x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

صلاة الليل

المؤلف:  الشيخ / حسين الراضي العبد الله

المصدر:  التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع

الجزء والصفحة:  ص 289 ــ 297

2024-03-10

184

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المتقين وشيعته المؤمنين:

أما اللَّيْلَ فَصَافُونَ أَقْدَامَهُمْ نَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا (1) تَرْتِيلاً يُحَزُنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، وَإِذَا مرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ؛ فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ وَاكْفُهِمْ وَرُكَبِهِمْ وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ يَطْلُبُونَ إِلى اللهِ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ) (2).

القرآن وصلاة الليل

القرآن الكريم تحدث عن صلاة الليل في أكثر من آية ووضح أهميتها وعظمتها وأنها حمى للصلاة الواجبة وإليك بعض هذه الآيات:

قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، خطاباً لرسول الله وإلزاماً له بها.

وقال تعالى في حق المؤمنين المتقين: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17]، وهذه الآية تدل على أن جزاء صلاة الليل لا يعلمه إلا الله وإذا ذكر في بعض الروايات فإنما هو مصداق لبعض ذلك العطاء الذي لا ينضب.

وفي الحديث الصحيح عن زرارة:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: 9]؟ قَالَ: (يَعْنِي صَلَاةَ اللَّيْلِ) (3).

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه: 130].

قالَ: يَعْنِي تَطوع (4) بِالنَّهَارِ.

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: {وَإِدْبَارَ (5) النُّجُومِ} [الطور: 49]، قَالَ: رَكْعَتَانِ قَبْلَ الصُّبْحِ.

قلتُ: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [ق: 40]، قَالَ: رَكْعَتَانِ (6) بَعْدَ الْمَغْرِبِ (7).

برنامج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الليل

لقد كانت صلاة الليل واجبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما يستفاد من جملة من الآيات القرآنية ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 1 - 8].

قال الطبرسي:

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1]، معناه يا أيها المتزمل بثيابه المتلفف بها عن قتادة، وقيل يا أيها المتزمل بعباءة النبوة أي المتحمل لأثقالها عن عكرمة، وقيل معناه يا أيها النائم وكان قد تزمل للنوم عن السدي، وقيل كان يتزمل بالثياب في أول ما جاء به جبرائيل خوفاً حتى أنس به وإنما خوطب بهذا في بدء الوحي ولم يكن قد بلغ شيئاً ثم خوطب (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك بالنبي والرسول.

{قُمِ اللَّيْلَ} [المزمل: 2]، للصلاة {إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل: 2]، والمعنى بالليل صل إلا قليلاً من الليل فإن القيام بالليل عبارة عن الصلاة بالليل {نِصْفَهُ} [المزمل: 3]، هو بدل من الليل فيكون بياناً للمستثنى منه أي قم نصف الليل ومعناه صل من الليل النصف إلا قليلاً وهو قوله {أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} [المزمل: 3]، أي من النصف {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ } [المزمل: 4]، أي على النصف وقال المفسرون أو أنقص من النصف قليلاً إلى الثلث أو زد على النصف إلى الثلثين، وقيل أن نصفه بدل من القليل فيكون بياناً للمستثنى والمعنى فيهما سواء، ويؤيد هذا القول ما روي عن الصادق (عليه السلام) قال القليل النصف أو أنقص من القليل قليلاً أو زد على القليل قليلاً، وقيل معناه قم نصف الليل إلا قليلاً من الليالي وهي ليالي العذر كالمرض وغلبة النوم وعلة العين ونحوها أو أنقص من النصف قليلاً أو زد عليه ذكره الإمام علي بن أبي الطالب (عليه السلام).

خير الله سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله) في هذه الساعات القيام بالليل وجعله موكولاً إلى رأيه وكان النبي (صلى الله عليه وآله) وطائفة من المؤمنين معه يقومون على هذه المقادير وشق ذلك عليهم فكان الرجل منهم لا يدري كم صلى وكم بقي من الليل فكان يقوم الليل كله مخافة أن لا يحفظ القدر الواجب حتى خفف الله عنهم بآخر هذه السورة.

وعن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعيد بن هشام قال قلت لعائشة أنبئيني عن قيام رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالت: ألست تقرأ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1]، قلت بلى قالت فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام نبي الله وأصحابه حولاً وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعاً بعد أن كان فريضة.

 

وقيل كان بين أول السورة وآخرها الذي نزل فيه التخفيف عشر سنين عن سعيد بن جبير وقيل كان هذا بمكة قبل فرض الصلوات الخمس ثم نسخ بالخمس عن ابن كيسان ومقاتل وقيل لما نزل أول المزمل كانوا يقومون نحواً من قيامهم في شهر رمضان فكان بين أولها وآخرها سنة عن ابن عباس وقيل إن الآية الأخيرة نسخت الأولى عن الحسن وعكرمة وليس في ظاهر الآيات ما يقتضي النسخ فالأولى أن يكون الكلام على ظاهره فيكون القيام بالليل سنة مؤكدة مرغباً فيه وليس بفرض.

{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]، أي بينه بياناً واقرأه على هيئتك ثلاث آيات وأربعاً وخمساً عن ابن عباس قال الزجاج والبيان لا يتم بأن تعجل في القرآن إنما يتم بأن تبين جميع الحروف وتوفي حقها من الإشباع قال أبو حمزة قلت لابن عباس: إني رجل في قراءتي وفي كلامي عجلة، فقال ابن عباس: لأن أقرأ البقرة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله، وقيل معناه ترسل فيه ترسلاً عن مجاهد وقيل معناه تثبت فيه تثبتاً، عن قتادة وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في معناه أنه قال بينه بياناً ولا تهذه هذ الشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن أقرع به القلوب القاسية ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فاسأل الله الجنة وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فتعوذ بالله من النار (8).

{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: 5]، أي سنوحي عليك قولاً يثقل عليك وعلى أمتك أما ثقله عليه فلما فيه من تبليغ الرسالة وما يلحقه من الأذى فيه وما يلزمه من قيام الليل ومجاهدة النفس وترك الراحة والدعة، وأما ثقله على أمته فلما فيه من الأمر والنهي والحدود وهذا معنى قول قتادة ومقاتل والحسن قال ابن زيد هو والله ثقيل مبارك وكما ثقل في الدنيا ثقل في الموازين يوم القيامة، وقيل ثقيلاً لا يحمله إلا قلب مؤيد بالتوفيق ونفس مؤيدة بالتوحيد

 

{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} [المزمل: 6]، معناه إن ساعات الليل لأنها تنشأ ساعة بعد ساعة وتقديره أن ساعات الليل الناشئة وقال ابن عباس هو الليل كله لأنه ينشأ بعد النهار وقال مجاهد هي ساعات التهجد من الليل ... وعن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) أنهما قالا هي القيام في آخر الليل إلى صلاة الليل.

{هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا} [المزمل: 6]، أي أكثر ثقلاً وأبلغ مشقة لأن الليل وقت الراحة والعمل يشق فيه ومن قال وطاء فالمعنى أشد مواطأة للسمع والبصر يتوافق فيها قلب المصلي ولسانه وسمعه على التفهم والتفكر إذ القلب غير مشتغل بشيء من أمور الدنيا.

{وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل: 6]، أي أصوب للقراءة وأثبت للقول لفراغ البال وانقطاع ما يشغل القلب عن أنس ومجاهد وابن زيد وقال أبو عبد الله (عليه السلام) هو قيام الرجل عن فراشه لا يريد به إلا الله تعالى.

{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل: 7]، معناه أن لك يا محمد في النهار منصرفاً ومنقلباً إلى ما تقضي فيه حوائجك عن قتادة والمراد أن مذاهبك في النهار ومشاغلك كثيرة فإنك تحتاج فيه إلى تبليغ الرسالة ودعوة الخلق وتعليم الفرائض والسنن وإصلاح المعيشة لنفسك وعيالك وفي الليل يفرغ القلب للتذكر والقراءة فاجعل ناشئة الليل لعبادتك لتأخذ بحظك من خير الدنيا والآخرة، وفي هذا دلالة على أنه لا عذر لأحد في ترك صلاة الليل لأجل التعليم والتعلم لأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يحتاج إلى التعليم أكثر مما يحتاج الواحد منا إليه ثم لم يرض سبحانه أن يترك حظه من قيام الليل.

{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} [المزمل: 8]، يعني أسماء الله تعالى التي تعبد بالدعاء بها وقيل اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء صلاتك توصلك بركة قراءتها إلى ربك وتقطعك من كل ما سواه وقيل واقصد بعملك وجه ربك.

 

{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8]، أي أخلص له إخلاصاً عن ابن عباس وغيره يعني في الدعاء والعبادة وقيل انقطع إليه انقطاعاً عن عطاء وهو الأصل وقيل توكل عليه توكلاً عن شقيق، وقيل تفرغ لعبادته عن ابن زيد وقد جاء في الحديث النهي عن التبتل والمراد به الانقطاع عن الناس والجماعات وكان يجب أن يقول تبتلاً لأن المراد بتلك الله من المخلوقين واصطفاك لنفسه تبتيلاً فتبتل أنت أيضاً إليه، وقيل إنما قال تبتيلاً ليطابق أواخر آيات السورة وروى محمد بن مسلم وزرارة و حمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) أن التبتل هنا رفع اليدين في الصلاة وفي رواية أبي بصير قال هو رفع يدك إلى الله وتضرعك إليه (9).

ومنها قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المزمل: 20].

ثم خاطب سبحانه نبيه  (صلى الله عليه وآله) فقال {إِنَّ رَبَّكَ} [المزمل: 20]، يا محمد {يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى} [المزمل: 20]، أي أقرب وأقل {مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} [المزمل: 20]، أي أقل من نصفه وثلثه والهاء تعود إلى الليل أي نصف الليل وثلث الليل والمعنى أنك تقوم في بعض الليالي قريباً من الثلثين وفي بعضها قريباً من نصف الليل وقريباً من ثلثه، وقيل إن الهاء تعود إلى الثلثين أي وأقرب من نصف الثلثين ومن ثلث الثلثين وإذا نصبت فالمعنى تقوم نصفه وثلثه (و) {طَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} [المزمل: 20]، على الإيمان وروى الحاكم أبو القاسم إبراهيم الحسكاني بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله {طَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} [المزمل: 20]، قال علي وأبو ذر {وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [المزمل: 20]، أي يقدر أوقاتهما لتعلموا فيها على ما يأمركم به وقيل معناه لا يفوته علم ما تفعلون عن عطاء والمراد أنه يعلم مقادير الليل والنهار فيعلم القدر الذي تقومونه من الليل {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} [المزمل: 20]، قال مقاتل كان الرجل يصلي الليل كله مخافة أن لا يصيب ما أمر به من القيام فقال سبحانه {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} [المزمل: 20]، أي لن تطيقوا معرفة ذلك وقال الحسن قاموا حتى انتفخت أقدامهم فقال سبحانه إنكم لا تطيقون إحصاءه على الحقيقة وقيل معناه لن تطيقوا المداومة على قيام الليل ويقع منكم التقصير فيه {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [المزمل: 20]، بأن جعله تطوعاً ولم يجعله فرضاً عن الجبائي وقيل معناه فلم يلزمكم إثماً كما لا يلزم التائب أي رفع التبعة فيه كرفع التبعة عن التائب، وقيل فتاب عليكم أي فخفف عليكم {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل: 20]، الآن يعني في صلاة الليل عن أكثر المفسرين وأجمعوا أيضاً على أن المراد بالقيام المتقدم في قوله قُمِ اللَّيْل هو القيام إلى الصلاة إلا أبا مسلم فإنه قال أراد القيام لقراءة القرآن لا غير وقيل معناه فصلوا ما تيسر من الصلاة وعبر عن الصلاة بالقرآن لأنها تتضمنه (10).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ يرتلونه: نسختنا المؤرخة، 736 هـ

2ـ هذا النص متطابق مع نسخة الدكتور نصيري المؤرخة 494 هـ وهي الأصل، ومع نسختنا المؤرخة 736 هـ.

3ـ في الفقيه، ج 1، ص 473، ذیل ح 1370: مدح الله - تبارك وتعالى - أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه بقيام صلاة الليل فقال (عز وجل): {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: 9]؛ وآناء الليل: ساعاته.

4ـ في نسختي (بح، بس): (التطوع).

5ـ (إدبار) مصدر مجعول ظرفاً نحو مقدم الحاج وخفوق النجم. راجع: المفردات

للراغب، ص 307 (دبر).

6ـ في تفسير القمي: (أربع ركعات).

7ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 6، ص 532، رقم 5561، وفي الطبع القديم ج 3، ص 444، قرب الإسناد، ص 129، ج 451، بسند آخر عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مع اختلاف يسير وفي تفسير القمي، ج 2، ص 327 و333، بسند آخر عن الرضا (عليه السلام)، مع اختلاف، وفي كلها من قوله: قال: قلت له: {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} [الطور: 49]، الوافي، ج 7، ص 97، ح 5529 الوسائل، ج 1، ص 73، ح4545.

8ـ مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 10، ص 569.

9ـ المصدر السابق، ج10، ص 571.

10ـ المصدر السابق، ص 576. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+