تنوع المدركات وأدوات الإنسان الإدراكية
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
المصدر:
تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة:
ج2 ص276-277.
2023-10-18
1736
تنوع المدركات وأدوات الإنسان الإدراكية
مثلما أن هناك فرقاً بين القلب والسمع والبصر الظاهري من جهة، وبين القلب والسمع والبصر الباطني من جهة أخرى، فإن هناك فرقاً كذلك بين إدراك القلب الباطني وإدراك السمع والبصر الباطنيين؛ لأن القلب الباطني يدرك المعارف العالية من دون تمثل أو تنزل إلى عالم المثال، بيد أن السمع والبصر الباطنيين يدركان المراحل المتوسطة من المعارف عن طريق التمثل ومع الكم والكيف والشكل والصورة؛ فالنبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)قد تلقى في المعراج الكم الأكبر من المعارف العميقة والمعقولة بقلب روحه، في حين أنه رأى بعضها الآخر بعين قلبه: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} [النجم: 11، 12]. كذلك فإن الناس في يوم القيامة يرون ويسمعون بعض الحقائق بأبصارهم وأسماعهم الباطنية، لكنهم يحيطون بالقسم الأعظم من المعارف العميقة والعقلية عن طريق قلوبهم الباطنية. وفي عالم الرؤيا أيضاً فإن الإنسان يرى ويسمع بعض الحقائق بواسطة عينه وأذنه المثاليتين، أما المباحث العميقة والمعارف العالية والمعقولة - التي تكون أرفع من مستوى عالم المثال - فيدركها بقلب هو أسمى من العين والأذن المثاليتين، إذ أنه في المدركات القلبية لا يجري الحديث عن الشكل والكم والكيف ليتيسر إدراكها بالعين والأذن المثاليتين.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة