x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
تلوث التربة
المؤلف: علي سالم أحميدان
المصدر: الجغرافية الحيوية والتربة
الجزء والصفحة: ص 255ـ 258
2024-08-15
267
لا تقل التربة كمورد طبيعي وحيوي عن مورد المياه أهمية، بل لولا وجود التربة لاستحال نمو الغطاء النباتي بأشكاله المختلفة، من غابية إلى عشية إلى حشائشية فأشواك متناثرة. فقد سخرها الرحمن كنتاج طبيعي من الصخور الأصلية أو المواد المنقولة بفعل الرياح والمياه والجليد، وما اختلط في نسيجها من بقايا نباتية وحيوانية وإنسانية، وكائنات مجهرية دقيقة، تجعلها حاضنة الجذور النبات بل هي الوسط الذي يؤمن البدور بالدفء والرطوبة والهواء والغذاء. وهي ليست مجرد خليط من فتات الصخور نشأ بفعل العوامل الطبيعية على مدى آلاف السنوات في عمليات بطيئة جداً، بل إنها تموج بالحياة بما فيها من صنوفها المتنوعة، ولولاها لما كانت اللبنة الأولى للعملية الزراعية في العالم. فهكتار من التربة الجيدة في المناطق المعتدلة، قد يحوي في داخله ما لا يقل عن 300 مليون من اللافقاريات الصغيرة كالديدان والحشرات. أما الكائنات الدقيقة، فهي بالمليارات. فلو قبضت في كفك نحو 30 غم من التربة ، فقد يكون فيها نحو مليون من أحد أصناف البكتيريا ونحو 100 ألف من خلايا الخميرة.
ونحو 50 ألف قطعة من خيوط الفقاريات حيث تقوم هذه الجيوش الهائلة من الكائنات الحية داخل نسيج التربة، بتحويل مركبات النيتروجين والفوسفور والكبريت، إلى صور يستفيد منها النبات. كما يتكون الدبال بفعل تحلل مخلفات النبات والحيوان وهو من أهم عوامل خصوبة التربة ويمكن حصر تلوث واستنزاف التربة في انجرافها بفعل عوامل التعرية السطحية، وإجهادها بزراعة المحاصيل الزراعية دون تجديد خصوبتها أو إضافة الأسمدة العضوية أو الكيماوية إليها، أو نقص التهوية فيها. وإغراقها بالمياه أو تصلب نسيجها، بفعل أملاح الصوديوم؛ الأمر الذي يوجب إضافة الجير والرمال إليها لتفكيك قشرتها المتصلبة أو زراعتها بالنباتات النجيلية. كما تستنزف التربة نتيجة ارتفاع نسبة الملوحة في نسيجها، حينما لا تتوفر قنوات الصرف بجانب الري، و تحديد الكميات اللازمة لكل محصول على حدة أثناء شهور السنة. ولكن هناك خطراً أشد على هذا المورد الحيوي، وهو التوسع في استخدام مبيدات الأعشاب في السنوات الأخيرة زيادة كبيرة كبديل عن الآلات الزراعية والأيدي العاملة. وقد ارتفع معدل استخدام هذه المبيدات عن معدل استعمال المبيدات الحشرية. ولهذين النوعين من المبيدات، تأثير سلبي يؤدي إلى قتل ملايين من الكائنات الحية الدقيقة، التي تقوم بوظائف التربة الأساسية، كحاضنة الجذور النباتات. كما يمكن أن تنتقل هذه المبيدات إلى الأعشاب والمحاصيل التي تقتاتعليها الحيوانات العاشبة، والطيور والحشرات المفيدة كالنحل. وقد أوغل الإنسان في ابتكار مبيدات اشد قوة وتأثيرا لمواجهة الآفات، التي تحصنت ضد المبيدات السابقة مما أدى لظهور سلالات من الطفيليات أكثر مقاومة لهذه المبيدات.
كما أدى استخدام هذه المبيدات الشديدة التأثير، إلى انقراض العديد من الحشرات الملقحة للأزهار والتأثير في خصوبة التربة وإمكانياتها الزراعية. كذلك أدى الإفراط في هذه المبيدات السامة، إلى فقد البكتيريا المتكافلة لقدرتها على القيام بوظائفها، في تركيب المادة الحية وتفكيك المادة العضوية وتثبيت النيتروجين في التربة، وإنتاج الأحماض التي تساهم في تأكل الصخوروتكوين التربة وتغذية النباتات.
هذا فضلا عن أن التوسع في استخدام هذه الكيماويات، يؤدي لنقص ديدان التربة التي تقوم بتهوية نسيجها عن طريق هضم المادة العضوية. كما اتضح من خلال الدراسات العلمية في بريطانيا، أن إضافة الأسمدة غير العضوية لزيادة محصول الفدان لم تتحقق في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب أن هذه الأسمدة الكيماوية تشكل طبقة غير مسامية عند سقوط الأمطار الغزيرة، وبالتالي لا يتم تصريف مياه الأمطار، من خلال الفراغات الموجودة بين ذرات التربة مما يؤثر سلباً في جذور النباتات. كما تبين أن هذه الأسمدة تكون سبباً في عجز النباتات عن امتصاص بعض العناصر الغذائية الأخرى الموجودة في التربة .وهكذا نجد الانسان يساهم بطريق مباشراوغير مباشر في تلويث التربة وتدهور خصوبتها،والذي ينعكس بدوره سلبا على نمو النباتات، سواء الطبيعية منها او المزروعة،وبالتالي على الحيوانات التي يعيش عليهاالانسان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(187) - Wheeler, A., Fish return to the Thames, Science, J., November, 1970, PP. 20-38.
(188) David, W.; OP. Cit.
(189) Jacks, C. V.; OP. Cit. PP. 5-25.
(190) - Kelog, G. W.; OP. Cit, PP. 15-65.
د. حسن أبو سمور، مرجع سابق(191)