الاختلاف بين النار الملكية والملكوتية
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
المصدر:
تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة:
ج2 ص548-549.
2023-08-27
1823
الاختلاف بين النار الملكية والملكوتية
النار -سواء النار الملكية المحسوسة أو الملكوتية غير المحسوسة - حالها حال الموجودات الإمكانية الاخرى، يكون إيجادها بإرادة الله سبحانه وتعالى. فالاختلاف بين النار المحسوسة وغير المحسوسة هو في الحاجة إلى المبدأ القابلي، كالحطب، وليس في الاحتياج إلى المبدأ الفاعلي، أي الله؛ لأن المصور الوحيد هو الله. فإذا أراد شيء أن تكون له صورة نارية فلن يتحقق ذلك بغير إرادة الله، وإذا قيل إن الكافر نفسه هو مبدأ الاشتعال، فالمراد منه أنه لا حاجة إلى مبدأ قابلي آخر لذلك. طبقا للآيات من قبيل: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98] ، و {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: 15] ؛ فإن حصب وحطب جهنم هو الإنسان الكافر ذاته، إلا أن المصور الذي يصور الإنسان على هيئة نار هو الله عز وجل. وإذا تحدثنا بلغة الحركة الجوهرية، فإن محرك الإنسان -مع المحافظة على اختياره - هو ربه.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة