الدموية بالتسريب يتجمع السائل في الشبكية ويهدد البصر. إذا أصبحت الشعيرات الدموية ضمن الشبكية مسدودة، لا تستطيع الأعصاب الحساسة للضوء أن تعمل بشكل صحيح السكري سبب رئيسي لفقدان البصر. في الواقع، قبل توفر فحص العين الفعال، كان السكري السبب الأكثر شيوعا للعمى في المملكة المتحدة الذي يمكن الوقاية منه.
الأعصاب في جميع أنحاء الجسم تتأثر أيضا، لأنها تحتاج إلى الغذاء والأكسجين لإيصال الرسائل. هل اختبرت أبدًا خدرًا في الرجل؟ عندما تجلس بشكل غير مريح وتضغط على عصب لفترة طويلة ستعيق تدفق الدم في الشعيرات الدموية إلى العصب وتجعله يتوقف عن العمل. ستشعر بالخدر والوخز وتكون عاجزا عن جعل عضلاتك تقوم بما تريده منها. لحسن الحظ يتصحح الوضع في غضون بضع دقائق من إزالة الضغط. ولكن مشاكل الأعصاب في السكري لا يمكن التغلب عليها بهذه السهولة، وهي التي نشأت جزاء سنوات من تلف الشعيرات الدموية يمكن للخدر والوخز، وحتى الألم أن يستمر لأشهر وقد يصبح دائما. بما أن الأعصاب إلى القدمين هي الأطول في الجسم، فإن الخدر هو الأكثر شيوعا هناك. وهذا الخدر هو مشكلة كبيرة في حد ذاته، لأنه يمنع وسيلة الجسم الطبيعية التي تنذرنا بوجود مشكلة، يعني الإحساس بالألم إذا كان حذاؤك الجديد يضغط على قدمك، ستتوقف عن المشي أو تغير الحذاء ولكن إذا كنت عاجزا عن الشعور بالألم، فستستمر بالمشي بينما يستمر التلف بصمت. يمكن أن يقود هذا إلى تقرح في الجلد ويفتح الباب. للعدوى، حيث إمداد الدم الضعيف الناتج عن الشعيرات الدموية التالفة يتيح للبكتيريا أن تنتشر بلا قيد مع عواقب مدمرة محتملة. الشعار للقدمين في السكري هو (افحصهما أو اخسرهما)، قد يبدو هذا قاسياً ولكن ليست ثمة فائدة من تلميع الصورة هنا: التزويد بمعلومات واضحة بشأن الأخطار الحقيقية جدا هو أمر أساسي أنت لا تريد طبيبا يحجب الحقيقة عنك. في المملكة المتحدة اليوم، تجرى 170 عملية بتر تقريبا كل أسبوع بسبب السكري، نعم، كل أسبوع.
يمكن للأوعية الدموية الأكبر أن تتأثر، وكذلك الشعيرات الدموية. يصبح انسدادها أكثر سهولة بواسطة التغيرات الذهنية في جدار الوعاء وتؤدي الانسدادات في الأوعية الدموية التي تغذي القلب إلى نوبة قلبية، بينما تؤدي الانسدادات في الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ إلى سكتات دماغية. ولهذا السبب تجد أن النوبات القلبية والسكتات الدماغية أكثر شيوعا في مرضى السكري. في غضون ذلك، فإن الإنسدادات في الأوعية الدموية الرئيسية في الرجلين تسبب دورة دموية ضعيفة إلى القدمين، ما يجعل المشاكل الأخرى أكثر سوءا، ويزيد من احتمال البتر.
يمكن لمستويات الغلوكوز العالية أيضا أن تنهك الكليتين وتفقدهما وظيفتهما بشكل كامل ما ان يتعدى المراحل المبكرة، حتى يصبح فقدان الوظيفة هذا غير قابل للعكس فعلا ويؤدي إلى انحراف الصحة بشكل خطير. نحو نصف أولئك الذين يحتاجون علاجا بالغسيل الكلوي ثلاث مرات في الأسبوع يفعلون ذلك بسبب السكري. لا يقود هذا إلى نوعية حياة رائعة.
حدوث مضاعفات خطيرة نتيجة لداء السكري من النوع الثاني هو احتمال يعتمد إلى حد كبير على عمرك ربما على نحو يخالف المتوقع، كلما كنت أصغر سنا في وقت تشخيص إصابتك بالمرض، كان احتمال إصابتك بمشاكل خطيرة أكبر. يواجه الشاب المصاب بالسكري من النوع الثاني احتمالا أعلى بكثير للإصابة بمرض خطير من شاب مماثل له في العمر مصاب بالسكري من النوع الأول ومحتاج إلى حقن إنسولين. بالنسبة لرجل في سن الخامسة والأربعين تم حديثا تشخيص إصابته بالسكري، فإن احتمال عدم قدرته على العمل حتى سن الخامسة والستين يتجاوز نسبة الـ 50 % بسبب النوبات القلبية، أو السكتة الدماغية، أو مشاكل القدمين الخطيرة، وذلك الرجل ذو الخمسة والأربعين عاما سيخسر ما معدّله 6 سنوات من حياته بينما بالنسبة لأي شخص تم تشخيص إصابته بالمرض بعد سن السبعين، فإن احتمال إصابته بمشاكل صحية هامة يبقى مماثلا للناس الذين هم في مثل عمره وغير مصابين بالسكري.