1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الصحية والبدنية والجنسية :

إزاحة سكانية

المؤلف:  البروفيسور روي تايلور

المصدر:  حياة بلا داء السكّري

الجزء والصفحة:  ص 116 ــ 122

2024-09-15

212

سابقا في العام 1980، كان وزن الرجال والنساء على حد سواء أقل بما معدله 10 كلغ عما هو اليوم وكان متوسط مؤشر كتلة الجسم لهم 24. مؤشر كتلة الجسم اليوم لمجموع السكان هو 27، وإيجاد أشخاص بدناء في صورة فوتوغرافية حالية لن يكون أمرا صعبا لأن جميع السكان قد ازداد وزنهم.

لماذا كان أغلبية المشاركين في دراسة UKPDS غير بدناء؟

قد يكون لدى بعض الناس الكثير جدا من الدهن المخزن تحت الجلد وليس الكثير داخل التجويف البطني، بينما قد يكون لدى البعض الآخر كميات طبيعية تحت الجلد ولكن الكثير في الداخل. تكمن الميزة الكبرى لاستخدام طرق الرنين المغناطيسي لدراسة كيفية تدبرنا للطعام في أن التراكيب الداخلية للجسم تكون ظاهرة بشكل روتيني ويمكن الوصول إليها لقياس محتوى الدهن، والغليكوجين، وغيرهما.

الدهن المخزن داخل التجويف البطني ليس بالضرورة سيئًا في حد ذاته. ولكنه مؤشر على أن مستودع التخزين الامن الطبيعي تحت الجلد ممتلئ، ولهذا يتراكم الدهن في أي مكان يتاح له بما في ذلك داخل أعضاء الجسم. نحن نعرف الآن أن هذا الدهن هو سبب المشاكل، وقد كان هذا هو الدليل الأول لفهمنا السبب وراء إمكانية إصابة الناس غير البدناء بالسكري من النوع الثاني.

رؤية دقيقة من حادثة طبيعية

يمكن أحيانا للحوادث الطبيعية أن تستحث قفزة كبيرة إلى الأمام في فهمنا العلمي. على سبيل المثال، يولد بعض الأفراد النادرين دون دهن تحت الجلد، ويبقون على قيد الحياة بتخزين الدهن في كل مكان آخر. تعرف هذه الحالة بالحثل الشحمي ويسببها جين مفرد معيب. يبدو الناس المصابون بهذه الحالة نحيفين بشكل مفرط، ولكن حياتهم مليئة بالدهن، قد لا يفاجئك أن تعلم أنهم غالبا ما يكونون مصابين بالسكري من النوع الثاني.

بتأمل سكان العالم اليوم، يمكن لأي شخص أن يرى أن طريقة توزيع الدهن في أجسام الناس تتفاوت بشكل هائل. بعض الناس لديهم بطن كبيرة بينما البعض الآخر لديه أرجل وأرداف كبيرة. نحن نعرف الآن، بفضل الأبحاث التي أجرتها مجموعة من العلماء في جامعة كامبريدج، أن القدرة القصوى لطبقتك الدهنية الخاصة تحدد بواسطة جينات عديدة، ولكل منها احتمال، ولكن، بغض النظر عن الحالات النادرة مثل الحثل الشحمي، ليس هناك جين دهن مفرد في عامة السكان يحدد مقدار الدهن الذي يمكن لشخص ما أن يخزنه تحت الجلد بالطبع، مقدار الدهن الذي خزنته تحت الجلد يعتمد أيضا على مقدار الطعام الذي أكلته، ومقدار الطاقة التي حرقتها في النشاط اليومي على مدى فترة طويلة من الزمن نحن سيئون جدا في تصور الزمن، سواء أكان الزمن الجيولوجي أو الفترات الطويلة التي يمكن للتأثيرات الصغيرة خلالها أن تنتج زيادة هامة في الوزن.

إذا كان مخزنك الآمن للدهن المحدد بواسطة جيناتك، محدودًا نوعا ما، فلن تكون بحاجة لأن يزداد وزنك كثيرا قبل أن يضطر الدهن إلى التراكم في أماكن أخرى. وهذا، كما نعرف من فرضية الدورة التوأمية، هو السبب وراء إصابة بعض الناس بالسكري من النوع الثاني دون أن يكونوا ثقيلي الوزن جدا.

يمكن أن نستخلص من كل هذا حقيقة واحدة هامة: إذا أصيب فرد بالسكّري من النوع الثاني فقد أصبح ثقيل الوزن جدا بالنسبة لجسمه.

ثقيل الوزن جدا بالنسبة لجسمه

امتلك صموئيل جونسون طريقة بارعة مع الكلمات وكان مراقبا ثاقبا للناس. في حوالي العام 1790، قال: إذا كان أحدهم بدينا جدا، فمن السهل للجميع أن يرى أنه قد أكل أكثر بكثير مما كان ينبغي له أن يفعل".

لاحظ أنه لم يقل أن الشخص قد أكل كثيرا جدا. ثمة شيء دقيق ميّزه عندما أشار إلى أن الأفراد المختلفين يتطلبون مقادير مختلفة من الطعام. ربما يمكننا الآن أن نقف على أكتاف العمالقة وتؤلف عبارة بارعة الإيجاز بشأن السكري من النوع الثاني:

إذا كان أحدهم مصابًا بالسكري من النوع الثاني، فقد أصبح ثقيل الوزن جدا بالنسبة لجسمه.

اختبار فرضية عتبة الدهن الشخصية

كانت المعلومات من دراسة UKPDS مفيدة جدا في دعم مفهوم عتبة الدهن الشخصية. ولكن كانت هناك دراسة أخرى - ليست موجهة للسكّري من النوع الثاني - هي التي زودت بدليل حاسم إضافي.

دراسة صحة الممرّضات هي أكبر دراسة لصحة النساء وأطولها أمدا. أعدت الدراسة في العام 1976 من قبل مجموعة من العلماء في هارفارد في الولايات المتحدة، وأجرت متابعة طويلة الأمد لتأثير عوامل أسلوب الحياة على صحة نحو نصف مليون ممرضة شابة، تم اختيارهن ليس من أجل دراسة عوامل الخطر في اختيار التمريض كمهنة، بل لما اعتقد من احتمال كونهن قادرات على التزويد ببيانات دقيقة.

بمتابعتها المنتظمة للمشاركين وتقييمها المتكرر للصحة وعوامل أسلوب الحياة، لعبت الدراسة دورًا فعالا في تشكيل توصيات الصحة العامة عبر العالم الغربي. على سبيل المثال، ساعدت الدراسة في كشف الروابط المبكرة بين تدخين السجائر ومرض القلب والسرطان، وبين بدانة ما بعد انقطاع الطمث وسرطان الثدي، وألقت الضوء على كل أنواع العوامل الأخرى المتعلقة بالصحة.

انصب اهتمامي على اكتساب الوزن، أو بالأحرى على عتبة الدهن التي يمكن عندها لإمرأة مقابل أخرى أن تصاب بالسكري من النوع الثاني. وما أظهرته الدراسة كان التالي: النساء اللواتي حافظن على وزنهن قريبا من ذاك في صباهن على مدى عدة عقود - يعني، حافظن على مؤشر كتلة جسمين أقل من 22 - كن أكثر احتمالا لأن يبقين خاليات من السكري، بينما أولئك اللواتي ازداد مؤشر كتلة جسمهن ولو بشكل طفيف - إلى ما بين 23 و25 - كن أكثر احتمالا بكثير لأن يُصبن بالحالة لم تكن تلك زيادة صغيرة في المخاطر. فالنساء اللواتي ازداد وزنهن ضمن النطاق الطبيعي لمؤشر كتلة الجسم كان احتمال إصابتهن بالسكري من النوع الثاني أعلى بأربع مرات مقارنة بأولئك اللواتي بقي مؤشر كتلة جسمهن أقل من 22.

كي يتم وضع هذا في السياق، نجد أن الدراسات الكبيرة التي تُجرى على مجموعات سكانية كبيرة قد تظهر زيادة في المخاطر، مثلا، 15% غالبًا ما يقود هذا إلى نصائح لتغيير سلوكك أو لتجنب أطعمة معينة يقال عن هكذا زيادة أنها ذات دلالة إحصائية، ولكن الواقع هو أن ازدياد خطر الإصابة بنسبة 15% مكافئ فقط لتغيير صغير جدا في الخطر الحقيقي لإصابتك بالحالة. مثلا، إذا كان احتمال إصابتك بالسكّري في السنوات العشر التالية هو 1 من 10، وازداد خطر إصابتك بنسبة 15%، فسيرفع هذا خطر إصابتك إلى 1.15 من 10 سيقول أي شخص معتاد على المراهنة، إذا أنت تخبرني أن احتمال إصابتي قد ازداد من 1 من 10 إلى نحو 1 من 10. ليس هذا هاما على المستوى الفردي من ناحية أخرى، فإن الزيادة بمقدار أربعة أضعاف تعني أن خطر إصابتك بالسكري من النوع الثاني سيرتفع إلى 4 من 10، وبالنسبة لك هذه زيادة كبيرة في المخاطر.

 

إذاً، فإن هؤلاء النساء اللواتي اعتدن أن يكن شابات نحيلات متمتعات بالصحة سيزداد خطر إصابتهن بالسكري من النوع الثاني بشكل كبير إذا اكتسبن القليل فقط من الوزن بالطبع، إذا اكتسبن المزيد من الوزن، سيزداد خطر الإصابة أكثر بالتالي تظهر الدراسة ببراعة كيف أن بعض الأفراد لديهم عتبة منخفضة لتحمل الدهن الزائد.

نحن نعرف أنه عندما يصبح مجمل السكان أثقل وزنا، كما يحدث في العديد من البلدان اليوم، فإن التأثير الإجمالي هو ازدياد عدد الناس المصابين بالسكري من النوع الثاني. سيتجاوز المزيد من الناس عتبة الدهن الشخصية الخاصة بهم. قاد استقراء اتجاهات السكان إلى الأفراد إلى اعتقاد واسع النطاق بأن وزن الشخص يجب أن يكون دليلا جيدًا على ما إذا كان سيصاب بالمرض أم لا. كونك وصلت إلى هذه النقطة، أنت تعرف أن الناس ذوي الوزن الطبيعي، قد يصابون بالسكري من النوع الثاني.

إحذر الإحصاءات السكّانية. غالباً ما تكون الأرقام المذكورة غالبا حول خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، مثل إذا كان مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30، غير ذات صلة بالفرد الذي أصيب بالحالة.

القابلية للسكّري من النوع الثاني

تشرح عتبة الدهن الشخصية سبب إصابة الأفراد بالسكري من النوع الثاني عند أي مستوى المؤشر كتلة الجسم. ولكن كيف يبدو الأمر إذا تأملنا الوجه الثاني للعملة؟ ماذا عن الناس البدناء جدا الذين لا يصابون بالسكّري من النوع الثاني؟

الواقع هو أن الغالبية العظمى من الناس البدناء جدا غير مصابين بالسكّري من النوع الثاني. اظهرت نتائج استقصاءات ثلاثة كبيرة في كامل أنحاء الولايات المتحدة أن 72% من الناس الذين يتجاوز مؤشر كتلة جسمهم 45 غير مصابين بالسكري، ومع ذلك، من الواضح أن الناس البدناء جدا لديهم دهن زائد في الداخل، ومن المعروف أن من شأنهم أن تكون لديهم أكباد دهنية. يُظهر بحثنا الحديث في مركز الرنين المغناطيسي في نيوكاسل بوضوح أن الدهن الزائد لا ينتج السكّري من النوع الثاني في كل شخص، ولكنه يستحث فقط آلية إنتاج الدهن الزائد بواسطة الكبد وإرساله إلى بقية الجسم، ما يضمن إيصال هذه المادة المحتملة السمّية إلى البنكرياس.

ولكن هناك مفتاح نعم / لا حاسم للسكّري.

لدى أي شخص مصاب بالسكري من النوع الثاني قابلية للمرض. هذا واضح. لا بد أيضا أن تكون خلايا بيتا لديه حساسة للتأثيرات المعاكسة للدهن. ولكن هذه الحساسية ليست موجودة عند الجميع لفترة طويلة، أن معظم الجينات البشرية المرتبطة بالسكّري من النوع الثاني لها علاقة بالبنكرياس. لدينا الآن دليل كبير على أن البعض منها على الأقل يحدد ما إذا كنت ستصاب بالسكّري أم لا إذا تراكم الكثير جدا من الدهن هناك.

تفحّص خلية بيتا من الداخل

في أوائل تسعينيات القرن الماضي، قام روجر أونغر، أحد العقول البارعة في داء السكّري بدراسة اشتملت على الجرذان وأوضحت أن الحساسية للدهن في خلايا بيتا ترجع إلى جين مفرد معيب. حدد ذلك الجين ما إذا كان الحيوان سيصاب بالسكّري من النوع الثاني أم لا إذا أتخِم بالطعام.

أخذ أونغر وفريقه خلايا بيتا من جرذان صغيرة محتوية على جين السكّري قبل وقت طويل من إصابتها بالسكري وحضن الخلايا بالدهن لعدة أيام. الذي وجده أونغر وفريقه هو أن الدهن أخل بقدرة الخلايا على صنع الإنسولين استجابة لزيادة في الغلوكوز. كان هذا مثيرا للاهتمام في حد ذاته.

بعد ذلك أجروا التجربة نفسها على جرذان مماثلة لسابقتها في جميع الأوجه باستثناء عدم احتوائها على الجين المعيب الذي أحدث القابلية للمرض. ووجدوا أن خلايا بيتا المأخوذة من هذه الجرذان والمختبرة بتعريضها للدهن استمرت بصنع الإنسولين بشكل طبيعي. لم يكن للدهن الزائد أي تأثير، ما أثبت أن القابلية النهائية للسكّري تكمن في خلايا بيتا نفسها.

ظلت المضامين الكاملة لعمل أونغر راقدة في سكون لثلاثة عقود تقريبا. يمكننا الآن، بما تعرفه عن عتبة الدهن الشخصية في البشر، أن نرى أن أونغر قد وضع، في خطوة عبقرية الأساس لفهم السبب وراء عدم إصابة الناس البدناء عادة بالسكّري من النوع الثاني. أظهر الجين المفرد المعيب في الجرذان غير العادية آلية بيولوجية أساسية. أظهرت الدراسات الجينية المفصلة في البشر أنه لا يوجد جين واحد مسؤول عن قابلية الإصابة بالسكّري من النوع الثاني، ومن المؤكد تقريبا أن القابلية يجب أن تحدد بعدد من الجينات التي يسهم كل منها بجزء، تماما مثل قصة جين الحثل الشحمي، التي قادت الطريق لإيضاح الأساس الجيني الذي يحدد قدرة التخزين القصوى الأمنة لطبقة الدهن تحت الجلد، ساعدتنا هذه الدراسات في فهم كيف يمكن للمجموعات المؤتلفة المختلفة للعديد من الجينات الأضعف أن تحدد مدى حساسية خلايا بيتا في بنكرياسك لتراكم الدهن.

مسلحين بهذه المعرفة، يمكن للعلماء الآن أن يطرحوا أسئلة مركزة، أي الهرمونات البشرية تساهم أكثر من غيرها في الحساسية للتأثير السمي للدهن؟ كيف تتفاعل بعضها مع بعض؟ هل هناك جينات منفصلة تحدد ما إذا كانت خلايا بيتا تبقى قادرة على التعافي حتى بعد عقود من الإخماد بواسطة الدهن؟

تحدد تشكيلتك الإنتقائية من الجينات درجة التعرض للدهن التي تتوقف عندها خلايا بيتا في بنكرياسك عن الإستجابة للغلوكوز. إذا كنت مصابًا بالسكري، فلديك خلايا بيتا قابلة للتلف المستحث بالدهن. ولكن الأخبار الجيدة هي: لا دهن، لا تلف.

قراءة سريعة

ـ لا ينشأ السكّري من النوع الثاني بسبب (البدانة)

ـ لكل شخص عتبة دهن شخصية إذا تجاوزها يمكن أن يصاب بالسكّري من النوع الثاني

 

ـ يُحدد هذا مبدئيا بعدد من الجينات التي تتحكم في مقدار الدهن الذي يمكن تخزينه بأمان؛ تحت الجلد

ـ عند تجاوز عتبة الدهن الشخصية، سيتم توريد الدهن الزائد بواسطة الكبد إلى كل أنسجة الجسم، بما في ذلك البنكرياس

ـ حتى لو تجاوزت عتبة الدهن الشخصية الخاصة بك، فإن محدد الإيقاف / الاستمرار للسكري من النوع الثاني يقع داخل خلايا بيتا في بنكرياسك قد تكون أو لا تكون حساسة للتأثيرات السيئة للدهن الزائد

ـ حتى لو كنت سيئ الحظ بشكل مضاعف وكانت قدرتك على تخزين الدهن تحت الجلد محدودة وخلايا بيتا في بنكرياسك حساسة للدهن. إلا أنه لا دهن زائد، لا سكّري.