x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

نحو حملة وطنية لتحقيق محو الأمية البيئية

المؤلف:  د. صبحي عزيز البيات

المصدر:  التربية البيئية

الجزء والصفحة:  ص 116 ــ 117

2024-03-20

216

يشير أستاذ هندسة البيئة المساعد - ساطع محمود الراوي - مركز بحوث البيئة بجامعة الموصل، الى إنتشار أنواع عديدة من الأميات في مجتمعاتنا المعاصرة، وخاصة في الدول النامية ودول العالم الثالث، فهناك الأمية التعليمية، والأمية الثقافية، والأمية الوظيفية.. ومن الأنواع التي يجب إضافتها إلى أنواع الأمية أعلاه ما يطلق عليه (الأمية البيئية). فهذه الأخيرة بدأت تترك بصماتها على المجتمع من خلال الآثار السلبية التي يخلفها الجهل بقوانين وأنظمة هذا النوع من الأمية، كالأمراض، وتلوث الماء، والضجيج، والمواد المشعة، وتلوث التربة وتدهور الأراضي، واستنفاد الموارد الطبيعية، وغير ذلك من قائمة طويلة.

وعلى عكس بقية أنواع الأمية المذكورة، والتي بدأت تتضاءل في المجتمعات شيئا فشيئا، أخذت الأمية البيئية تزداد وتتسع انتشارا مع سبق الإصرار والتعمد. وإذا كانت تلك الأميات يتصف بها أفراد عاديون وبسطاء، فأن الأمية البيئية تلتصق بكافة شرائح المجتمع وأطيافه، من متعلمين وغير متعلمين، وتنتشر بين المثقفين، ورجال السياسة، وبين مدراء الدوائر، وأصحاب رؤوس الأموال، وبين الصحفيين، وبين أساتذة الجامعة، وكبار الأدباء، وبين القادة والمرؤوسين، على حد سواء...

من هنا، تبرز اهمية تنمية القيم البيئية لدى الجميع، لخلق سلوكيات إيجابية نحو البيئة. ولعل المدخل إلى هذا الجانب يأتي من طريقين: يكمن أولهما - في الإيمان بان لكل فرد في المجتمع دوره، بدء من الطفل في المدرسة، إلى كبار السن، ومن الأميين إلى كبار المتعلمين، ولا يمكن تجاهل سلوكه تجاه البيئة. أما الطريق الثاني - فيرتبط بتبني منهاج التربية البيئية في التعليم في مختلف مراحله الابتدائية والثانوية والجامعية بهدف زرع القيم البيئية وبلورة فهم صحيح للبيئة وتنمية الوعي بها وبأبعادها المحيطة بالإنسان (1).

حيال هذا، جاء مفهوم الوعي البيئي والتربية البيئية ليسد الفراغ في جهل الإنسان ولتبصيره بالمفاهيم البيئية، وليعمل على تقوية السلوك الفردي باتجاه حماية هذه البيئة لما فيه مصلحتهما معا. إن التوعية البيئية هي المقياس الحقيقي لتقدم الدول وحضارتها. والعالم ليس فقط بحاجة إلى التقدم العلمي والتقني، لكنه أيضا بحاجة ماسة إلى صحوة الضمير، ونبذ الأنانية وإتباع عقيدة الله في نفسه ومجتمعه.. يتبين مما تقدم أن البيئة وعناصرها هي أمانة الحاضر والمستقبل ويجب أن تكون هذه الأمانة مسئولية مشتركة تفرض على كل مواطن أن يتصرف في ضوء التزامه بالمصالح العامة فلا تقف مهمته عند حدود بيته أو مكان عمله بل تمتد وتنتشر لتشمل حدود كل بيت وكل مكان عمل، بل تستوعب كل موطئ قدم في الأرض التي يحيا عليها. إن توضيح المفاهيم البيئية للناس عامة يعد أمرا ضروريا وذا أهمية بالغة بهدف التأكيد على تفاعل البيئة الأرضية وتنمية الشعور الأخلاقي بان من واجب البشر جميعا، بصرف النظر عن أهوائهم وعواطفهم واتجاهاتهم، العمل على أنهم سكان كوكب واحد وعالم واحد والتخطيط لعمل عالمي في هذا المجال. ومثلما أخذ الإنسان منذ فجر التاريخ أن يحمي نفسه تجاه البيئة، يتوجب عليه اليوم أن يحمي البيئة من سلوكياته وتصرفاته تجاهها ومما يفعله بها (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- ساطع محمود الراوي، نحو حملة وطنية لتحقيق محو الأمية البيئية، (البيئة والحياة)، العدد الرابع، آيار 2006.

2- ساطع محمود الراوي، في سبيل توعية بيئية، (البيئة والحياة)، العدد الخامس، حزيران 2006.