الفراق بين استهزاء المنافقين والاستهزاء الإلهي
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
المصدر:
تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة:
ج2 ص346-347.
2023-09-27
1937
الفراق بين استهزاء المنافقين والاستهزاء الإلهي
قال تعالى : {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [البقرة: 14، 15].
يقول الله عز وجل في جوابه للمنافقين: إن الله هو الذي يستهزئ بهم، ويذرهم في طغيانهم كي يتحيروا. فإذا اتهم المؤمنون بالسفاهة والسخف، واستهزئ بهم. وسخر منهم من قبل المنافقين، فإن الله سبحانه وتعالى سيستهزئ بالمنافقين أيضاً، مع فارق واحد كبير، وهو أن استهزاء المنافقين بالمؤمنين ليس له أي أثر حقيقي أو دور تكويني، بل هو محض اعتبار.
ومضافاً إلى ذلك أن الله تعالى، في بعض الأحيان، هو الذي يتولى دفع شر المستهزئين ورفعه: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95]. لكن استهزاء الله جل وعلا بالمنافقين هو تكويني وحقيقي؛ بمعنى أن الله يجعل عقولهم وقلوبهم خفيفة الوزن وخاوية: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } [إبراهيم: 43] ، وفي القيامة - التي هي ظرف ظهور الحقائق، وحيث إن الميزان في ذلك اليوم هو الحقيقة: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} [الأعراف: 8].- تكون أعمالهم على جانب كبير من الخفة وانعدام الوزن بحيث لا يقام أي ميزان لوزنهم: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } [الكهف: 105].
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة