حرمان المنافقين من العقل النظري والعملي السليم
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
المصدر:
تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة:
ج2 ص330-331.
2023-09-28
1863
حرمان المنافقين من العقل النظري والعملي السليم
إن العقل النظري السليم، الذي وظيفته الفهم الصحيح للمعارف، والعقل العملي السليم الذي شأنه تنفيذ المكتشفات العلمية على نحو صحيح، هما الركنان الأساسيان للإيمان، والمنافقون محرومون من كليهما؛ فهم، جراء تسويل النفس وتزيينها، لا يميزون بين الحق والباطل، وبين الإصلاح والإفساد الحقيقيين، بل يتوهمون الحق باطلاً والباطل حقاً، والصلاح فساداً والفساد صلاحاً؛ كما هو حال فرعون الذي كان من أكبر عوامل الفساد: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} [الفجر: 12]. لكنه كان يخال نفسه الهادي والمرشد: {وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 29]. والسبب في ذلك هو أن عمل فرعون القبيح قد زين له فكان يراه حسناً: {وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ} [غافر: 37]. فالمنافقون، وبسبب فقدانهم للعقل العملي السليم، فهم بدلاً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كانوا من أهل الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} [التوبة: 67].
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة