x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

صفات المؤمنين / لا دنوه بمكر، وخديعة

المؤلف:  الشيخ / حسين الراضي العبد الله

المصدر:  التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع

الجزء والصفحة:  ص 540 ــ 547

2024-04-04

199

قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (وَلَا دُنُوهُ بِمَكْرٍ، وَخَدِيعَةٍ).

قالوا كان المغيرة قد صحب قوماً في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء).

وقالوا كان بين المغيرة ومصقلة بن هبيرة تنازع فضرع له المغيرة وتواضع في كلامه حتى طمع فيه مصقلة واستعلى عليه فشتمه وقذفه فقدمه المغيرة إلى شريح وهو القاضي يومئذ - فأقام عليه الحد فإلى مصقلة أن لا يقيم ببلدة فيها المغيرة ما دام حيّا.

وقال الشعبي إن مصقلة قال للمغيرة: والله إني لأعرف شبهي في غرة ابنك فاشهد عليه بذلك وحده الحد (1).

قَالَ فَصَعِقَ همام صعقة كانت نفسه فيها فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَخَافُهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا تَصْنَعُ الْمَوَاعِظُ الْبَالِغَةُ بِأهْلِهَا.

فقال له قائل فما بالك يا أمير المؤمنين؟

فقال (عليه السلام): وَيْحَكَ إِن لِكُلِّ أَجَلٍ وَقْتا لَا يَعْدُوهُ، وَسَبَبَاً لَا يَتَجَاوَزُهُ، فَمَهْلاً لَا تَعُدْ لِمِثْلِهَا فَإِنَّمَا نَفَثَ الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِكَ (2).

من هم المخاطبون في الخطبة؟

وفي رواية الكراجكي: قال (عليه السلام):

 

(أُولَئِكَ عُمال اللهِ، وَمَطَايا أَمْرٍه، وَطاعَتِهِ، وَسُرُجُ أَرْضِهِ، وَبَرِيَّتِهِ، أولئك شيعتنا وأحبتنَا، وَمِنًا، وَمَعَنَا، أَلَا ها شَوْقاً إِلَيْهِمْ).

سقوط همام ميتاً:

فَصَاحَ هَمَّامُ بْنُ عُبَادَةَ صَيْحَةً وَقَعَ مَغْشِياً عَلَيْهِ فَحَرَّكُوهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ فَاسْتَعْبَرَ الرَّبِيعُ بَاكِياً وَقَالَ لَأَسْرَعَ مَا أَوْدَتْ مَوْعِظَتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِابْنِ أَخِي وَلَوَدِدْتُ لَوْ أَنِّي بِمَكَانِهِ.

فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) هَكَذَا تَصْنَعُ الْمَوَاعِظُ الْبَالِغَةُ بِأَهْلِهَا أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَخَافُهَا عَلَيْهِ.

فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ فَمَا بَالُكَ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟

فَقَالَ وَيْحَكَ إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ أَجَلا لَنْ يَعْدُوهُ وَسَببا لَنْ يُجَاوِزَهُ فَمَهْلًا لَا تَعُدْ لَهَا فَإِنَّمَا نَفَثَهَا عَلَى لِسَانِكَ الشَّيْطَانُ قَالَ فَصَلَّى عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) عَشِيَّةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَشَهِدَ جَنَازَتْهُ وَنَحْنُ مَعَهُ.

قَالَ الرَّاوِي عَنْ نَوْفٍ فَصِرْتُ إِلى الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثم فَذَكَرْتُ لَهُ مَا حَدَّثَنِي نَوْفٌ فَبَكَى الرَّبِيعُ حَتَّى كَادَتْ نَفْسُهُ أَنْ تَفِيضُ وَقَالَ صَدَقَ أَخِي لَا جَرَمَ أَنَّ مَوْعِظَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وَكَلامَهُ ذَلِكَ مِنِّي بِمَرْأَى وَمَسْمَع وَمَا ذَكَرْتُ مَا كَانَ مِنْ هَمَّامِ بْنِ عُبَادَةَ يَوْمَئِذٍ وَأَنَا فِي بُلَهْنِيَةٍ إِلَّا كَدْرَهَا وَلَا شدَّةٍ إِلَّا فرجها (3).

قال الشيخ ميثم البحراني: هذه الصفات والعلامات قد يتداخل بعضها بعضاً، ولكن تورد بعبارة أخرى أو يذكر مفردة ثم يذكر ثانياً مركبة مع غيرها.

وبالجملة فهذه الخطبة من جليل وبليغ وصفه ولذلك فعلت بهمّام ما فعلت.

فأما جوابه (عليه السلام) لمن سأله بقوله: ويحك إن لكل أجل وقتاً لا يعدوه: أي ينتهي إليه ويكون غاية له لا يتجاوزها ولا يتأخر عنها، والضمير في يعدوه للأجل.

وسبباً لا يتجاوزه أي ولذلك الأجل سبب: أي علة فاعلة لا يتعداها إلى غيرها من الأسباب:

فمنها: ما يكون موعظة بالغة كهذه. فهو جواب مقنع للسامع مع أنه حق وصدق، وهو إشارة إلى السبب الأبعد لبقائه (عليه السلام) عند سماع المواعظ البالغة وهو الأجل المحكوم به للقضاء الإلهي.

وأما السبب القريب: للفرق بينه وبين همّام ونحوه فقوة نفسه القدسية على قبول الواردات الإلهية وتعوّده بها وبلوغ رياضته حد السكينة عند ورود أكثرها وضعف نفس همام عما ورد عليه من خوف الله ورجائه.

ولم يجب (عليه السلام) بمثل هذا الجواب لاستلزامه تفضيل نفسه، أو لقصور فهم السائل.

ونهيه له عن مثل هذا السؤال والتنفير عنه كونه من نفثات الشيطان لوضعه في غير موضعه وهو من آثار الشيطان وبالله العصمة والتوفيق (4).

(ويحك) قيل ويحك بمعنى ويلك للعذاب وقيل كلمة رحمة.

(ان لكل أجل وقتا لا يعدوه) أي لا يجاوزه.

(وسبباً لا يتجاوزه)... وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً.

(فمهلاً لا تعدل لمثلها) أي: مثل المقالة.

(فإنما نفث) قال الجوهري النفث شبيه بالنفخ.

(الشيطان على لسانك).

قال الجوهري صعق صعقة أي: غشي عليه وقوله تعالى ... {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]، أي: مات.

(كانت نفسه) أي: روحه.

(فيها) أي: في تلك الصعقة التي فارق الدنيا.

مَنْ مَاتَ مِنْ الوجد:

فقد مات عدد من الناس الذين تأثروا بما سمعوا من موعظة أو من حب وغرام أو من طرب وإليك بعض هذه النماذج:

ففي (عرائس الثعلبي) روي أن لقمان لمّا قال لابنه هذه الكلمة أي: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 16]، انفطرت مرارته من هيبتها ومات وفي عيون ابن قتيبة، قال بهز بن حكيم صلى بنا زرارة بن أوفي الغداة فقرأ: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} [المدثر: 8، 9]، فخر مغشياً عليه فحملناه ميتاً.

وفي (تاريخ بغداد)، عن ابن مقاتل الحريري لما وافي ذو النون إلى بغداد اجتمع إليه جماعة من الصوفية ومعهم من يقول: فاستأذنوه أن يقول شيئاً من عنده فقال، نعم فابتدأ القوّال:

صغير هواك عذبني         فكيف به   إذا احتنكا

وأنت جمعت من قلبي       هوی قد كان مشتركا

اما ترثى لمكتئب            إذا ضحك الخليّ بكي

فقام ذو النون قائماً ثم سقط على وجهه ترى الدم يجري منه ولا يسقط إلى الأرض منه شيء.

وفيه عن ذي الكفل آخى ذي النون دخل غلام لذي النون إلى بغداد فسمع قوّالاً يقول: فصاح غلام ذي النون صيحة خر ميتاً فاتصل الخبر بذي النون فدخل إلى بغداد، فقال عليّ بالقوّال واسترد الأبيات فصاح ذو النون صيحة فمات القوّال ثم خرج ذو النون وهو يقول: النفس بالنفس والجروح قصاص (5).

وقال التستري:

وفي (كامل الجزري) اجتمع جماعة من الصوفية في رجب (600) برباط شيخ الشيوخ ببغداد، وفيهم صوفي اسمه أحمد بن إبراهيم الداري من أصحاب شيخ الشيوخ عبد الرحمن بن إسماعيل ومعهم مغن يغني:

أعاذلتي أقصري        كفي بمشيبي عذل

شباب کان لم یکن      وشیب كان لم يزل

وحق ليالي الوصل     وآخــرها  والأول

وصفرة لون المحب   عند استماع العذل

لئن عاد عيشي بكم   علا العيش لي واتصل

فتحرك الجماعة عادة الصوفية في السماع وطرب الشيخ المذكور وتواجد، ثم سقط مغشياً عليه فحرّكوه فإذا هو ميّت.

هذا وكما مات بموعظته رجل مات - كما روي - بمعجزته أيضاً رجل ففي المناقب روى زيد وصعصعة ابنا صوحان والبراء بن سبرة، والأصبغ بن نباتة وجابر بن شرحبيل ومحمود بن الكوّاء، أنه ذكر بدير الديلم من أرض فارس لأسقف وقد أتت عليه مائة وعشرون سنة أن رجلاً - يعنون علياّ (عليه السلام).

قال قد فسّر الناقوس فقال: سيروا بي إليه فإني أجده أنزع بطيناً فلما وافاه (عليه السلام) قال: قد عرفت صفته في الإنجيل، وأنا أشهد انه وصي ابن عمه فقال (عليه السلام) له: جئت لتؤمن أزيدك رغبة في إيمانك قال: نعم قال انزع مدرعتك فار أصحابك الشامة التي بين كتفيك فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله وشهق شهقة فمات، فقال (عليه السلام): عاش في الإسلام قليلاً وينعم في جوار الله كثيراً (6).

وعن يحيى بن معاذ الرازي (العيش في حبه أعجب من الموت في حبه).

وعن الشبلي الموت على ثلاثة أضرب: موت في حب الدنيا، وموت في حب العقبى، وموت في حب المولى، فمن مات في حب الدنيا مات منافقاً، ومن مات في حب العقبى مات زاهداً، ومن مات في حب المولى مات عارفاً.

والموت من حب المخلوق كثير، حتى صنف فيه الكتب، ومنها (كتاب مصارع العشاق)، ومن العشاق جمع معروف ومنهم عبد الله بن عجلان صاحب هند الذي قال فيه الشاعر:

إن مت من الحب      فقد مات ابن عجلان (7)

هذا ونظير خطبته (عليه السلام) هذه في وصف المتقين، كلامه (عليه السلام) في وصف أصحابه الخواص الذي رواه الشيخ الصدوق في كتابه صفات الشيعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بهج الصباغة، في شرح نهج البلاغة، ج 12، صفحة 459.

2ـ هذا النص متطابق مع نسخة الدكتور نصيري المؤرخة 494 هـ وهي الأصل، ومع

نسختنا المؤرخة 736هـ.

3ـ بحار الأنوار، ج 65، ص 196.

4ـ شرح نهج البلاغة، (ابن ميثم)، ج 3، صفحة 425.

5ـ بهج الصباغة، في شرح نهج البلاغة، ج 12، صفحة 460.

6ـ المصدر السابق.

7ـ المصدر السابق. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+